البيت العربي
كسرت باجِرَ اجذاذاً وكانَ لنا
عدد ابيات القصيدة:3
كسرت باجِرَ اجذاذاً وكانَ لنا
رَبّـا نُـطـيـفُ بِه ضـلا بـتَضلالِ
بالهاشميِّ هدانا من ضَلالتنا
وَلَم يَكن ذينُه مني على بالي
يا راكِباً بَلِّغا عمراً وإِخوتَه
إِنّـي لِمَـن قال رَبي باجِرٌ قالِ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: مازن بن الغضوبة السمائلي
جدُّ من الصحابة، أول من أسلم أهل عمان، قيل: كان سادنا لصنم اسمه باجر (أو ناجر) في قرية سمايل بعُمان، فسمع هاتفا من الصنم يذكر ظهور نبي جديد، فكسر الصنم ووفد إِلى الرسول فأسلم، وانشده بيتين أولهما:
وروى عنه حديثاً استغرب ابن منده إسناده، وهو (عليك بالصدق، فإنه يهدي إلى الجنة).
من نسله علي بن حرب الطائي الخطامي الموصلي المحدث (265هـ 879م).
وانقل عنا قصة إسلامه كما رواها الطبراني في الأحاديث الطوال، و للحميري في "الروض المعطار " في مادة سنابل وهي الاسم الثاني لسمائل قال الطبراني:
حدثنا موسى بن جمهور التنيسي ثنا علي بن حرب الموصلي ثنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه عن عبد الله العماني عن مازن بن الغضوبة قال:
كنت أسدن صنماً يقال له باحر بسمائل قرية بعمان، فعترنا ذات يوم عنده عتيرة - وهي الذبيحة - فسمعت صوتاً من الصنم يقول: يا مازن اسمع تسر ، ظهر خير وبطن شر ، بعث نبي من مضر ، بدين اللّه الأكبر فدع نحيتاً من حجر ،تسلم من حر سقر)
قال: ففزعت لذلك وقلت: إن هذا العجب،
ثم عترت بعد أيام عتيرة فسمعت صوتاً من الصنم يقول: أقبل إليّ أقبل، تسمع ما لا تجهل، هذا نبي مرسل، جاء بحق منزل، فآمن به كي تعدل، عن حر نار تشتعل، وقودها بالجندل
فقلت: إن هذا لعجب، وإنه لخير يراد بنا، فبينا نحن كذلك إذ قدم رجل من الحجاز،
فقلنا: ما الخبر وراءك ؟
قال: ظهر رجل يقال له أحمد يقول لمن أتاه: أجيبوا داعي الله
قلت: هذا نبأ ما قد سمعت فسرت إلى الصنم، فكسرته أجذاذاً، وركبت راحلتي فقدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشرح لي الإسلام فأسلمت وقلت:
يا راكباً بلغن عمراً وإخوته= أني لمن قال ربي باحرٌ قالي
يعني عمرو بن الصلت وإخوته بني خطامة.
قال مازن: فقلت يا رسول الله إني إمرؤ مولع بالطرب وبشرب الخمر وبالهلوك - قال ابن الكلبي: والهلوك الفاجرة من النساء وألحت علينا السنون فأذهبت الأهوال وأهزلن الذراري والعيال وليس لي ولد فادع الله أن يذهب عني ما أجد ويأتينا بالحياء ويهب لي ولداً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم بدله بالطرب قراءة القرآن، وبالحرام الحلال وبالعهر عفة الفرج، وبالخمر ريّاً لا إثم فيه وائته بالحياء وهب له ولداً.
قال مازن: فأذهب الله عني ما كنت أجد وأتانا بالحياء وتعلمت شطر القرآن، وخصب عمان، وحججت حججاً ووهب الله لي حيان بن مازن. وأنشأت أقول:
فلما قدمت على قومي أنّبوني وشتموني. وأمروا شاعراً لهم فهجاني فقلت: إن رددت عليه فإنما أهجو نفسي. فاعتزلتهم إلى ساحل البحر وقلت (1):
بغضُكُمُ عندنا مرٌّ مذاقته = وبغضنا عندكم يا قومنا لئنُ# (1)
ما في القلوب عليكم فاعلموا وغر=وفي صدوركمُ البغضاء والإحنُ#
فأتتني منهم أزفلة عظيمة فقالوا: يا ابن عم عبنا عليك أمراً وكرهناه لك، فإن أبيت فشأنك ودينك، فارجع فأقم أمورنا، فكنت القيم بأمورهم فرجعت معهم ثم هداهم الله بعد إلى الإسلام.
(1) الابيات في معظم المصادر، تعج بالتصحيف ومنها المصدر التي نقلت منه القصة وهو (الأحاديث الطوال) للطبراني، و(لئن) في البيت الأول هي في "البداية والنهاية" لابن كثير (لبن) وهي في "مجمع الزوايد للهيثمي (لين) و(يبدو) في البيت الثاني (يثني)