البيت العربي

ذَكَرتُ شَبابي اللَذَّ غَيرَ قَريبِ
عدد ابيات القصيدة:45

ذَكَــرتُ شَــبــابــي اللَذَّ غَـيـرَ قَـريـبِ
وَمَـــجـــلِسَ لَهــوٍ طــابَ بَــيــنَ شُــروبِ
وَبِـالحَـرَّةِ البَـيـضاءِ أَذكَرَني الصِبا
خَــيــالٌ وَتَــغــريــدُ الحَـمـامِ نَـكـوبِ
فَـأَرسَـلتُ دَمـعـي وَاِستَتَرتُ مِنَ الفَتى
مَــــخـــافَـــةَ نَـــمّـــامٍ عَـــلَيَّ كَـــذوبِ
وَقَـد يَـذكُـرُ المُـشـتـاقُ بَـعـضَ زَمانِهِ
فَــيَـبـكـي وَلا يَـبـكـي لِمَـوتِ حَـبـيـبِ
وَكُــنــتُ إِذا راحَــت عَــلَيَّ صَــبــابَــةٌ
بَــكَــيــتُ بِهــا عَــيـنـي بِـرَدِّ نَـحـيـبِ
فَـــــلِلَّهِ دَرُّ الرائِحـــــاتِ عَــــشِــــيَّةً
يَــزِفــنَ لَقَــد فَــجَّعــنَــنــي بِــطَـليـبِ
أَخــي مَـريُـحَـنّـا هَـل فُـجِـعـتَ بِـغـادَةٍ
كَــعـابٍ وَهَـل نـاهَـزتَ مِـثـلَ نَـصـيـبـي
لَيــالِيَ أَســرابُ النِــسـاءِ يَـزِدنَـنـي
جَــنــىً بَــيــنَ رَيــحــانٍ أَغَــرَّ وَكــوبِ
إِذا شِــئتُ غَــنَّتــنـي فَـتـاةٌ بِـمِـزهَـرٍ
عَــلى الراحِ أَو غَــنَّيـتُهـا بِـقَـضـيـبِ
فَــلَمّــا دَعــانـي الهـاشِـمِـيُّ أَجَـبـتُهُ
وَلا خَـيـرَ فـي المَـمـلوكِ غَـيرَ مُجيبِ
فَـأَصـبَـحـتُ خِدناً لِلجَواري مِنَ الجَوى
فَــأَصــبَــحَ واديــهِــنَّ غَــيــرَ عَــشـيـبِ
حَـسَـرتُ الهَـوى عَـنّـي زَمـانـاً وَرُبَّمـا
لَهَــوتُ وَمــا لَهــوُ الفَــتـى بِـغَـريـبِ
فَــيــا لَكِ أَيّـامـاً سُـلِبـتُ نَـعـيـمَهـا
وَيــا لَكَ دَهــراً فــاتَــنــي بِــلَغـيـبِ
عَــلى زَيــنَـبٍ مِـنّـي السَـلامُ وَمِـثـلُهُ
عَــلى شَــجَــنٍ بَــيــنَ الصَـبـا وَجَـنـوبِ
فَهَــذا أَوانٌ لا أَعـوجُ عَـلى الصِـبـى
سَــمِــعــتُ لِعُــذّالي وَنــامَ رَقــيــبــي
وَقَــد جــاءَنــي مِـن بـاهِـلِيٍّ يَـسُـبُّنـي
فَــأَعــرَضــتُ إِنَّ البــاهِــلِيَّ جَـنـيـبـي
وَقُــلتُ بِــدَعــوى عــامِـرٍ يـالَ عـامِـرٍ
أَيَــشــتُــمُـنـي الزِنـجِـيُّ غَـيـرَ دَبـيـبِ
دَعــونــي وَإِنّــي مِــن وَرائي مُــعَــضَّدٌ
كَـــفَـــيــتُــكُــمُ رايَ اِســتِهِ بِــذَنــوبِ
إِذا شَــــبِـــعَ الزِنـــجِـــيُّ سَـــبَّ إِلَهَهُ
وَأَلَّبَ مِـــــن زِنـــــجٍ عَـــــلَيَّ وَنـــــوبِ
أَوائِلُ قَـــد قَـــرَّبــتِ غَــيــرَ مُــقَــرَّبٍ
وَنــاسَـبـتِ كَـلبـاً كـانَ غَـيـرَ نَـسـيـبِ
بَــنــي وائِلٍ إِنَّ الصَــغــيـرَ بِـمِـثـلِهِ
كَــبــيـرٌ فَـلا تَـسـتَـعـجِـلوا بِـمُهـيـبِ
عَـلى أَهـلِهـا تَـجـنـي بَراقِشُ فَاِتَّقوا
جِــنــايَــةَ عَــبــدٍ وَاِسـعَـدوا بِـقُـلوبِ
صَـغـيـرُ الأَذى يَـدعـو كَـبيراً لِأَهلِهِ
وَتَــفــتَــضِــحُ القُـربـى بِـذَنـبِ غَـريـبِ
أَرى خَــلقـاً قَـد شـابَ قَـبـلَ جِـنـايَـةٍ
فَهَـــلّا وَهَـــبــتُــم قَــلبَهُ لِمَــشــيــبِ
