البيت العربي

طافَ الخَيالُ بِأَصحابي وَقَد هَجَدوا
عدد ابيات القصيدة:38

طـافَ الخَـيـالُ بِـأَصـحـابي وَقَد هَجَدوا
مِــن أُمِّ عَــلوانَ لا نَــحــوٌ وَلا صَــدَدُ
فَــأَرَّقَــت فِــتــيَـةً بـاتـوا عَـلى عَـجَـلٍ
وَأَعــيُــنــاً مَــسَّهـا الإِدلاجُ وَالسُهُـدُ
هَــل تُــبــلِغَــنِّيــَ عَــبـدَ اللَهِ دَوسَـرَةً
وَجـنـاءُ فـيـهـا عَـتـيـقُ النَـيِّ مُـلتَبِدُ
عَـــنـــسٌ مُـــذَكَّرَةٌ قَـــد شُــقَّ بــازِلُهــا
لَأيـاً تَـلاقـى عَـلى حَـيـزومِها العُقَدُ
كَــأَنَّهــا يَـومَ خِـمـسِ القَـومِ عَـن جُـلَبٍ
وَنَـــحـــنُ وَالآلُ بِــالمَــومــاةِ نَــطَّرِدُ
قَــرمٌ تَــعــاداهُ عــادٍ عَــن طُــروقَــتِهِ
مِــنَ الهِــجــانِ عَـلى خُـرطـومِهِ الزَبَـدُ
أَو نــاشِــطٌ أَســفَــعُ الخَــدَّيـنِ أَلجَـأَهُ
نَـفـحُ الشَـمـالِ فَـأَمـسـى دونَهُ العَـقَدُ
بـــاتَ إِلى دِفـــءِ أَرطــاةٍ أَضَــرَّ بِهــا
حُــرُّ النَــقــا وَزَهــاهــا مَـنـبِـتٌ جَـرَدُ
بــاتَ البُــروقُ جَــنــابَــيـهِ بِـمَـنـزِلَةٍ
ضَـــمَّتـــ حَــشــاهُ وَأَعــلاهُ بِهــا صَــرِدُ
مــا زالَ يَــركُــبُ رَوقَــيــهِ وَجَــبـهَـتَهُ
حَـتّـى اِسـتَـبـاثَ سَـفـاةً دونَهـا الثَأَدُ
حَـتّـى إِذا نَـطَـقَ العُـصـفـورُ وَاِنـكَشَفَت
عَــمـايَـةُ اللَيـلِ عَـنـهُ وَهـوَ مُـعـتَـمِـدُ
غَـــدا وَمِـــن عـــالِجٍ خَـــدٌّ يُـــعـــارِضُهُ
عَــنِ الشَــمــالِ وَعَــن شَــرقــيِّهــِ كَـبِـدُ
يَــعــلو عِهــاداً مِــنَ الوَســمِـيِّ زَيَّنـَهُ
أَلوانُ ذي صَــــبَــــحٍ مُــــكّـــاءُهُ غَـــرِدُ
بِــكُــلِّ مَــيــثـاءَ مِـمـراحٍ بِـمَـنـبِـتِهـا
مِـــنَ الذِراعَـــيـــنِ رَجّـــافٌ لَهُ نَــضَــدُ
ظَـــلَّت تُـــصَـــفِّقـــُهُ ريـــحٌ تَـــدُرُّ لَهــا
ذاتُ العَــثــانــيـنِ لا راحٌ وَلا بَـرَدُ
أَصــبَــحَ يَـجـتـابُ أَعـرافَ الضَـبـابِ بِهِ
مُـــجـــتــازَ أَرضٍ لِأُخــرى فــارِدٌ وَحَــدُ
يَهـــوي كَـــضَــوءِ شِهــابٍ خَــبَّ قــابِــسُهُ
لَيــلاً يُــبــادِرُ مِــنــهُ جِــذوَةً تَــقِــدُ
حَـتّـى إِذا هَـبَـطَ الوُحـدانَ وَاِنـقَـطَـعَت
عَــنــهُ سَــلاسِــلَ رَمــلٍ بَــيـنَهـا عُـقَـدُ
صــــادَفَ أَطــــلَسَ مَـــشّـــاءً بِـــأَكـــلُبِهِ
إِثــرَ الأَوابِــدِ مـا يَـنـمـي لَهُ سَـبَـدُ
أَشــلى سُــلوقِــيَّةــً بـاتَـت وَبـاتَ بِهـا
بِــوَحــشِ إِصــمِــتَ فــي أَصــلابِهــا أَوَدُ
