البيت العربي

هَل راكِبٌ ذاهِبٌ عَنهُم يُحَيِّيني
عدد ابيات القصيدة:15

هَــل راكِــبٌ ذاهِـبٌ عَـنـهُـم يُـحَـيِّيـنـي
إِذ لا كِـتـابَ يُـوافـيـنـي فَـيُـحيِيني
قَــد مِــتُّ إِلّا ذَمــاءً فِــيَّ يُــمــسِــكُهُ
أَنَّ الفُــؤادَ بِــلُقــيـاهُـم يُـرَجّـيـنـي
مـا سَـرَّحَ الدَمـعَ مِـن عَـيـني وَأَطلَقَهُ
إِلّا اعـتِـيادُ أَسىً في القَلبِ مَسجونِ
صَـبـراً لَعَـلَّ الَّذي بِـالبُـعـدِ أَمرَضَني
بِـالقُـربِ يَـومـاً يُـداويـني فَيَشفيني
كَـيـفَ اِصـطِـباري وَفي كانونَ فارَقَني
قَـلبـي وَهـانَـحـنُ فـي أَعـقـابِ تِشرينِ
شَــــخــــصٌ يُـــذَكِّرُنـــي فـــاهُ وَغُـــرَّتَهُ
شَـمـسُ النَهـارِ وَأَنـفـاسُ الرَيـاحـيـنِ
لَئِن عَــطِـشـتُ إِلى ذاكَ الرُضـابِ لَكَـم
قَـد بـاتَ مِـنـهُ يُـسَـقّـيـنـي فَـيُرويني
وَإِن أَفــاضَ دُمــوعــي نَــوحُ بــاكِـيَـةٍ
فَــكَـم أَراهُ يُـغَـنّـيـنـي فَـيُـشـجـيـنـي
وَإِن بَـعُـدتُ وَأَضـنَـتـنـي الهُمومُ لَقَد
عَهِــدتُهُ وَهـوَ يُـدنـيـنـي فَـيُـسـليـنـي
أَو حَــلَّ عَــقــدَ عَـزائي نَـأيُهُ فَـلَكَـم
حَـلَلتُ عَـن خَـصـرِهِ عَـقـدَ الثَـمـانـيـنِ
يـا حُـسـنَ إِشـراقِ ساعاتِ الدُنُوِّ بَدَت
كَـواكِـبـاً فـي لَيـالي بُـعـدِهِ الجـونِ
وَاللَهِ مـا فـارَقـونـي بِـاِخـتِـيـارِهِمِ
وَإِنَّمـا الدَهـرُ بِـالمَـكـروهِ يَـرميني
وَمــا تَــبَــدَّلتُ حُــبّــاًّ غَــيــرَ حُـبِّهـِمِ
إِذاًّ تَـبَـدَّلتُ ديـنَ الكُـفـرِ مِـن ديني
أَفدي الحَبيبَ الَّذي لَو كانَ مُقتَدِراً
لَكـانَ بِـالنَـفـسِ وَالأَهـليـنَ يَفديني
يــا رَبِّ قَـرِّب عَـلى خَـيـرٍ تَـلاقـيـنـا
بِـالطـالِعِ السَعدِ وَالطَيرِ المَيامينِ
مشاركات الزوار

Wafe
شرح قصيدة هل راكب ذاهب عنهم يححييني
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: ابن زيدون
وزير، كاتب وشاعر من أهل قرطبة، انقطع إلى ابن جهور من ملوك الطوائف بالأندلس، فكان السفير بينه وبين ملوك الأندلس فأعجبوا به. واتهمه ابن جهور بالميل إلى المعتضد بن عباد فحبسه، فاستعطفه ابن زيدون برسائل عجيبة فلم يعطف.
فهرب واتصل بالمعتضد صاحب إشبيلية فولاّه وزارته، وفوض إليه أمر مملكته فأقام مبجّلاً مقرباً إلى أن توفي باشبيلية في أيام المعتمد على الله ابن المعتضد.
ويرى المستشرق كور أن سبب حبسه اتهامه بمؤامرة لإرجاع دولة الأمويين.
وفي الكتاب من يلقبه بحتري المغرب، أشهر قصائده: أضحى التنائي بديلاً من تدانينا.
ومن آثاره غير الديوان رسالة في التهكم بعث بها عن لسان ولاّدة إلى ابن عبدوس وكان يزاحمه على حبها، وهي ولاّدة بنت المستكفي.
وله رسالة أخرى وجهها إلى ابن جهور طبعت مع سيرة حياته في كوبنهاغن وطبع في مصر من شروحها الدر المخزون وإظهار السر المكنون.