قصيدة بانت سعاد ففي العينين ملمول للشاعر الأَخطَل

البيت العربي

بانَت سُعادُ فَفي العَينَينِ مَلمولُ


عدد ابيات القصيدة:32


بانَت سُعادُ فَفي العَينَينِ مَلمولُ
بـانَـت سُـعـادُ فَـفـي العَينَينِ مَلمولُ
مِـن حُـبِّهـا وَصَـحـيـحُ الجِـسـمِ مَـخـبولُ
فَـالقَـلبُ مِـن حُـبِّهـا يَـعـتـادُهُ سَـقَـمٌ
إِذا تَــذَكَّرتُهــا وَالجِــســمُ مَــســلولُ
وَإِن تَـنـاسَـيـتُهـا أَو قُـلتُ قَد شَحَطَت
عـادَت نَـواشِـطُ مِـنـهـا فَهـوَ مَـكـبـولُ
مَـرفـوعَـةٌ عَـن عُـيـونِ الناسِ في غُرَفٍ
لا يَـطـمَـعُ الشُـمطُ فيها وَالتَنابيلُ
يُـخـالِطُ القَـلبَ بَـعـدَ النَـومِ لَذَّتُها
إِذَ تَــنَــبَّهــَ وَاِعــتَــلَّ المَــتــافـيـلُ
يُــروي العِــطـاشَ لَهـا عَـذبٌ مُـقَـبَّلـُهُ
فــي جــيــدِ آدَمَ زانَـتـهُ التَهـاويـلُ
حَــليٌ يَــشُــبُّ بَــيـاضَ النَـحـرِ واقِـدُهُ
كَـمـا تُـصَـوَّرُ فـي الدَيـرِ التَـمـاثيلُ
أَو كَــالعَــســيــبِ نَـمـاهُ جَـدوَلٌ غَـدِقٌ
وَكَــنَّهــُ وَهَــجَ القَــيــظِ الأَظــاليــلُ
غَــرّاءُ فَــرعــاءُ مَــصـقـولٌ عَـوارِضُهـا
كَــأَنَّهــا أَحـوَرُ العَـيـنَـيـنِ مَـكـحـولُ
أَخــرَقَهُ وَهــوَ فــي أَكــنــافِ سِــدرَتِهِ
يَــومٌ تُــضَــرِّمُهُ الجَــوزاءُ مَــشــمــولُ
فَــسَــلِّهــا بِــأَمــونِ اللَيـلِ نـاجِـيَـةٍ
فــيـهـا هِـبـابٌ إِذا كَـلَّ المَـراسـيـلُ
قَــنــواءَ نَــضّـاخَـةِ الذِفـرى مُـفَـرَّجَـةٍ
مِـرفَـقُهـا عَـن ضُـلوعِ الزَورِ مَـفـتـولُ
تَــســمـو كَـأَنَّ شَـراراً بَـيـنَ أَذرُعِهـا
مِـن نـاسِـفِ المَـروِ مَـرضـوحٌ وَمَـنـجولُ
كَــأَنَّهــا واضِــحُ الأَقــرابِ فـي لِقَـحٍ
أَســمــى بِهِــنَّ وَعِــزَّتــهُ الأَنــاصـيـلُ
تَــذَكَّرَ الشِــربَ إِذ هــاجَــت مَـراتِـعُهُ
وَذو الأَشـاءِ طَـريـقُ المـاءِ مَـشـغولُ
فَــظَــلَّ مُــرتَــبِـئاً عَـطـشـانَ فـي أَمـرٍ
كَــأَنَّ مـا مَـسَّ مِـنـهُ الشَـمـسُ مَـمـلولُ
يَـقـسِـمُ أَمـراً أَبَـطـنَ الغَيلِ يورِدُها
أَم بَـحـرَ عـانَـةَ إِذ نَـشـفَ البَراغيلُ
فَــأَجـمَـعَ الأَمـرَ أُصـلاً ثُـمَّ أَورَدَهـا
وَلَيــسَ مــاءٌ بِـشُـربِ البَـحـرِ مَـعـدولُ
