البيت العربي
ضامتك أظعانها بالسفح من إضم
عدد ابيات القصيدة:54
ضـامـتـك أظـعـانـهـا بـالسفح من إضم
و أســلمــتــك مــغـانـيـهـا بـذي سـلم
تـــــود أمـــــواله لو أن راحــــتــــه
رعــت له مــا رعــت للجــود مـن رحـم
أخــلت خــزانــتــه مــن كــل مـكـتـسـب
مــكــارم مــلأت بــالشــكــر كــل فــم
ذو هـيـبة لو حمى الأمواه لاجتنبت
غـلب الضـراغـم ورد البـارد الشـبـم
فـالمـاء أمـنـع مـن شـغـواء فـي لحف
والمــال أضــيــع مـن لحـم عـلى وضـم
يا واحد الدهر هب في الدهر واحدة
لواحــد النــثـر والأشـعـار والقـلم
لمـن رضـاك عـلى الأيـام مـنـيته ال
كـبـرى وعـصـمـتـه الطـولى مـن العصم
حـسـبـي عـقابا فراقي يمن طلعتك ال
لتــي نــزوحـي عـنـهـا أكـبـر النـقـم
ولو حـكـمـت بـبـعـدي عـنـك فـي عـمري
يـومـيـن لارتـعت من نومي فلم أنم
فــمــا حــللت بـمـرعـى ذاك عـن ثـقـة
أنــى وجــرحــي مــنـهـم غـيـر مـلتـئم
بـل كـنـت أطـرق فـيـهـم رأس مـرتـقـب
للبــارقــات و أغــضــي طــرف مــتـهـم
ومـــا رجـــوت بـــأنـــي واجــد أبــداً
مــولى كــمــولاي فـي عـرب ولا عـجـم
و لم أزل قـائلاً بـالشـكـر عنك ولو
ســكــت يــومــاً لقـالت ألسـن النـعـم
فــكــم بـعـثـت الى أكـبـادهـم كـمـدا
يــذيــبــهــا والى الآذان مــن صـمـم
إن بـان وجـهـي فـشـكـري لم يبن معه
أو شــط جــسـمـي فـودي فـيـك لم يـرم
فـعـد وجـد واغـتفر واسمح وهب وأعد
واصـفـح وأدن وأجـمـل وارض وابـتـسم
فــــلســـتُ أول عـــبـــد عـــق ســـيـــده
ولســـتَ أول مـــولى جـــاد بـــالكــرم
لا تــطــرحــنّــي فــعـنـدي كـل سـائرة
يـبـلى الزمان و لاتبلى على القدم
اذا تــنــســمـهـا الأيـام خـلن بـهـا
تــنــفــس الروض غــب الرائح الرّهــم
مـن كـل زهـراء لا تـفـنـى عـلى هـرم
تـزري بـشـعـر زهـيـر فـي الفـتى هرم
ومــا أدلس نــفــســي كــي أنــفــقـهـا
جــرب تــجـدنـي عـيـن الصّـارم الخـدم
ودم لتـكـسـب مـجـدا ولا يـبـيـد ولا
يـبـلى وتـبـنـي فـخـارا غـيـر مـنهدم
سـأسـتـقـيـم عـلى صـدق الوداد لكـم
لا للمــكــافـاة بـل للصـدق والكـرم
وأبــذل العـفـو مـنـكـم لا أكـلفـكـم
جــهــدا وأبــذل روحـي دونـكـم ودمـي
وأن يـعـود بـصـدر السـيـف مـنـثـلمـاً
والعــرض مـنـه صـحـيـح غـيـر مـنـثـلم
مــعــود أن يــرد الخــيــل عــابــســة
فـي كـل ثـغـر بـثـغـر النـصـر مـبتسم
يــســقــيـن مـن صـدأ فـي كـل مـعـركـة
مـاء الرقـاب فـيـشـفـيـهـا من القرم
تـمـوت مـن خـوفـه قـبـل اللقـاء فما
تـــهـــوي صـــوارمـــه إلا عــلى رمــم
فــمــا تــزال عــلى آثــار مــنــصــرف
عــن الوداع بــوجــد غــيــر مــنـصـرم
دع الرســوم فــمــا تــهـدي الى أحـد
يـقـيـنـه فـي هـوادي الأيـنـق الرسم
يـا لائمـي فـي الهـوى لوم سلوي عن
هــوى الأحــبــة فـاعـذرنـي ولا تـلم
وقــل لأحــســن خــوط مــاس فــي كـثـب
دلا وأمـــلح بـــدرٍ لاح فــي الظــلم
يـا مـرهقي يوم زلت في الهوى قدمي
حـسـيـبـك الله فـي قـتـلى وسـفك دمي
ومــن ســقـامـي وبـرئي سـقـم مـقـتـله
مـن ذا رأى سـقـمـا يـشـفي من السقم
وآخـــذي بـــذنـــوب جـــرهـــا بـــصــري
ألا أقـــلت مـــحــبّــا بــيِّنــَ النــدم
ومــا نــعــي لحـظ طـرفـي مـن تـأمـله
سـقـمـت فـاسـلم وفـارقـت الكـرى فنم