يَـدِبُّ مُـسـتَـخـفِـيـاً يَـغشى الضِراءُ بِها
حَـتّـى اِسـتَـقـامَـت وَأَعراها لَهُ الجَرَدُ
فَــجــالَ إِذ رُعــنَهُ يَــنــأى بِــجـانِـبِهِ
وَفـــي سَـــوالِفِهــا مِــن مِــثــلِهِ قِــدَدُ
ثُــمَّ اِرفَــأَنَّ حِــفــاظــاً بَـعـدَ نَـفـرَتِهِ
فَــكَــرَّ مُــســتَــكــبِــرٌ ذو حَــربَـةٍ حَـرِدُ
فَــذادَهــا وَهــيَ مُــحــمَــرٌّ نَــواجِـذُهـا
كَــمــا يَــذودُ أَخــو العُـمِّيـَّةِ النَـجِـدُ
حَــتّــى إِذا عَــرَّدَت عَــنــهُ سَــوابِـقُهـا
وَعــانَــقَ المَـوتَ مِـنـهـا سَـبـعَـةٌ عَـدَدُ
مِــنــهــا صَــريــعٌ وَضـاغٍ فَـوقَ حَـربَـتِهِ
كَـمـا ضَـغـا تَـحـتَ حَـدِّ العـامِلِ الصُرَدُ
وَلّى يَــشُــقُّ جِــمــادَ الفَــردِ مُــطَّلـِعـاً
بِــذي النِــعــاجِ وَأَعــلى رَوقِهِ جَــسِــدُ
حَــتّــى أَجَــنَّ سَــوادُ اللَيــلِ نُــقـبَـتَهُ
حَيثُ اِلتَقى السَهلُ مِن فَيحانَ وَالجَلَدُ
راحَــت كَـمـا راحَ أَو تَـغـدو كَـغَـدوَتِهِ
عَــنــسٌ تَــجــودُ عَــلَيــهــا راكِـبٌ أَفِـدُ
تَــنــتــابُ آلَ أَبــي سُــفـيـانَ واثِـقَـةً
بِــفَــضــلِ أَبــلَجَ مُــنــجـازٍ لِمـا يَـعِـدُ
مُــسَــأَّلٌ يَــبــتَــغــي الأَقـوامُ نـائِلَهُ
مِــن كُــلِّ قَــومٍ قَــطــيــنٌ حَــولَهُ وُفُــدُ
جــاءَت لِعــادَةِ فَــضــلٍ كــانَ عَــوَّدَهــا
مَــن فـي يَـدَيـهِ بِـإِذنِ اللَهِ مُـنـتَـقَـدُ
إِلى اِمـرِئٍ لَم تَـلِد يَـومـاً لَهُ شَـبَهـاً
أُنــثــى لَهُ كَــرَمــاً يَــومـاً وَلَن تَـلِدُ
لا يَـبـلُغُ المَـدحَ أَقـصـى وَصـفِ مَدحِكُمُ
وَلَم يَــنَــل مِــثــلَ مـا أَدرَكـتُـمُ أَحَـدُ
لا يَـفـقِدُ الناسُ خَيراً ما بَقيتَ لَنا
وَالجـودُ وَالعَـدلُ مَفقودانِ إِن فَقَدوا
حَـتّـى أُنـيـخَـت لَدى خَـيرِ الأَنامِ مَعاً
مِــن آلِ حَــربٍ نَــمــاهُ مَــنــصِــبٌ حَـتِـدُ
أَمـــسَـــت أُمَــيَّةــُ لِلإِســلامِ حــائِطَــةً
وَلِلقَــبــيــضِ رُعــاةً أَمــرُهــا الرَشَــدُ
يَـظَـلُّ فـي الشـاءِ يَـرعـاهـا وَيَـعمِتُها
وَيَــكــفِــنُ الدَهــرَ إِلّا رَيـثَ يَهـتَـبِـدُ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: الراعي النُمَيري
من فحول الشعراء المحدثين، كان من جلّة قومه، ولقب بالراعي لكثرة وصفه الإبل وكان بنو نمير أهل بيتٍ وسؤدد.
وقيل: كان راعَي إبلٍ من أهل بادية البصرة.
عاصر جريراً والفرزدق وكان يفضّل الفرزدق فهجاه جرير هجاءاً مُرّاً وهو من أصحاب الملحمات.
وسماه بعض الرواة حصين بن معاوية.