قصيدة ما الشوق مقتنعا مني بذا الكمد للشاعر المُتَنَبّي

البيت العربي

ما الشَوقُ مُقتَنِعاً مِنّي بِذا الكَمَدِ


عدد ابيات القصيدة:14


ما الشَوقُ مُقتَنِعاً مِنّي بِذا الكَمَدِ
مـا الشَـوقُ مُـقـتَنِعاً مِنّي بِذا الكَمَدِ
حَــتّــى أَكــونَ بِــلا قَــلبٍ وَلا كَــبِــدِ
وَلا الدِيـارُ الَّتـي كانَ الحَبيبُ بِها
تَــشــكــو إِلَيَّ وَلا أَشــكــو إِلى أَحَــدِ
مــازالَ كُــلُّ هَـزيـمِ الوَدقِ يُـنـحِـلُهـا
وَالسُـقـمُ يُـنـحِـلُنـي حَـتّـى حَـكَـت جَسَدي
وَكُــلَّمــا فـاضَ دَمـعـي غـاضَ مُـصـطَـبَـري
كَــأَنَّ مـا سـالَ مِـن جَـفـنَـيَّ مِـن جَـلَدي
فَــأَيــنَ مِــن زَفَــراتـي مَـن كَـلِفـتُ بِهِ
وَأَيـنَ مِـنـكَ اِبـنَ يَـحـيى صَولَةُ الأَسَدِ
لَمّـا وَزَنـتُ بِـكَ الدُنـيـا فَـمِـلتَ بِهـا
وَبِــالوَرى قَــلَّ عِــنـدي كَـثـرَةُ العَـدَدِ
مــا دارَ فــي خَــلَدِ الأَيّـامِ لي فَـرَحٌ
أَبــا عُــبــادَةَ حَــتّــى دُرتَ فـي خَـلَدي
مَــلكٌ إِذا اِمــتَــلَأَت مــالاً خَــزائِنُهُ
أَذاقَهـــا طَـــعــمَ ثُــكــلِ الأُمِّ لِلوَلَدِ
مـاضـي الجَـنـانِ يُريهِ الحَزمُ قَبلَ غَدٍ
بِــقَــلبِهِ مـا تَـرى عَـيـنـاهُ بَـعـدَ غَـدِ
ماذا البَهاءُ وَلا ذا النورُ مِن بَشَرٍ
وَلا السَــمـاحُ الَّذي فـيـهِ سَـمـاحُ يَـدِ
أَيُّ الأَكُـفِّ تُـبـاري الغَـيثَ ما اِتَّفَقا
حَـتّـى إِذا اِفـتَـرَقـا عـادَت وَلَم يَـعُـدِ
قَـد كُـنـتُ أَحـسَـبُ أَنَّ المَـجـدَ مِـن مُضَرٍ
حَــتّـى تَـبَـحـتَـرَ فَهـوَ اليَـومَ مِـن أَدَدِ
قَــومٌ إِذا أَمــطَــرَت مَــوتـاً سُـيـوفُهُـمُ
حَــسِــبــتَهــا سُـحُـبـاً جـادَت عَـلى بَـلَدِ
لَم أُجـرِ غـايَـةَ فِـكـري مِـنـكَ فـي صِفَةٍ
إِلّا وَجَــدتُ مَــداهــا غــايَــةَ الأَبَــدِ
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب.
الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.
ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.
قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.
وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.
قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.
عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.
وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.
تصنيفات قصيدة ما الشَوقُ مُقتَنِعاً مِنّي بِذا الكَمَدِ