قصيدة لم تدر ما خلدت عيناك في خلدي للشاعر ابن الأبار الإشبيلي

البيت العربي

لم تدر ما خلدت عيناك في خلدي


عدد ابيات القصيدة:9


لم تدر ما خلدت عيناك في خلدي
لم تـدر مـا خـلدت عـيناك في خلدي
مـن الغـرام ولا مـا كـابـدت كـبدي
أفــديـك مـن زائر رام الدنـو فـلم
يـسـطـعـه مـن غـرق فـي الدمـع متقد
خـاف العـيـون فـوافـانـي عـلى عـجل
مــعــطــلاً جــيــده الا مــن الغـيـد
عـاطـيـتـه الكأس فاستحيت مدامتها
مـن ذلك الشـنـب المـعـسـول بالبرد
حــتــى اذا غــازلت أجــفـانـه سـنـة
وصــيـرتـه يـد الصـهـبـاء طـوع يـدي
أردت تــــوســـيـــده خـــدي وقـــل له
فــقــال كــفـك عـنـدي أفـضـل الوسـد
فــبــات فــي حــرم لا غــدر يـذعـره
وبـــت ظـــمـــأن لم أصـــدر ولم أرد
بــدر ألم وبــدر التــم مــمــتــحــق
والأفـق مـحـلولك الأرجـاء من حسد
تــحــيـر الليـل فـيـه أيـن مـطـلعـه
أما درى الليل أن البدر في عضدي
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:


قال ابن بسام:
الأديب أبو جعفر أحمد بن الأبار أحد شعراء المعتضد المحسنين المتقين انتحل الشعر فافتن وتصرف، وعني بالعلم فجمع وصنف، وله في صناعة النظم فضل لا يرد، وإحسان لا يعد، وقد كتبت طرفا مما أبدع، ليكون أعدل شاهد على أنه تقدم وبرع. (ثم أورد منتخبا من شعره تضمنته استطرادات كثيرة، وافتتح ما اختاره من شعره بالدالية التي مطلعها:
لم تدر ما خلدت عيناك في خلدي =من الغرام ولا ما كابدت كبدي
قال: وقد رأيت من يروي هذه القطعة لإدريس بن اليماني، وهو الأشبه بما له من الألفاظ والمعاني، وهي لمن كانت له منهما رائقة، ومتأخرة سابقة، في التزام العفاف مع السلاف؛ وما سمعت بأبدع منها لأحد من أهل هذا الأفق. وإنما أثبت هنا بعض مقطوعات في معناها لأهل المشرق ثم أعود لإيراد ملح أهل أفقنا، وأرجع إليها وأكر بعد عليها، وأقدم أولا الحديث: "من أحب فعف ومات فهو شهيد"، والعفاف مع البذل، كالاستطاعة مع الفعل)، 
وعلق على قصيدته الفائية التي آخرها:
بقوله: (وما أملح هذه الملح، وما أقبح ما أنشدت في ضدها لعبد الجليل، حيث يقول) ثم أورد قطعة من قصيدة عبد الجليل ثم قال: (وبعده ما أضربت عنه، وصنت كتابي منه) !.
وقال معلقا على بائيته المشهورة: (ولقد ظرف ابن الأبار، واستهتر ما شاء، وأظنه لو قدر على إبليس الذي تولى له نظم هذا المسلك لدب إليه، ووثب أيضاً عليه). 
ثم قال بعدما أورد كل قطعة كبيرة من أخبار الشعراء المجان: (والباب طويل والاكثار مملول، وتتبع كل معنىً يعترض، يخرج بي عن الغرض، فإن سكت فترفيهاً، وان ألمعت بشيءٍ فدلالةً على الأدب وتنبيهاً) ثم عاد لسرد شعر ابن الأبار قال: وغني يوماً بشعر ابن الرومي حيث يقول:
فسأله الوزير الشيخ أبو الوليد ابن المعلم الزيادة فيها، فقال:
ثم أورد سبعة أبيات من قصيدة أولها:
هو والإفضال روض وصبا هو والعلياء عقد وعنق
هو والأملاك إن قيسوا به مهيع بين بنيات الطرق
قوله: "لم يدعها نوح" أشار إلى ما روي في بعض الأحاديث: أن نوحاً عليه السلام لما نزل عن السفينة نازعه إبليس أصل العنب، فاصطلحا على أن لنوح الثلث، ولإبليس
الثلثان، وإلى هذا أشار يوسف بن هارون الرمادي بقوله، وهي من ملحه:
ثم أورد قصيدته في مدح إسماعيل بن عباد وهي آخر ما أورده ابن بسام من شعره واولها: