البيت العربي

هَلِ النِداءُ الَّذي أَعلَنتُ مُستَمَعُ
عدد ابيات القصيدة:41

هَــلِ النِــداءُ الَّذي أَعــلَنــتُ مُـسـتَـمَـعُ
أَم فـي المِـئاتِ الَّتـي قَـدَّمـتُ مُـنـتَـفَعُ
إِنّـــي لَأَعـــجَــبُ مِــن حَــظٍّ يُــسَــوِّفُ بــي
كَـاليَـأسِ مِـن نَـيـلِهِ أَن يَـجـذِبَ الطَـمَعُ
تَـأبـى السُـكـونَ إِلى تَـعـليلِ دَهرِيَ لي
نَــفـسٌ إِذا خـودِعَـت لَم تُـرضِهـا الخُـدَعُ
لَيـسَ الرُكـونُ إِلى الدُنـيـا دَليلَ حِجىً
فَــــإِنَّهــــا دُوَلٌ أَيّــــامُهــــا مُــــتَــــعُ
تَـأتـي الرَزايـا نِـظـامـاً مِن حَوادِثِها
إِذِ الفَـــوائِدُ فـــي أَثــنــائِهــا لُمَــعُ
أَهــلُ النَــبــاهَــةِ أَمــثــالي لِدَهـرِهِـمُ
بِــقَــصــرِهِــم دونَ غـايـاتِ المُـنـى وَلَعُ
لَولا بَــنـو جَهـوَرٍ مـا أَشـرَقَـت هِـمَـمـي
كَــمِـثـلِ بـيـضِ اللَيـالي دونَهـا الدُرَعُ
هُـــمُ المُـــلوكُ مُـــلوكُ الأَرضِ دونَهُـــمُ
غــيــدُ السَــوالِفِ فــي أَجـيـادِهـا تَـلَعُ
مِــنَ الوَرى إِن يَــفـوقـوهُـم فَـلا عَـجَـبٌ
كَـــذَلِكَ الشَهـــرُ مِــن أَيّــامِهِ الجُــمَــعُ
قَـومٌ مَـتـى تَـحـتَـفِـل فـي وَصـفِ سُـؤدُدِهِم
لا يَــأخُـذِ الوَصـفُ إِلّا بَـعـضَ مـا يَـدَعُ
تَــجَهَّمــَ الدَهــرُ فَـاِنـصـاتَـت لَهُـم غُـرَرٌ
مــاءُ الطَــلاقَــةِ فــي أَســرارِهـا دُفَـعُ
بــاهَــت وُجــوهُهُــمُ الأَعــراضَ مِـن كَـرَمٍ
فَــكُــلَّمــا راقَ مَــرأىً طــابَ مُــســتَـمَـعُ
سَــروٌ تَــزاحَــمُ فــي نَـظـمِ المَـديـحِ لَهُ
مَــحــاسِــنُ الشِـعـرِ حَـتّـى بَـيـنَهـا قُـرَعُ
أَبـو الوَليـدِ قَـدِ اِسـتَـوفـى مَـنـاقِبَهُم
فَــلِلتَــفــاريـقِ مِـنـهـا فـيـهِ مُـجـتَـمَـعُ
هُــوَ الكَــريــمُ الَّذي سَــنَّ الكِــرامُ لَهُ
زُهـرَ المَـسـاعـي فَـلَم تَـسـتَهـوِهِ البِدَعُ
مِــن عِــتــرَةٍ أَوهَـمَـتـهُ فـي تَـعـاقُـبِهـا
أَنَّ المَـــكـــارِمَ إيـــصـــاءً بِهــا شِــرَعُ
مُهَــــــذَّبٌ أَخــــــلَصَــــــتـــــهُ أَوَّلِيَّتـــــُهُ
كَــالسَــيـفِ بـالَغَ فـي إِخـلاصِهِ الصَـنَـعُ
إِنَّ السُــيــوفَ إِذا مــا طـابَ جَـوهَـرُهـا
فـي أَوَّلِ الطَـبـعِ لَم يَـعـلَق بِهـا طَـبَـعُ
جَــذلانُ يَــسـتَـضـحِـكُ الأَيّـامَ عَـن شِـيَـمٍ
كَـالرَوضِ تَـضـحَـكُ مِـنـهُ فـي الرُبـى قِطَعُ
كَــالبــارِدِ العَــذبِ لَذَّت مِــن مَــوارِدِهِ
لِشـــارِبٍ غِـــبَّ تَــبــريــحِ الصَــدى جُــرَعُ
قُـــل لِلوَزيـــرِ الَّذي تَــأمــيــلُهُ وَزَري
إِن ضـــاقَ مُـــضــطَــرَبٌ أَو هــالَ مُــطَّلــَعُ
أَصِـــخ لِهَـــمــسِ عِــتــابٍ تَــحــتَهُ مِــقَــةٌ
وَكَــلِّفِ النَــفـسَ مِـنـهـا فَـوقَ مـا تَـسَـعُ
مــا لِلمَــتــابِ الَّذي أَحــصَـفـتَ عُـقـدَتَهُ
قَـد خـامَـرَ القَـلبَ مِـن تَـضـيـيـعِهِ جَـزَعُ
لي فــي المُــوالاةِ أَتــبــاعٌ يَــسُـرُّهُـمُ
أَنّــي لَهُــم فــي الَّذي نُـجـزى بِهِ تَـبَـعُ
