البيت العربي
عَفَت ذاتُ الأَصابِعِ فَالجِواءُ
عدد ابيات القصيدة:31
عَـــفَـــت ذاتُ الأَصــابِــعِ فَــالجِــواءُ
إِلى عَــــذراءَ مَــــنــــزِلُهـــا خَـــلاءُ
دِيــارٌ مِــن بَــنــي الحَــسـحـاسِ قَـفـرٌ
تُــعَــفّــيــهــا الرَوامِــسُ وَالسَــمــاءُ
وَكـــانَـــت لا يَـــزالُ بِهـــا أَنــيــسٌ
خِــــلالَ مُــــروجَهـــا نَـــعَـــمٌ وَشـــاءُ
فَــــدَع هَــــذا وَلَكِـــن مَـــن لَطـــيـــفٍ
يُـــؤَرِّقُـــنـــي إِذا ذَهَـــبَ العِـــشـــاءُ
لِشَـــعـــثـــاءَ الَّتـــي قَــد تَــيَّمــَتــهُ
فَـــلَيـــسَ لِقَـــلبِهِ مِـــنــهــا شِــفــاءُ
كَـــأَنَّ خَـــبـــيـــأَةٍ مِـــن بَـــيــتِ رَأسٍ
يَـــكـــونُ مِـــزاجَهـــا عَـــسَـــلٌ وَمــاءُ
عَـــلى أَنـــيـــابِهـــا أَو طَــعــمُ غَــصٍّ
مِـــنَ التُـــفّـــاحِ هَـــصَّرَهُ اِجــتِــنــاءُ
إِذا مــا الأَشــرِبــاتُ ذُكِــرنَ يَـومـاً
فَهُـــــنَّ لِطَـــــيِّبــــِ الراحِ الفِــــداءُ
نُــوَلّيــهــا المَــلامَــةَ إِن أَلَمــنــا
إِذا مــــا كـــانَ مَـــغـــثٌ أَو لِحـــاءُ
وَنَــشــرَبُهــا فَــتَــتــرُكُــنــا مُـلوكـاً
وَأُســداً مــا يُــنَهــنِهُــنــا اللِقــاءُ
عَــدِمــنــا خَــيــلَنــا إِن لَم تَـرَوهـا
تُــثــيــرُ النَــقــعَ مَــوعِــدُهـا كَـداءُ
يُـــبـــاريــنَ الأَسِــنَّةــِ مُــصــغِــيــاتٍ
عَــلى أَكــتــافِهــا الأَسَــلُ الظِـمـاءُ
تَـــظَـــلُّ جِـــيـــادُنـــا مُـــتَـــمَـــطِّراتٍ
تُـــلَطِّمـــُهُـــنَّ بِـــالخُــمُــرِ النِــســاءُ
فَــإِمّــا تُــعـرِضـوا عَـنّـا اِعـتَـمَـرنـا
وَكــانَ الفَــتــحُ وَاِنــكَـشَـفَ الغِـطـاءُ
وَإِلّا فَــــاِصـــبِـــروا لِجَـــلادِ يَـــومٍ
يُـــعـــيــنُ اللَهُ فــيــهِ مَــن يَــشــاءُ
وَقــــالَ اللَهُ قَـــد يَـــسَّرتُ جُـــنـــداً
هُــمُ الأَنــصــارُ عُــرضَــتُهـا اللِقـاءُ
لَنـــا فـــي كُـــلِّ يَـــومٍ مِـــن مَـــعَــدٍّ
قِــــتــــالٌ أَو سِـــبـــابٌ أَو هِـــجـــاءُ
فَــنُــحــكِـمُ بِـالقَـوافـي مَـن هَـجـانـا
وَنَــضــرِبُ حــيــنَ تَــخــتَــلِطُ الدِمــاءُ
وَقـــالَ اللَهُ قَـــد أَرسَـــلتُ عَـــبــداً
يَـــقـــولُ الحَــقَّ إِن نَــفَــعَ البَــلاءُ
شَهِـــــدتُ بِهِ وَقَـــــومــــي صَــــدَّقــــوهُ
فَــقُــلتُــم مــا نُــجــيـبُ وَمـا نَـشـاءُ
وَجِـــبـــريــلٌ أَمــيــنُ اللَهِ فــيــنــا
وَروحُ القُــــدسِ لَيــــسَ لَهُ كِــــفــــاءُ
أَلا أَبـــلِغ أَبـــا سُــفــيــانَ عَــنّــي
فَــــأَنــــتَ مُــــجَـــوَّفٌ نَـــخِـــبٌ هَـــواءُ
هَـــجَـــوتَ مُــحَــمَّداً فَــأَجَــبــتُ عَــنــهُ
وَعِــــنــــدَ اللَهِ فـــي ذاكَ الجَـــزاءُ
أَتَهــــجــــوهُ وَلَســــتَ لَهُ بِــــكُـــفـــءٍ
فَــشَــرُّكُــمــا لِخَــيــرِكُــمــا الفِــداءُ
هَــجَــوتَ مُــبــارَكــاً بَــرّاً حَــنــيـفـاً
أَمـــيـــنَ اللَهِ شـــيـــمَــتُهُ الوَفــاءُ
فَــمَــن يَهــجــو رَســولَ اللَهِ مِــنـكُـم
وَيَــــمــــدَحُهُ وَيَــــنــــصُــــرُهُ سَــــواءُ
فَـــــإِنَّ أَبـــــي وَوالِدَهُ وَعِـــــرضـــــي
لِعِــــرضِ مُـــحَـــمَّدٍ مِـــنـــكُـــم وِقـــاءُ
فَـــإِمّـــا تَـــثـــقَـــفَـــنَّ بَـــنـــو لُؤَيٍّ
جَـــذيـــمَـــةَ إِنَّ قَـــتـــلَهُـــمُ شِــفــاءُ
أولَئِكَ مَــعــشَــرٌ نَــصَــروا عَــلَيــنــا
فَــفــي أَظــفــارِنــا مِــنــهُــم دِمــاءُ
وَحِـــلفُ الحَـــرِثِ اِبـــنِ أَبـــي ضِــرارٍ
وَحِــــلفُ قُـــرَيـــظَـــةٍ مِـــنّـــا بُـــراءُ
لِســـانـــي صـــارِمٌ لا عَـــيــبَ فــيــهِ
وَبَـــــحـــــري لا تُــــكَــــدِّرُهُ الدِلاءُ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: حَسّان بن ثابِت
شاعر النبي (صلى الله عليه وسلم) وأحد المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام، عاش ستين سنة في الجاهلية ومثلها في الإسلام. وكان من سكان المدينة.
واشتهرت مدائحه في الغسانيين وملوك الحيرة قبل الإسلام، وعمي قبل وفاته.لم يشهد مع النبي (صلى الله عليه وسلم) مشهداً لعلة أصابته.
توفي في المدينة.
قال أبو عبيدة: فضل حسان الشعراء بثلاثة: كان شاعر الأنصار في الجاهلية وشاعر النبي في النبوة وشاعر اليمانيين في الإسلام.
وقال المبرد في الكامل: أعرق قوم في الشعراء آل حسان فإنهم يعدون ستةً في نسق كلهم شاعر وهم: سعيد بن عبدالرحمن بن حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام.