البيت العربي

لَقَد غَدَوتَ عَلى النَدمانِ لا حَصِرُ
عدد ابيات القصيدة:32

لَقَــد غَــدَوتَ عَــلى النَـدمـانِ لا حَـصِـرُ
يُــخــشــى أَذاهُ وَلا مُــســتَــبــطَـأٌ زَمِـرُ
طَــلقُ اليَــدَيــنِ كَـبِـشـرٍ أَو أَبـي حَـنَـشٍ
لا واغِــلٌ حــيــنَ تَــلقــاهُ وَلا حَــصِــرُ
وَقَــد يُــغــادي أَبــو غَــيــلانَ رُفـقَـتَهُ
بِــقَهــوَةٍ لَيــسَ فــي نــاجــودِهــا كَــدَرُ
سُـــلافَـــةٍ حَـــصَـــلَت مِـــن شـــارِفٍ خَــلَقٍ
كَــأَنَّمــا فــارَ مِــنــهــا أَبــجَــلٌ نَـعِـرُ
عــانِــيَّةــٌ تَــرفَــعُ الأَرواحُ نَـفـحَـتَهـا
لَو كانَ تُسقى بِها الأَمواتُ قَد نَشَروا
وَقَــــد أُحـــادِثُ أَروى وَهـــيَ خـــالِيَـــةٌ
فَـلا الحَـديـثُ شَـفـى مِـنها وَلا النَظَرُ
لَيــسَــت تُــداويــكَ مِــن داءٍ تُــخـامِـرُهُ
أَروى وَلا أَنــتَ مِــمّــا عِــنـدَهـا تَـقِـرُ
كَـــأَنَّ فـــارَةَ مِــســكٍ غــارَ تــاجِــرُهــا
حَـتّـى اِشـتَـراهـا بِـأَغـلى بَـيعِهِ التَجِرُ
عَــلى مُــقَــبَّلــِ أَروى أَو مُــشَــعــشَــعَــةً
يَــعـلو الزُجـاجَـةَ مِـنـهـا كَـوكَـبٌ خَـصِـرُ
هَــل تُــدنِــيَــنَّكــَ مِــن أَروى مُــقَــتَّلــَةٌ
لا نــاكِــتٌ يُــشـتَـكـى مِـنـهـا وَلا زَوَرُ
كَـــــأَنَّهـــــا أَخــــدَرِيٌّ فــــي حَــــلائِلِهِ
لَهُ بِــــكُــــلِّ مَــــكــــانٍ عــــازِبٍ أَثَــــرُ
أَحــفَــظُ غَــيــرانُ مـا تُـسـطـاعُ عـانَـتُهُ
لا الوِردُ وِردٌ وَلا إِصـــــدارُهُ صَـــــدَرُ
أَحـــمَـــرُ تَــحــسِــبُ لَونَ الوَرسِ خــالَطَهُ
كَــأَنَّهــُ حــيــنَ يَهــوي مُــدبِــراً حَــجَــرُ
فــي عــانَــةٍ رَعَـتِ الأَوعـارَ صَـيـفَـتَهـا
حَــتّــى إِذا زَهِــمَ الأَكــفــالُ وَالسُــرَرُ
صــارَت سَــمـاحـيـجَ قُـبّـاً سـاعَـةَ اِدَّرَعَـت
شَـعـبـانَ وَاِنـجـابَ عَـن أَكفالِها الوَبَرُ
كَــأَنَّ أَقــرابَهــا القُــبـطِـيُّ إِذ ضَـمَـرَت
وَكـادَ مِـنـهـا بَـقـايـا المـاءِ يُـعـتَصَرُ
يَـــشُـــلُّهُـــنَّ عَـــلى الأَهــواءِ ذو ضَــرَرٍ
عَــلى الضَــغــائِنِ حَــتّـى يَـذهَـبَ الأَشَـرُ
دامـي الخَـيـاشـيـمِ قَـد أَوجَـعـنَ حاجِبَهُ
فَهــوَ يُــعــاقِــبُ أَحــيــانـاً فَـيَـنـتَـصِـرُ
مِــسـحـاجُ عـونٍ طَـوَتـهُ البـيـدُ صَـيـفَـتَهُ
فَــالضِــلعُ كــاسِـيَـةٌ وَالكَـشـحُ مُـضـطَـمِـرٌ
قَــد آلَ مِــنــهُ وَأَبــدى مِــن جَــنـاجِـنِهِ
طــــولُ النَهــــارِ وَلَيــــلٌ دائِبٌ سَهِــــرُ
حَــتّـى إِذا وَضَـحَـت فـي الصُـبـحِ واضِـحَـةً
جَـــوزاؤُهُ وَأَكَـــبَّ الشـــاةُ يَـــحــتَــفِــرُ
وَزَمَّتــِ الريــحُ بِــالبُهــمــى جَــحـافِـلُهُ
وَاِجـتَـمَـعَ الفَـيـضُ مِـن نَـعـمانَ وَالخُضَرُ
وَظَـــلَّ بِـــالوَعــرِ الظَــمــآنُ يَــعــصِــبُهُ
يَــومٌ تَــكــادُ شُــحــومُ الوَحـشِ تَـصـطَهِـرُ
يَـبـحَـثُ الأَحـسـاءَ مِـن ظَـبـيٍ وَقَد عَلِمَت
مِــن حَــيــثُ يُـفـرِغُ فـيـهِ مـاءَهُ الوَعِـرُ
وَغَــــرَّهُ كُــــلُّ ظَــــنٍّ كــــانَ يَــــأمُــــلُهُ
مِــنَ الثِــمــادِ وَنَــشَّتـ مـاءَهـا الغُـدُرُ
فَهـــوَ بِهـــا سَـــيِّئـــٌ ظَــنّــاً وَلَيــسَ لَهُ
بِــالبَــيــضَـتَـيـنِ وَلا بِـالعـيـصِ مُـدَّخَـرُ
ذَكَّرَهـــا مَـــنـــهَـــلاً زُرقـــاً شَـــرائِعُهُ
لَهُ إِذا الريــحُ لَفَّتــ بَــيــنَهــا نَهَــرُ
فَــحــلٌ عَــذومٌ إِذا بَــصــبَــصــنَ أَلحَــقَهُ
شَــدٌّ يُــقَــصِّرُ عَــنــهُ المِــعـبَـلُ الحَـشِـرُ
يَـــشُـــلُّهُـــنَّ بِـــصَـــلصـــالٍ يُـــحَـــشــرِجُهُ
بَــيــنَ الضُــلوعِ وَشَــدٍّ لَيــسَ يَــنــبَهِــرُ
صُــلبُ النُــسـورِ فَـلَيـسَ المَـروُ يَـرهَـصُهُ
وَلا المَــضــائِغُ مِـن رُصـغَـيـهِ تَـنـتَـشِـرُ
يَــذودُ عَــنــهـا إِذا أَمـسَـت بِـمَـخـشِـيَـةٍ
طَــــرفَ حَــــديـــدٌ وَقَـــلبٌ خـــائِفٌ حَـــذِرُ
فَهُـــنَّ مُـــســـتَـــوحِــشــاتٌ يَــتَّقــيــنَ بِهِ
وَهــوَ عَــلى الخَـوفِ مُـسـتـافٌ وَمُـقـتَـفِـرُ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: الأَخطَل
شاعر مصقول الألفاظ، حسن الديباجة، في شعره إبداع. اشتهر في عهد بني أمية بالشام، وأكثر من مدح ملوكهم. وهو أحد الثلاثة المتفق على أنهم أشعر أهل عصرهم: جرير والفرزدق والأخطل.
نشأ على المسيحية في أطراف الحيرة بالعراق واتصل بالأمويين فكان شاعرهم، وتهاجى مع جرير والفرزدق، فتناقل الرواة شعره. وكان معجباً بأدبه، تياهاً، كثير العناية بشعره. وكانت إقامته حيناً في دمشق وحيناً في الجزيرة.