أَلَســتُ أَهـلَ اِخـتِـصـاصٍ مِـنـكَ يُـلبِـسُـنـي
جَــمــالَ ســيـمـاهُ أَم مـا فِـيَّ مُـصـطَـنَـعُ
لَم أوتِ في الحالِ مِن سَعيي لَدَيكَ وَنىً
بَـل بِـالجُـدودِ تَـطـيـرُ الحـالُ أَو تَـقَعُ
لا تَـسـتَـجِـز وَضـعَ قَـدَري بَـعـدَ رَفـعِـكَهُ
فَــاللَهُ لا يَــرفَـعُ القَـدرَ الَّذي تَـضَـعُ
تَــقَــدَّمَــت لَكَ نُــعــمــى رادَهــا أَمَــلي
فــي جــانِــبٍ هُــوَ لِلإِنــســانِ مُـنـتَـجَـعُ
مــا زالَ يـونِـقُ شُـكـري فـي مَـواقِـعِهـا
كَــالمُــزنِ تــونِــقُ فــي آثـارِهِ التُـرَعُ
شُــكــرٌ يَــروقُ وَيُــرضــي طــيـبُ طُـعـمَـتِهِ
فــي طَــيِّهــِ نَــفَــحــاتٌ بَــيــنَهــا خِــلَعُ
ظَـنَّ العِـدا إِذ أَغَـبَّتـ أَنَّهـا اِنـقَـطَـعَت
هَــيــهــاتَ لَيـسَ لِمَـدِّ البَـحـرِ مُـنـقَـطَـعُ
لا بَــأسَ بِــالأَمـرِ إِن سـاءَت مَـبـادِءُهُ
نَــفــسَ الشَـفـيـقِ إِذا مـا سَـرَّتِ الرُجَـعُ
إِنَّ الأُلى كُـنـتُ مِـن قَـبـلِ اِفـتِـضـاحِهِمِ
مِـثـلَ الشَـجـا فـي لُهـاهُـم لَيـسَ يُنتَزَعُ
لَم أَحــظَ إِذ هُــم عِــداً بـادٍ نِـفـاقُهُـمُ
إِلّا كَــمــا كُــنـتُ أَحـظـى إِذ هُـمُ شِـيَـعُ
مــا غـاظَهُـم غَـيـرَ مـا سَـيَّرتُ مِـن مِـدَحٍ
فـي صـائِكِ المِـسـكِ مِـن أَنـفـاسِهـا فَنَعُ
كَـــم غُـــرَّةٍ لي تَـــلَقَـــتّهــا قُــلوبُهُــمُ
كَــمــا تَــلَقّـى شِهـابَ المـوقِـدِ الشَـمَـعُ
إِذا تَــــأَمَّلـــتَ حُـــبّـــي غِـــبَّ غَـــشِّهـــِمِ
لَم يَــخـفَ مِـن فَـلَقِ الإِصـبـاحِ مُـنـصَـدِعُ
تِـلكَ العَـرانـيـنُ لَم يَـصـلُح لَهـا شَـمَمٌ
فَــكــانَ أَهــوَنَ مــا نــيـلَت بِهِ الجَـدَعُ
أَودَعــتَ نُــعــمـاكَ مِـنـهُـم شَـرَّ مُـغـتَـرَسٍ
لَن يَـكـرُمَ الغَـرسُ حَـتّـى تُـكـرَمُ البُـقَعُ
لَقَـد جَـزَتـهُـم جَـوازي الدَهـرِ عَـن مِـنَنٍ
عَــفَــت فَـلَم يَـثـنِهِـم عَـن غَـمـطِهـا وَرَعُ
لا زالَ جَــدُّكَ بِــالأَعــداءِ يَــصــرَعُهُــم
إِن كــانَ بَــيـنَ جُـدودِ النـاسِ مُـصـطَـرَعُ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: ابن زيدون
وزير، كاتب وشاعر من أهل قرطبة، انقطع إلى ابن جهور من ملوك الطوائف بالأندلس، فكان السفير بينه وبين ملوك الأندلس فأعجبوا به. واتهمه ابن جهور بالميل إلى المعتضد بن عباد فحبسه، فاستعطفه ابن زيدون برسائل عجيبة فلم يعطف.
فهرب واتصل بالمعتضد صاحب إشبيلية فولاّه وزارته، وفوض إليه أمر مملكته فأقام مبجّلاً مقرباً إلى أن توفي باشبيلية في أيام المعتمد على الله ابن المعتضد.
ويرى المستشرق كور أن سبب حبسه اتهامه بمؤامرة لإرجاع دولة الأمويين.
وفي الكتاب من يلقبه بحتري المغرب، أشهر قصائده: أضحى التنائي بديلاً من تدانينا.
ومن آثاره غير الديوان رسالة في التهكم بعث بها عن لسان ولاّدة إلى ابن عبدوس وكان يزاحمه على حبها، وهي ولاّدة بنت المستكفي.
وله رسالة أخرى وجهها إلى ابن جهور طبعت مع سيرة حياته في كوبنهاغن وطبع في مصر من شروحها الدر المخزون وإظهار السر المكنون.