البيت العربي
عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ
عدد ابيات القصيدة:30
عــيــدٌ بِــأَيَّةــِ حــالٍ عُــدتَ يــا عــيــدُ
بِــمــا مَــضـى أَم بِـأَمـرٍ فـيـكَ تَـجـديـدُ
أَمّــا الأَحِــبَّةــُ فَــالبَــيــداءُ دونَهُــمُ
فَــلَيــتَ دونَــكَ بــيــداً دونَهــا بــيــدُ
لَولا العُلى لَم تَجُب بي ما أَجوبُ بِها
وَجـــنـــاءُ حَــرفٌ وَلا جَــرداءُ قَــيــدودُ
وَكــانَ أَطــيَــبَ مِــن سَــيـفـي مُـضـاجَـعَـةً
أَشــبــاهُ رَونَــقِهِ الغــيــدُ الأَمـاليـدُ
لَم يَـتـرُكِ الدَهـرُ مِـن قَلبي وَلا كَبِدي
شَـــيـــءً تُـــتَـــيِّمــُهُ عَــيــنٌ وَلا جــيــدُ
يــا ســاقِــيَــيَّ أَخَــمـرٌ فـي كُـؤوسِـكُـمـا
أَم فــي كُــؤوسِــكُــمــا هَــمٌّ وَتَــســهـيـدُ
أَصَــخــرَةٌ أَنــا مــالي لا تُــحَــرِّكُــنــي
هَــذي المُــدامُ وَلا هَــذي الأَغــاريــدُ
إِذا أَرَدتُ كُـــمَـــيــتَ اللَونِ صــافِــيَــةً
وَجَــدتُهــا وَحَــبــيــبُ النَــفـسِ مَـفـقـودُ
مــاذا لَقــيــتُ مِــنَ الدُنـيـا وَأَعـجَـبُهُ
أَنّــي بِــمــا أَنــا بـاكٍ مِـنـهُ مَـحـسـودُ
أَمــسَــيــتُ أَروَحَ مُــثــرٍ خــازِنـاً وَيَـداً
أَنــا الغَــنِــيُّ وَأَمــوالي المَــواعـيـدُ
إِنّـــي نَـــزَلتُ بِــكَــذّابــيــنَ ضَــيــفُهُــمُ
عَــنِ القِــرى وَعَــنِ التَــرحــالِ مَـحـدودُ
جــودُ الرِجــالِ مِــنَ الأَيــدي وَجـودُهُـمُ
مِـنَ اللِسـانِ فَـلا كـانـوا وَلا الجـودُ
مـا يَـقـبِـضُ المَـوتُ نَـفـسـاً مِن نُفوسِهِمُ
إِلّا وَفـــي يَـــدِهِ مِــن نَــتــنِهــا عــودُ
مِــن كُــلِّ رِخـوِ وِكـاءِ البَـطـنِ مُـنـفَـتِـقٍ
لا فـي الرِحـالِ وَلا النِـسـوانِ مَعدودُ
أَكُــلَّمــا اِغــتــالَ عَـبـدُ السـوءِ سَـيِّدَهُ
أَو خــانَهُ فَــلَهُ فــي مِــصــرَ تَــمــهـيـدُ
صــارَ الخَــصِــيُّ إِمــامَ الآبِـقـيـنَ بِهـا
فَــالحُــرُّ مُـسـتَـعـبَـدٌ وَالعَـبـدُ مَـعـبـودُ
نــامَـت نَـواطـيـرُ مِـصـرٍ عَـن ثَـعـالِبِهـا
فَـقَـد بَـشِـمـنَ وَمـا تَـفـنـى العَـنـاقـيدُ
العَــــبــــدُ لَيـــسَ لِحُـــرٍّ صـــالِحٍ بِـــأَخٍ
لَو أَنَّهـــُ فـــي ثِــيــابِ الحُــرِّ مَــولودُ
لا تَـشـتَـرِ العَـبـدَ إِلّا وَالعَـصـا مَـعَهُ
إِنَّ العَــبــيــدَ لَأَنــجــاسٌ مَــنــاكــيــدُ
مــا كُــنـتُ أَحـسَـبُـنـي أَحـيـا إِلى زَمَـنٍ
يُــســيــءُ بـي فـيـهِ كَـلبٌ وَهـوَ مَـحـمـودُ
وَلا تَــوَهَّمــتُ أَنَّ النــاسَ قَــد فُـقِـدوا
وَأَنَّ مِــثــلَ أَبــي البَــيــضــاءِ مَـوجـودُ
وَأَنَّ ذا الأَســوَدَ المَــثــقـوبَ مِـشـفَـرُهُ
تُــطــيــعُهُ ذي العَــضـاريـطُ الرَعـاديـدُ
جَــوعــانُ يَـأكُـلُ مِـن زادي وَيُـمـسِـكُـنـي
لِكَــي يُــقــالَ عَــظـيـمُ القَـدرِ مَـقـصـودُ
إِنَّ اِمــــرَءً أَمَــــةٌ حُــــبــــلى تُــــدَبِّرُهُ
لَمُــســتَــضــامٌ سَــخـيـنُ العَـيـنِ مَـفـؤودُ
وَيـــلُمِّهـــا خُـــطَّةـــً وَيــلُمِّ قــابِــلِهــا
لِمِـــثـــلِهــا خُــلِقَ المَهــرِيَّةــُ القــودُ
وَعِــنــدَهــا لَذَّ طَــعــمَ المَــوتِ شــارِبُهُ
إِنَّ المَــنِــيَّةــَ عِــنــدَ الذُلِّ قِــنــديــدُ
مَــن عَــلَّمَ الأَســوَدَ المَـخـصِـيَّ مَـكـرُمَـةً
أَقَــومُهُ البــيــضُ أَم آبــائُهُ الصــيــدُ
أَم أُذنُهُ فــي يَــدِ النَــخّــاسِ دامِــيَــةً
أَم قَــدرُهُ وَهــوَ بِــالفَــلسَــيـنِ مَـردودُ
أَولى اللِئامِ كُــوَيــفــيــرٌ بِــمَــعــذِرَةٍ
فــي كُــلِّ لُؤمٍ وَبَــعـضُ العُـذرِ تَـفـنـيـدُ
وَذاكَ أَنَّ الفُــحــولَ البــيــضَ عــاجِــزَةٌ
عَـنِ الجَـمـيـلِ فَـكَـيـفَ الخِـصـيَـةُ السودُ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: المُتَنَبّي
الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.
ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.
قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.
وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.
قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.
عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.
وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.