البيت العربي
بانَت سُعادُ فَقَلبي اليَومَ مَتبولُ
عدد ابيات القصيدة:57
بـانَـت سُـعـادُ فَقَلبي اليَومَ مَتبولُ
مُــتَــيَّمـٌ إِثـرَهـا لَم يُـجـزَ مَـكـبـولُ
وَمـا سُـعادُ غَداةَ البَينِ إِذ رَحَلوا
إِلّا أَغَــنُّ غَــضـيـضُ الطَـرفِ مَـكـحـولُ
هَــيــفـاءُ مُـقـبِـلَةً عَـجـزاءُ مُـدبِـرَةً
لا يُـشـتَـكـى قِـصَـرٌ مِـنـها وَلا طولُ
تَـجـلو عَوارِضَ ذي ظَلمٍ إِذا اِبتَسَمَت
كَــأَنَّهــُ مُــنــهَــلٌ بِــالراحِ مَـعـلولُ
شُـجَّتـ بِـذي شَـبَـمٍ مِـن مـاءِ مَـحـنِـيَةٍ
صـافٍ بِـأَبـطَـحَ أَضـحـى وَهُـوَ مَـشـمـولُ
تَـجـلو الرِياحُ القَذى عَنُه وَأَفرَطَهُ
مِــن صَــوبِ ســارِيَـةٍ بـيـضٍ يَـعـاليـلُ
يــا وَيـحَهـا خُـلَّةً لَو أَنَّهـا صَـدَقَـت
مـا وَعَـدَت أَو لَو أَنَّ النُصحَ مَقبولُ
لَكِــنَّهــا خُـلَّةٌ قَـد سـيـطَ مِـن دَمِهـا
فَـــجـــعٌ وَوَلعٌ وَإِخــلافٌ وَتَــبــديــلُ
فَـمـا تَـدومُ عَـلى حـالٍ تَـكـونُ بِهـا
كَــمـا تَـلَوَّنُ فـي أَثـوابِهـا الغـولُ
وَمـا تَـمَـسَّكـُ بِـالوَصـلِ الَّذي زَعَـمَـت
إِلّا كَـمـا تُـمـسِكُ الماءَ الغَرابيلُ
كَـانَـت مَـواعـيـدُ عُـرقوبٍ لَها مَثَلاً
وَمـا مَـواعـيـدُهـا إِلّا الأَبـاطـيـلُ
أَرجــو وَآمُـلُ أَن يَـعـجَـلنَ فـي أَبَـدٍ
وَمــا لَهُــنَّ طِـوالَ الدَهـرِ تَـعـجـيـلُ
فَـلا يَـغُـرَّنَـكَ مـا مَـنَّتـ وَمـا وَعَدَت
إِنَّ الأَمــانِــيَ وَالأَحـلامَ تَـضـليـلُ
أَمــسَــت سُـعـادُ بِـأَرضٍ لا يُـبَـلِّغُهـا
إِلّا العِـتـاقُ النَجيباتُ المَراسيلُ
وَلَن يُـــبَـــلِّغـــهـــا إِلّا عُــذافِــرَةٌ
فـيـهـا عَـلى الأَينِ إِرقالٌ وَتَبغيلُ
مِـن كُـلِّ نَـضّـاخَةِ الذِفرى إِذا عَرِقَت
عُـرضَـتُهـا طـامِـسُ الأَعـلامِ مَـجـهولُ
تَـرمـي الغُـيـوبَ بِـعَـينَي مُفرَدٍ لَهَقٍ
إِذا تَـــوَقَـــدَتِ الحُــزّانُ وَالمــيــلُ
ضَــخــمٌ مُــقَــلَّدُهــا فَــعَـمٌ مُـقَـيَّدُهـا
فـي خَـلقِها عَن بَناتِ الفَحلِ تَفضيلُ
حَــرفٌ أَخــوهـا أَبـوهـا مِـن مُهَـجَّنـَةٍ
وَعَــمُّهــا خَــالُهــا قَـوداءُ شِـمـليـلُ
يَـمـشـي القُـرادُ عَـلَيـها ثُمَّ يُزلِقُهُ
مِــنــهــا لَبــانٌ وَأَقــرابٌ زَهـاليـلُ
عَـيـرانَـةٌ قُـذِفَت في اللَحمِ عَن عُرُضٍ
مِـرفَـقُهـا عَـن بَـنـاتِ الزورِ مَفتولُ
كَـأَنَّ مـا فـاتَ عَـيـنَـيـهـا وَمَذبَحَها
مِـن خَـطـمِهـا وَمِـن اللَحـيَينِ بَرطيلُ
تَـمُـرُّ مِـثـلَ عَـسـيـبِ النَـخلِ ذا خُصَلٍ
فــي غــارِزٍ لَم تَـخَـوَّنَهُ الأَحـاليـلُ
قَـنـواءُ فـي حُـرَّتَـيـها لِلبَصيرِ بِها
عِـتـقٌ مُـبـيـنٌ وَفـي الخَـدَّيـنِ تَسهيلُ
تَــخــدي عَـلى يَـسَـراتٍ وَهـيَ لاحِـقَـةٌ
ذَوابِــلٌ وَقــعُهُــنُّ الأَرضَ تَــحــليــلُ
سُمرُ العُجاياتِ يَترُكنَ الحَصى زِيَماً
لَم يَــقِهِــنَّ رُؤوسَ الأُكُــمِ تَـنـعـيـلُ
يَـومـاً يَـظَـلُّ بِهِ الحَـربـاءُ مُصطَخِماً
كَــأَنَّ ضــاحِــيَهُ بِــالنــارِ مَــمــلولُ
كَــأَنَّ أَوبَ ذِراعَــيــهـا وَقَـد عَـرِقَـت
وَقَــد تَـلَفَّعـَ بِـالقـورِ العَـسـاقـيـلُ
وَقـالَ لِلقَـومِ حـاديـهِـم وَقَـد جَعَلَت
وُرقُ الجَنادِبِ يَركُضنَ الحَصى قيلوا
شَــدَّ النـهـارُ ذِراعـاً عَـيـطـلٍ نَـصَـفٍ
قــامَـت فَـجـاوَبَهـا نُـكـدٌ مَـثـاكـيـلُ
نَـوّاحَـةٌ رَخـوَةُ الضَـبـعَـين لَيسَ لَها
لَمّـا نَـعـى بِـكرَها الناعونَ مَعقولُ
تَـفِـري اللِبـانَ بِـكَـفَّيـها وَمِدرَعِها
مُــشَــقَّقــٌ عَـن تَـراقـيـهـا رَعـابـيـلُ
يَـسـعـى الوُشـاةُ بِـجَـنبَيها وَقَولُهُم
إِنَّكـَ يَـا بـنَ أَبـي سُـلمـى لَمَـقـتولُ
وَقـــالَ كُـــلُّ خَــليــلٍ كُــنــتُ آمُــلُهُ
لا أُلفِــيَــنَّكــَ إِنّـي عَـنـكَ مَـشـغـولُ
فَـقُـلتُ خَـلّوا طَـريـقـي لا أَبا لَكُمُ
فَــكُــلُّ مــا قَـدَّرَ الرَحـمَـنُ مَـفـعـولُ
كُـلُ اِبـنِ أُنـثـى وَإِن طالَت سَلامَتُهُ
يَــومــاً عَـلى آلَةٍ حَـدبـاءَ مَـحـمـولُ
أُنــبِــئتُ أَنَّ رَســولَ اللَهِ أَوعَـدَنـي
وَالعَـفُـوُ عِـنـدَ رَسـولِ اللَهِ مَـأمولُ
مَهلاً هَداكَ الَّذي أَعطاكَ نافِلَةَ ال
قُــرآنِ فـيـهـا مَـواعـيـظٌ وَتَـفـصـيـلُ
لا تَـأَخُـذَنّـي بِـأَقوالِ الوُشاةِ وَلَم
أُذِنـب وَلَو كَـثُـرَت عَـنّـي الأَقـاويلُ
لَقَــد أَقـومُ مَـقـامـاً لَو يَـقـومُ بِهِ
أَرى وَأَسـمَـعُ مـا لَو يَـسـمَـعُ الفيلُ
لَظَـــلَّ يُـــرعَــدُ إِلّا أَن يَــكــونَ لَهُ
مِــنَ الرَســولِ بِـإِذنِ اللَهِ تَـنـويـلُ
مـازِلتُ أَقـتَـطِـعُ البَـيـداءَ مُـدَّرِعـاً
جُـنـحَ الظَـلامِ وَثَـوبُ اللَيلِ مَسبولُ
حَــتّـى وَضَـعـتُ يَـمـيـنـي لا أُنـازِعُهُ
فـي كَـفِّ ذي نَـقِـمـاتٍ قـيـلُهُ القـيلُ
لَذاكَ أَهَـــيـــبُ عِــنــدي إِذ أُكَــلِّمُهُ
وَقــيــلَ إِنَّكــَ مَــســبــورٌ وَمَــســؤولُ
مِـن ضَـيـغَـمٍ مِن ضِراءَ الأُسدِ مُخدِرَةً
بِــبَــطــنِ عَــثَّرَ غــيــلٌ دونَهُ غــيــلُ
يَـغـدو فَـيَـلحَـمُ ضِـرغـامَـين عَيشُهُما
لَحـمٌ مِـنَ القَـومِ مَـعـفـورٌ خَـراذيـلُ
إذا يُــســاوِرُ قِــرنــاً لا يَـحِـلُّ لَهُ
أَن يَـتـرُكَ القِـرنَ إِلّا وَهُـوَ مَفلولُ
مِـنـهُ تَـظَـلُّ حَـمـيـرُ الوَحـشِ ضـامِـرَةً
وَلا تُــمَــشّــي بِـواديـهِ الأَراجـيـلُ
وَلا يَـــزالُ بِـــواديِهِ أخَــو ثِــقَــةٍ
مُــطَــرَّحُ البَــزِّ وَالدَرســانِ مَـأكـولُ
إِنَّ الرَســولَ لَسَــيــفٌ يُـسـتَـضـاءُ بِهِ
مُهَــنَّدٌ مِــن سُــيــوفِ اللَهِ مَــســلولُ
فـي عُـصـبَـةٍ مِـن قُـرَيشٍ قالَ قائِلُهُم
بِـبَـطـنِ مَـكَّةـَ لَمّـا أَسَـلَمـوا زولوا
زَالوا فَـمـازالَ أَنـكـاسٌ وَلا كُـشُـفٌ
عِـنـدَ اللِقـاءِ وَلا مـيـلٌ مَـعـازيـلُ
شُــمُّ العَــرانـيـنِ أَبـطـالٌ لَبـوسُهُـمُ
مِـن نَـسجِ داوُدَ في الهَيجا سَرابيلُ
بــيـضٌ سَـوابِـغُ قَـد شُـكَّتـ لَهـا حَـلَقٌ
كَــأَنَّهــا حَــلَقُ القَــفـعـاءِ مَـجـدولُ
يَمشون مَشيَ الجِمالِ الزُهرِ يَعصِمُهُم
ضَـربٌ إِذا عَـرَّدَ السـودُ التَـنـابـيلُ
لا يَــفــرَحـونَ إِذا نـالَت رِمـاحُهُـمُ
قَوماً وَلَيسوا مَجازيعاً إِذا نيلوا
لا يَـقَـعُ الطَـعـنُ إِلّا فـي نُـحورِهِمُ
ما إِن لَهُم عَن حِياضِ المَوتِ تَهليلُ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: كَعبِ بنِ زُهَير
شاعر عالي الطبقة، من أهل نجد، كان ممن اشتهر في الجاهلية.
ولما ظهر الإسلام هجا النبي صلى الله عليه وسلم، وأقام يشبب بنساء المسلمين، فأهدر النبي صلى الله عليه وسلم، دمه فجاءه كعب مستأمناً وقد أسلم وأنشده لاميته المشهورة التي مطلعها:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
فعفا عنه النبي صلى الله عليه وسلم، وخلع عليه بردته.
وهو من أعرق الناس في الشعر: أبوه زهير بن أبي سلمى، وأخوه بجير وابنه عقبة وحفيده العوّام كلهم شعراء. وقد كَثُر مخمّسو لاميته ومشطّروها وترجمت إلى غير العربية.