البيت العربي
![](https://www.arabehome.com/gaza.webp)
يا أُختَ خَيرِ أَخٍ يا بِنتَ خَيرِ أَبٍ
عدد ابيات القصيدة:44
![يا أُختَ خَيرِ أَخٍ يا بِنتَ خَيرِ أَبٍ](https://www.arabehome.com/storage/images/song/81_arabehome_songs.jpg)
يــا أُخــتَ خَــيـرِ أَخٍ يـا بِـنـتَ خَـيـرِ أَبٍ
كِــنــايَــةً بِهِــمــا عَــن أَشــرَفِ النَــسَــبِ
أُجِــــلُّ قَـــدرَكِ أَن تُـــســـمـــى مُـــؤَبَّنـــَةً
وَمَـــن يَـــصِــفــكِ فَــقَــد سَــمّــاكِ لِلعَــرَبِ
لا يَــمــلِكُ الطَــرِبُ المَــحـزونُ مَـنـطِـقَهُ
وَدَمـــعَهُ وَهُـــمــا فــي قَــبــضَــةِ الطَــرَبِ
غَــدَرتَ يــا مَــوتُ كَـم أَفـنَـيـتَ مِـن عَـدَدِ
بِــمَــن أَصَــبــتَ وَكَــم أَســكَــتَّ مِــن لَجَــبِ
وَكَــم صَــحِــبــتَ أَخــاهــا فــي مُــنــازَلَةٍ
وَكَــم سَــأَلتَ فَــلَم يَــبــخَــل وَلَم تَــخِــبِ
طَــوى الجَــزيــرَةَ حَــتّــى جــاءَنــي خَـبَـرٌ
فَـــزِعـــتُ فــيــهِ بِــآمــالي إِلى الكَــذِبِ
حَـــتّـــى إِذا لَم يَــدَع لي صِــدقُهُ أَمَــلاً
شَــرِقــتُ بِـالدَمـعِ حَـتّـى كـادَ يَـشـرَقُ بـي
تَـــعَـــثَّرَت بِهِ فــي الأَفــواهِ أَلسُــنُهــا
وَالبُردُ في الطُرقِ وَالأَقلامُ في الكُتُبِ
كَـــأَنَّ فَـــعــلَةَ لَم تَــمــلَء مَــواكِــبُهــا
دِيـــارَ بَـــكـــرٍ وَلَم تَـــخــلَع وَلَم تَهِــبِ
وَلَم تَــــرُدَّ حَـــيـــاةً بَـــعـــدَ تَـــولِيَـــةٍ
وَلَم تُــغِــث داعِــيــاً بِــالوَيـلِ وَالحَـرَبِ
أَرى العِـراقَ طَـويـلَ اللَيـلِ مُـذ نُـعِـيَـت
فَــكَـيـفَ لَيـلُ فَـتـى الفِـتـيـانِ فـي حَـلَبِ
يَــــظُـــنُّ أَنَّ فُـــؤادي غَـــيـــرَ مُـــلتَهِـــبٍ
وَأَنَّ دَمــعَ جُــفــونــي غَــيــرُ مُــنــسَــكِــبِ
بَــلى وَحُــرمَــةِ مَــن كــانَــت مُــراعِــيَــةً
لِحُـــرمَـــةِ المَــجــدِ وَالقُــصّــادِ وَالأَدَبِ
وَمَــن مَــضَــت غَــيــرَ مَــوروثٍ خَــلائِقُهــا
وَإِن مَــضَــت يَــدُهــا مَــوروثَــةَ النَــشَــبِ
وَهَــمُّهــا فــي العُــلى وَالمَـجـدِ نـاشِـئَةً
وَهَــمُّ أَتــرابِهــا فــي اللَهــوِ وَاللَعِــبِ
يَــعــلَمـنَ حـيـنَ تُـحَـيّـا حُـسـنَ مَـبـسِـمِهـا
وَلَيـــسَ يَـــعـــلَمُ إِلّا اللَهُ بِـــالشَــنَــبِ
مَــسَــرَّةٌ فــي قُــلوبِ الطــيــبِ مَــفـرِقُهـا
وَحَــســرَةٌ فــي قُــلوبِ البَــيــضِ وَاليَــلَبِ
إِذا رَأى وَرَآهــــــــــا رَأسَ لابِــــــــــسِهِ
رَأى المَـقـانِـعَ أَعـلى مِـنـهُ فـي الرُتَـبِ
وَإِن تَــكُــن خُــلِقَــت أُنــثـى لَقَـد خُـلِقَـت
كَــريـمَـةً غَـيـرَ أُنـثـى العَـقـلِ وَالحَـسَـبِ
وَإِن تَــكُــن تَـغـلِبُ الغَـلبـاءُ عُـنـصُـرُهـا
فَـإِنَّ فـي الخَـمـرِ مَـعـنىً لَيسَ في العِنَبِ
فَــلَيــتَ طــالِعَــةَ الشَــمــسَــيــنِ غـائِبَـةٌ
وَلَيــتَ غــائِبَــةَ الشَــمــسَــيــنِ لَم تَـغِـبِ
وَلَيــتَ عَــيــنَ الَّتــي آبَ النَهــارُ بِهــا
فِـــداءُ عَـــيـــنِ الَّتـــي زالَت وَلَم تَــؤُبِ
فَــمــا تَــقَــلَّدَ بِــاليــاقــوتِ مُــشـبِهُهـا
وَلا تَـــقَـــلَّدَ بِـــالهِـــنــدِيَّةــِ القُــضُــبِ
