البيت العربي

سُوَيجعَ النيلِ رِفقاً بِالسُوَيداءِ
عدد ابيات القصيدة:13

سُـوَيـجـعَ النـيلِ رِفقاً بِالسُوَيداءِ
فَـمـا تُطيقُ أَنينَ المُفرَدِ النائي
لِلَّهِ وادٍ كَـمـا يَهـوى الهَـوى عَجَبٌ
تَــرَكــتَ كُــلَّ خَــلِيٍّ فــيــهِ ذا داءِ
وَأَنتَ في الأَسرِ تَشكو ما تُكابِدُهُ
لِصَـخـرَةٍ مِـن بَـنـي الأَعـجامِ صَمّاءُ
اللَهُ فـي فَـنَـنٍ تَـلهو الزَمانَ بِهِ
فَــإِنَّمــا هُــوَ مَــشـدودٌ بِـأَحـشـائي
وَفـي جَـوانِـحِـكَ اللاتي سَمَحتَ بِها
فَـلَو تَـرَفَّقـتَ لَم تَـسـمَـح بِأَعضائي
ماذا تُريدُ بِذي الأَنّاتِ في سَهَري
هَـذي جُـفـونـي تَـسـقي عَهدَ إِغفائي
حَـسـبُ المَضاجِعِ مِنّي ما تُعالِجُ مِن
جَـنـبـي وَمِـن كَبِدٍ في الجَنبِ حَرّاءِ
أُمـسـي وَأُصـبِـحُ مِن نَجواك في كَلَفٍ
حَـتّـى لَيَـعـشَـقُ نُـطقي فيكِ إِصغائي
اللَيـلُ يُـنـهِـضُني مِن حَيثُ يُقعِدُني
وَالنَجمُ يَملَأُ لي وَالفِكرُ صَهبائي
آتي الكَواكِبَ لَم أَنقُل لَها قَدَماً
لا يَـنـقَـضـي سَهَري فيها وَإِسرائي
وَأَلحَظُ الأَرضَ أَطوي ما يَكونُ إِلى
مــا كـانَ مِـن آدَمٍ فـيـهـا وَحَـوّاءِ
مُــؤَيَّداً بِــكَ فــي حِـلّي وَمُـرتَـحَـلي
وَمـا هُـمـا غَـيرُ إِصباحي وَإِمسائي
تـوحـي إِلَيَّ الَّذي توحي وَتَسمَعُ لي
وَفـي سَـمـاعِـكَ بَعدَ الوَحيِ إِغرائي
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أحمد شوقي
مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932