قصيدة سويجع النيل رفقا بالسويداء للشاعر أحمد شوقي

البيت العربي

سُوَيجعَ النيلِ رِفقاً بِالسُوَيداءِ


عدد ابيات القصيدة:13


سُوَيجعَ النيلِ رِفقاً بِالسُوَيداءِ
سُـوَيـجـعَ النـيلِ رِفقاً بِالسُوَيداءِ
فَـمـا تُطيقُ أَنينَ المُفرَدِ النائي
لِلَّهِ وادٍ كَـمـا يَهـوى الهَـوى عَجَبٌ
تَــرَكــتَ كُــلَّ خَــلِيٍّ فــيــهِ ذا داءِ
وَأَنتَ في الأَسرِ تَشكو ما تُكابِدُهُ
لِصَـخـرَةٍ مِـن بَـنـي الأَعـجامِ صَمّاءُ
اللَهُ فـي فَـنَـنٍ تَـلهو الزَمانَ بِهِ
فَــإِنَّمــا هُــوَ مَــشـدودٌ بِـأَحـشـائي
وَفـي جَـوانِـحِـكَ اللاتي سَمَحتَ بِها
فَـلَو تَـرَفَّقـتَ لَم تَـسـمَـح بِأَعضائي
ماذا تُريدُ بِذي الأَنّاتِ في سَهَري
هَـذي جُـفـونـي تَـسـقي عَهدَ إِغفائي
حَـسـبُ المَضاجِعِ مِنّي ما تُعالِجُ مِن
جَـنـبـي وَمِـن كَبِدٍ في الجَنبِ حَرّاءِ
أُمـسـي وَأُصـبِـحُ مِن نَجواك في كَلَفٍ
حَـتّـى لَيَـعـشَـقُ نُـطقي فيكِ إِصغائي
اللَيـلُ يُـنـهِـضُني مِن حَيثُ يُقعِدُني
وَالنَجمُ يَملَأُ لي وَالفِكرُ صَهبائي
آتي الكَواكِبَ لَم أَنقُل لَها قَدَماً
لا يَـنـقَـضـي سَهَري فيها وَإِسرائي
وَأَلحَظُ الأَرضَ أَطوي ما يَكونُ إِلى
مــا كـانَ مِـن آدَمٍ فـيـهـا وَحَـوّاءِ
مُــؤَيَّداً بِــكَ فــي حِـلّي وَمُـرتَـحَـلي
وَمـا هُـمـا غَـيرُ إِصباحي وَإِمسائي
تـوحـي إِلَيَّ الَّذي توحي وَتَسمَعُ لي
وَفـي سَـمـاعِـكَ بَعدَ الوَحيِ إِغرائي
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.
مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932
تصنيفات قصيدة سُوَيجعَ النيلِ رِفقاً بِالسُوَيداءِ