لَحا اللَهُ قَوماً وَسَّطوا الكَلبَ فيهُمُ
شَــتــيـمَ المُـحَـيّـا عـاشَ غَـيـرَ أَديـبِ
سَروقاً لِما لاقى طَروباً إِلى الزُبى
وَهَــل تَــجِــدُ الزِنــجِــيَّ غَــيـرَ طَـروبِ
إِذا حَــزَّ فــيـهِ النَـصـلُ حَـزَّ عِـجـانُهُ
فَـــراحَ بِـــأَيــرٍ لِلفُــضــوحِ مُــثــيــبِ
فَـيـا عَـجَـبـاً لا يَـتَّقـي الزِنـجُ شَرَّهُ
وَلا يَــذكُــرونَ اللَهَ عِــنــدَ هُــبــوبِ
أَقــولُ وَقَــد نــاكَ الخُـلَيـقُ بَـنـاتِهِ
وَأَحـــفـــى بَـــنـــوهُ أُمَّهــُم بِــرُكــوبِ
بَــنــي خَـلَقٍ مـا أَحـلَمَ اللَهَ عَـنـكُـمُ
عَـــلى خَـــبَـــثـــاتٍ فــيــكُــمُ وَذُنــوبِ
أَراكُـم أُنـاسـاً سَـمـنُـكُم في أَديمِكُم
مَــجَــنــتُـم فَـلا تَـسـتَـغـفِـرونَ لِحـوبِ
كَــأَنَّكــُمُ لَم تَــســمَــعــوا بِـقِـيـامَـةٍ
وَلَم تَـشـعُـروا فـي ديـنِـكُـم بِـحَـسـيبِ
أَفـيـقـوا بَـنـي الزِنـجِيِّ إِنَّ سَبيلَكُم
سَـــبـــيــلُ أَبــيــكُــم لَحــمُهُ لِكُــلوبِ
وَمَــولى أَبــيـكُـم فَـاِطـرَحـوهُ لِأَكـلُبٍ
وَلا يُــدفَــنُ الزِنــجِــيُّ بَــيـنَ رُبـوبِ
وَنُــبِّئــتُ فِــزراً قَــلطَــبــانَ نِـسـائِهِ
ضَــروبــاً عَــلى أَســتــاهِهِــنَّ بِــطـيـبِ
وَقَــد نـاكَ فِـزرٌ كُـلثُـمـاً غَـيـرَ مَـرَّةٍ
وَلَكِـــنَّهـــُ قَــد قــاءَهــا بِــشَــبــيــبِ
لَحــا اللَهُ فِــزراً مـا أَضَـلَّ مَـكـانَهُ
وَأَعـــجَـــبَهُ قَــد فــاقَ كُــلَّ عَــجــيــبِ
إِذا قُــلتَ مَــن فِــزرٌ أَجــابَـكَ قـائِلٌ
شَــريــكُ أَبــيـهِ فـي اِسـتِ أُمِّ حَـبـيـبِ
أَلا أَيُّهـا الفـادي وَلَم أَقضِ نُسخَتي
يُـعـاتِـبُـنـي فـي الجـودِ غَـيـرَ مُـصيبِ
قَـعـيـدَكَ أَن تَـنـهـى اِمرَأً عَن طِباعِهِ
يَــجــودُ وَيَــغــدو نــاصِـبـاً بِـعَـتـيـبِ
بَــدَأتَ بِــنــوكٍ وَاِنــثَــنَـيـتَ بِـجَهـلَةٍ
وَمـــا طـــاعَــتــي إِلّا لِكُــلِّ لَبــيــبِ
سَأَرعى الَّذي يَرعى مِنَ الذَنبِ غادِياً
وَأُكــرِمُ نَــفــســي عَــن دَسـيـسِ مُـريـبِ
لِفِــزرٍ صَــنــيـعُ القَـلطَـبـانِ بِـأُخـتِهِ
فَــلَيــسَ بِــمَــأمــونٍ بِــظَهــرِ مَــغـيـبِ
كَــســوبٌ بِــأُخــتَــيـهِ وَقَـيـنَـةِ تـاجِـرٍ
وَمــا كــانَ فــي كُــتّــابِهِ بِــكَــســوبِ
إِذا هُــوَ لاقــى أُمَّهــُ دَبَــرَ اِسـتَهـا
تَــــوَلّى بِــــأَيـــرٍ لِلِّواطِ خَـــضـــيـــبِ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: بَشّارِ بنِ بُرد
أشعر المولدين على الإطلاق. أصله من طخارستان غربي نهر جيحون ونسبته إلى امرأة عقيلية قيل أنها أعتقته من الرق. كان ضريراً.
نشأ في البصرة وقدم بغداد، وأدرك الدولتين الأموية والعباسية، وشعره كثير متفرق من الطبقة الأولى، جمع بعضه في ديوان. اتهم بالزندقة فمات ضرباً بالسياط، ودفن بالبصرة