ومــعــدمــي وصــله عـمـداً ليـخـرجـنـي
مــن الوجــود بــلا ذنـب إلى العـدم
الله فـــي فـــإنــي لم أخــنــك هــوى
بــعــد الوداع ولم أغــدر ولم ألم
ان كـان يـرضـيـك مـنـي أن تدوم على
هـذا الصـدود الذي اسـتـحـسـنته فدُم
إن تـحـسـنـوا فـثـنـاء غـيـر مـنـقـطع
وإن تـسـيـئوا فـصـبـرا غـيـر مـنـصرم
أمـسـيـت مـنـك بـقـلب قـسـمـته يد ال
لأحــزان فــيــك وود غــيــر مـقـتـسـم
لو كـان لي كـان لي طـوعـا فـدونـكه
سـلّمـت فـيـه اليـك الأمـر فـاحـتـكـم
فــمــا أنــازع فــيــه كــف مــغــتـصـب
و لا أرق له مـــن جـــور مــنــتــقــم
ولو فــعــلت بــه مــا ظــل يــفــعــله
سـيـف المـتـوّج مـن قـحطان في القمم
يـولى المـلوك الذي يـرضـى بـخـادمه
مــولى وليــس بـراضـيـهـا مـن الخـدم
ان شـاركـوا فـي اسـمه لفظاً فانهم
قــد افـردوه بـمـا فـيـه مـن الشـيـم
الله فــضــل فــي قــحــطــان أوحـدهـا
وفـضـل الله قـحـطـانـا عـلى الأمـم
أغــر لو مــس ظــهــر الأرض أخــمـصـه
أغـنـى أديـم ثـراهـا عـن يـد الديـم
العـالم العـامـل الغـانـي بـشـهـرته
عــن أن نــشــبـهـه بـالنـار فـي عـلم
لا بالجبان اذا نار الوغى اضطربت
ولا اذا ازدحــم الوفــاد يــنــهــزم
يــــحــــج وفـــاده مـــنـــه إلى حـــرم
رحـب الفـناء حلال الصيد في الحرم
يـفـنـي العـدى و القنا كلا بصاحبه
فــبــيـن مـنـقـعـر قـصـعـاً و مـنـحـطـم
وكم أخذت على قلبي المقام على ال
صــبـرالجـمـيـل فـعـاصـانـي ولم يـقُـم
حـفـظـا لعـهـدكـم عـنـدي و ان قـطـعت
عـــنـــكــم عــهــودي وضــاقــت ذمــمــي
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: ابن القم اليمني
أبو عبد الله المعروف بابن القم من أهل اليمن، مولده بزبيد، من شعراء العصر الأقرب عصره متقدم، وكان معاصر ابن سنان الخفاجي أو بعده بقريب، وكان الأمير المفضل نجم الدين أبو محمد ابن مصال ينشدني شعره ونحن على الخيل سائرون إلى بعلبك تحت رايات الملك الناصر صلاح الدين يوسف في آخر شعبان سنة سبعين... إلخ.
وفي موسوعة أعلام اليمن ترجمة موسعة له وهي عمدتي في ذكر تاريخ وفاته وميلاده، وفيها:
أبو عبد الله، المعروف بابن قُمٍّ؛ من أهل زبيد. ولد، ونشأ، وتوفي فيها.
أديب، شاعر، تولى رئاسة الإنشاء عند (الصليحيين)، وكان أبوه صاحب ديوان الخراج في تهامة.
قال عنه المؤرخ (ياقوت الحموي) في كتابه (معجم الأدباء): "كان أديباً، كاتباً، شاعراً، من أفاضل أهل اليمن، المبرّزِينَ في النَّظْم، والنثر، والكتابة".
وقال عنه (بامخرمة): "كان أهل اليمن يعدون (الحسين)، كـ (المتنبي) في الشام والعراق".
من مؤلفاته: 1 - مجموع رسائل-خ، ومنه رسالة كتبها إلى (سبأ ابن أبي السعود الصليحي)، بعد انفصاله عن اليمن، رواها عنه الحافظ (أبو طاهر السِّلَفي). 2 - ديوان شعر. منه أوراق منتزعة في المتحف البريطاني، وشعره في الطبقة الأولى من الجودة، رقيق، عذبٌ، من السهل الممتنع.
وشعره في الطبقة الأولى من الجودة، رقيق عذبٌ، من السهل الممتنع.
المراجع: الأعلام (ج2، ص246، ط6.)
تاريخ اليمن الفكري (ج2، ص89، ط1.)
المفيد لعمارة (ص147، 257، ط2.)
تحفة الزمن (ص203، ط1.)
طراز أعلام الزمن (ج1، ص453 - خ.)
فوات الوفيات (ج1، ص381.)
المصادر للحبشي (ص315.)
معجم الأدباء (ج10، ص130، ط3.)