فَهــاجَهُــنَّ عَــلى الأَهــواءِ مُــنـحَـدِرٌ
وَقــعُ قَــوائِمِهِ فــي الأَرضِ تَــحـليـلُ
قــارِحُ عـامَـيـنِ قَـد طـارَت نَـسـيـلَتُهُ
سُــنــبُـكُهُ مِـن رُضـاضِ المَـروِ مَـفـلولُ
يَـحـدو خِـمـاصـاً كَـأَعـطـالِ القَسِيِّ لَهُ
مِــن وَقــعِهِـنَّ إِذا عـاقَـبـنَ تَـخـبـيـلُ
أَورَدَهــا مَــنــهَــلاً زُرقــاً شَــرائِعُهُ
وَقَــد تَــعَــطَّشــَتِ الجِـحـشـانُ وَالحـولُ
يَــشـرَبـنَ مِـن بـارِدٍ عَـذبٍ وَأَعـيُـنُهـا
مِن حَيثُ تَخشى وَوارى الرامِيَ الغيلُ
نـالَت قَـليـلاً وَخـاضَـت ثُـمَّ أَفـزَعَهـا
مُــرَمَّلــٌ مِــن دِمــاءِ الوَحــشِ مَـعـلولُ
فَـاِنـصَـعـنَ كَـالطَـيرِ يَحدوهُنَّ ذو زَجَلٍ
كَــأَنَّهــُ فــي تَــواليــهِــنَّ مَــشــكــولُ
مُـسـتَـقـبِـلٌ وَهَـجَ الجَـوزاءِ يَهـجِـمُهـا
سَــحَّ الشَــآبــيـبِ شَـدٌّ فـيـهِ تَـعـجـيـلُ
إِذا بَــدَت عَــورَةٌ مِــنـهـا أَضَـرَّ بِهـا
بادي الكَراديسِ خاظي اللَحمِ زُغلولُ
يَــتــبَــعُهُ مِــثــلُ هُـدّابِ المُـلاءِ لَهُ
مِــنـهـا أَعـاصـيـرُ مَـقـطـوعٌ وَمَـوصـولُ
يـا أَيُّهـا الراكِـبُ المُـزجـي مَـطِيَّتَهُ
أَســرِع فَــإِنَّكــَ إِن أُدرِكــتَ مَــقـتـولُ
لا يَـــخـــدَعَـــنَّكـــَ كَــلبِــيٌّ بِــذِمَّتــِهِ
إِنَّ القُـــضـــاعِــيَّ إِن جــاوَزتَهُ غــولُ
كَـم قَـد هَـجَـمـنـا عَـلَيـهِم مِن مُسَوَّمَةٍ
شُـعـثٍ فَـوارِسُهـا البـيـضُ البَهـاليـلُ
نَـسـبـي النِـسـاءَ فَـمـا تَـنفَكُّ مُردَفَةً
قَـد أَنـهَـجَـت عَن مَعاريها السَرابيلُ
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

غياث بن غوث بن الصلت بن طارقة بن عمرو، أبو مالك، من بني تغلب.
شاعر مصقول الألفاظ، حسن الديباجة، في شعره إبداع. اشتهر في عهد بني أمية بالشام، وأكثر من مدح ملوكهم. وهو أحد الثلاثة المتفق على أنهم أشعر أهل عصرهم: جرير والفرزدق والأخطل.
نشأ على المسيحية في أطراف الحيرة بالعراق واتصل بالأمويين فكان شاعرهم، وتهاجى مع جرير والفرزدق، فتناقل الرواة شعره. وكان معجباً بأدبه، تياهاً، كثير العناية بشعره. وكانت إقامته حيناً في دمشق وحيناً في الجزيرة.
تصنيفات قصيدة بانَت سُعادُ فَفي العَينَينِ مَلمولُ