وَلا ذَكَــرتُ جَــمــيــلاً مِــن صَــنــائِعِهــا
إِلّا بَــــكَــــيـــتُ وَلا وُدٌّ بِـــلا سَـــبَـــبِ
قَـــد كـــانَ كُــلُّ حِــجــابٍ دونَ رُؤيَــتِهــا
فَــمــا قَــنِــعـتِ لَهـا يـا أَرضُ بِـالحُـجُـبِ
وَلا رَأَيـــتِ عُـــيــونَ الإِنــسِ تُــدرِكُهــا
فَهَــل حَــسَــدتِ عَــلَيــهــا أَعــيُـنَ الشُهُـبِ
وَهَـــل سَـــمِــعــتِ سَــلامــاً لي أَلَمَّ بِهــا
فَــقَــد أَطَــلتُ وَمــا سَــلَّمــتُ مِــن كَــثَــبِ
وَكَــيــفَ يَــبــلُغُ مَـوتـانـا الَّتـي دُفِـنَـت
وَقَــد يُــقَــصِّرُ عَــن أَحــيــائِنــا الغَـيَـبِ
يـا أَحـسَنَ الصَبرِ زُر أَولى القُلوبِ بِها
وَقُـــل لِصـــاحِــبِهِ يــا أَنــفَــعَ السُــحُــبِ
وَأَكــرَمَ النــاسِ لا مُــسـتَـثـنِـيـاً أَحَـداً
مِـــنَ الكِـــرامِ سِـــوى آبـــائِكَ النُــجُــبِ
قَـد كـانَ قـاسَـمَـكَ الشَـخـصَـيـنِ دَهـرُهُـمـا
وَعـــاشَ دُرُّهُـــمـــا المَـــفــديُّ بِــالذَهَــبِ
وَعـــادَ فـــي طَـــلَبِ المَـــتــروكِ تــارِكُهُ
إِنّــا لَنَــغــفُــلُ وَالأَيّــامُ فــي الطَــلَبِ
مــاكــانَ أَقــصَـرَ وَقـتـاً كـانَ بَـيـنَهُـمـا
كَــأَنَّهــُ الوَقــتُ بَــيــنَ الوِردِ وَالقَــرَبِ
جَـــزاكَ رَبُّكـــَ بِـــالأَحـــزانِ مَـــغـــفِــرَةً
فَــحُــزنُ كُــلِّ أَخــي حُــزنٍ أَخــو الغَــضَــبِ
وَأَنـــتُـــمُ نَــفَــرٌ تَــســخــو نُــفــوسُــكُــمُ
بِــمــا يَهَــبــنَ وَلا يَــســخــونَ بِـالسَـلَبِ
حَـــلَلتُـــمُ مِـــن مُـــلوكِ النــاسِ كُــلِّهِــمِ
مَــحَــلَّ سُـمـرِ القَـنـا مِـن سـائِرِ القَـصَـبِ
فَـــلا تَـــنَــلكَ اللَيــالي إِنَّ أَيــدِيَهــا
إِذا ضَــرَبــنَ كَــسَــرنَ النَــبــعَ بِـالغَـرَبِ
وَلا يُــــعِــــنَّ عَــــدُوّاً أَنــــتَ قـــاهِـــرُهُ
فَـــإِنَّهـــُنَّ يَـــصِـــدنَ الصَــقــرَ بِــالخَــرَبِ
وَإِن سَـــرَرنَ بِـــمَـــحـــبــوبٍ فَــجَــعــنَ بِهِ
وَقَــد أَتَــيـنَـكَ فـي الحـالَيـنِ بِـالعَـجَـبِ
وَرُبَّمــا اِحــتَــسَــبَ الإِنــسـانُ غـايَـتَهـا
وَفــاجَــأَتــهُ بِــأَمــرٍ غَــيــرِ مُــحــتَــسَــبِ
وَمـــا قَـــضــى أَحَــدٌ مِــنــهــا لُبــانَــتَهُ
وَلا اِنــــــــتَهــــــــى أَرَبٌ إِلّا إِلى أَرَبِ
تَــخــالَفَ النــاسُ حَـتّـى لا اِتِّفـاقَ لَهُـم
إِلّا عَــلى شَــجَــبٍ وَالخُــلفُ فــي الشَـجَـبِ
فَــقــيــلَ تَــخــلُصُ نَــفـسُ المَـرءِ سـالِمَـةً
وَقـيـلَ تَـشـرَكُ جِـسـمَ المَـرءِ فـي العَـطَـبِ
وَمَــن تَــفَــكَّرَ فــي الدُنــيــا وَمُهــجَــتِهِ
أَقــامَهُ الفِـكـرُ بَـيـنَ العَـجـزِ وَالتَـعَـبِ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: المُتَنَبّي
الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.
ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.
قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.
وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.
قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.
عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.
وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.