قصيدة سرى وأقبل يقفو إثره القمر للشاعر ابن الساعاتي

البيت العربي

سرى وأقبل يقفو إثره القمر


عدد ابيات القصيدة:18


سرى وأقبل يقفو إثره القمر
ســرى وأقــبــل يـقـفـو إثـره القـمـر
فــكـان أبـهـاهـمـا مـن ليـله الشَّعـرُ
إن كــان جــمّــع عــنــدي كــلَّ حـادثـة
مـــنـــه وفـــرّق مـــا أحـــوي وادّخـــر
مــهـلاً عـذولُ بـقـلبٍ لا يـفـيـق هـوى
فــحـادث الدهـر لا يـبـقـى ولا يـذر
ثـم أنـثـنـى فـأعـاد الصـبـحَ مـبـسمهُ
واسـتـرجع الليل ما جادت به الطرر
وبــاذلاه الكــرى والفــكــر أعـمـلهُ
ومــانــعــاهُ حــيـاءُ الوجـه والخـفـر
كــم بــتُّ أبـكـي إليـه وهـو مـبـتـسـم
مــنّـي ويـجـنـي عـلى ضـعـفـي وأعـتـذر
ضاحي الترائب في الأتراب ما خطرت
أعــطـافـه فـلقـلبـي الهـائمِ الخـطـر
وجــهٌ تــبــيـتُ بـدور الليـل كـاسـفـة
مــنــه وتــســجـد إكـبـاراً لهُ الصـور
مــهـفـهـفٌ خـصـرهُ أهـدى النـحـول إلى
جـسـمـي وأذكـى غـليـلي ريـقـهُ الخصر
يــكــاد إمّــا بــدا مـن ورد وجـنـتـه
بــكــفّ لحــظـك مـاء الحـسـن يـعـتـصـر
فــي مــقـلتـيـه سـقـامٌ والشـفـاء بـه
وفــي وشــاحــيـه غـصـن ليـس يـهـتـصـر
مــا كـنـت أعـلم لولا فـعـل مـقـلتـه
أن اللحــاظ ســيــوفٌ غــربُهـا الحـور
أعـــفُّ عـــنــه وتــغــزونــي لواحــظــهُ
فـــليـــس لي مــنــهُ وزرٌ لا ولا وزر
لدنُ المــعــاطــف قــاسٍ حــيـن أسـأله
فــالجــســم مــاء ولكــن قـلبـه حـجـر
حــيــث المــجــرَّةُ وردٌ عــز مــطــلبــهُ
والأنـجـم الزُّهـر فـي حـافـاتـه زهـر
ويــطــلع الصــبـح فـي ديـجـور طـرَّتـه
والليـلُ مـا عـنـده مـن صـبـحـه خـبـرُ
وخـام عـن مـنـعـيَ الأنـصارُ واشتبهت
ليَ المـــذاهـــب حــتــى كــلّهــا غــرر
فــإنــنــي بــصـلاح الديـن أصـلح مـا
أثـأى وبـالنـاصـر الإيـمـان أنـتـصر
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

على بن محمد بن رستم بن هَردوز أبو الحسن بهاء الدين المعروف بابن الساعاتى: الشاعر الدمشقي، نعته الذهبي ب(عين الشعراء) وفد والده من خراسان إلى دمشق وعمل في خدمة نور الدين الشهيد، ونبغ في صناعة الساعات وعلوم الفلك وهو الذي عمل الساعة المعلقة عند باب الجامع بدمشق وولد له في دمشث ولدان أحدهما بهاء الدين أبو الحسن صاحب هذا الديوان والثاني فخر الدين رضوان الطبيب الوزير الذي استوزره الملك الفائز ابن الملك العادل الأيوبي والملك المعظم عيسى بن الملك العادل. وانتقل بهاء الدين من دمشق إلى القاهرة وخدم صلاح الدين وتوفي فيها وهو في الحادية والخمسين وكل قصائده المؤرخة بعد 585 نظمت في وادي النيل. كما يقول الأستاذ أنيس المقدسي محقق ديوانه قال: ويوجد من المدائح ما يرجع عهده الى سنة 583 هجرية وقد ذكر أنه أنشدها في دمشق ومنها قصيدة في تهنئة صلاح الدين الايوبي بفتحه القدس. والظاهر أنه لم يرحل عن وطنه دمشق الا كارها مدفوعا الى الرحيل بطلب المال وحسن الحال أو كما يقول:
قال ابن خلكان: شاعر مبرز في حلبة المتأخرين، له ديوان شعر يدخل في مجلدين، أجاد فيه كل الإجادة، وديوان أخر لطيف سماه " مقطعات النيل " نقلت منه قوله: (ثم أورد قطعتين ثم قال): وله كل معنى مليح. أخبرني ولده بالقاهرة المحروسة أن أباه توفي يوم الخميس الثالث والعشرين من شهر رمضان سنة أربع وستمائة بالقاهرة، ودفن بسفح المقطم وعمره إحدى وخمسون سنة وستة أشهر وأثنا عشر يوماً. ورأيت بخط بعض المشايخ وقد وافق في تاريخ الوفاة ولكنه قال: عاش ثمانياً وأربعين سنة وسبعة أشهر واثني عشر يوما وأنه ولد بدمشق، رحمه الله تعالى. والله أعلم بالصواب. وهردوز: بفتح الهاء وسكون الراء وضم الدال وسكون الواو وبعدها زاي.
تصنيفات قصيدة سرى وأقبل يقفو إثره القمر