البيت العربي

يا خاطِبَ القَهوَةِ الصَهباءِ يَمهُرُها
عدد ابيات القصيدة:13

يـا خـاطِـبَ القَهـوَةِ الصَهباءِ يَمهُرُها
بِـالرَطـلِ يَـأخُـذُ مِـنـهـا مِـلأَهُ ذَهَـبـا
قَـصَّرتَ بِـالراحِ فَـاِحـذَر أَن تُـسَـمِّعـَهـا
فَـيَـحـلِفَ الكَـرمُ أَن لا يَحمِلَ العِنَبا
إِنّــي بَــذَلتُ لَهــا لَمّــا بَــصُـرتُ بِهـا
صـاعـاً مِـنَ الدُرِّ وَاليـاقوتِ ما ثُقِبا
فَـاِسـتَـوحَـشَـت وَبَـكَت في الدَمنِ قائِلَةً
يـا أُمُّ وَيـحَـكِ أَخـشى النارَ وَاللَهَبا
فَــقُــلتُ لا تَــحـذَريـهِ عِـنـدَنـا أَبَـداً
قالَت وَلا الشَمسَ قُلتُ الحَرُّ قَد ذَهَبا
قـالَت فَـمَـن خـاطِـبـي هَـذا فَـقُلتُ أَنا
قـالَت فَـبَـعـلِيَ قُـلتُ المـاءُ إِن عَذُبا
قــالَت لِقـاحـي فَـقُـلتُ الثَـلجُ أُبـرِدُهُ
قـالَت فَـبَـيـتـي فَـما أَستَحسِنُ الخَشَبا
قُــلتُ القَــنــانِــيَّ وَالأَقـداحُ وَلَّدَهـا
فِـرعَـونُ قـالَت لَقَـد هَـيَّجـتَ لي طَـرَبـا
لا تُـمـكِـنَـنّـي مِـنَ العِـربـيدِ يَشرَبُني
وَلا اللَئيـمِ الَّذي إِن شَـمَّنـي قَـطَـبـا
وَلا المَـــجـــوسِ فَــإِنَّ النــارَ رَبَّهــُمُ
وَلا اليَهـودِ وَلا مَـن يَـعـبُدُ الصُلُبا
وَلا السَـفـالِ الَّذي لا يَـسـتَفيقُ وَلا
غِـرِّ الشَـبـابِ وَلا مَـن يَـجـهَلُ الأَدَبا
وَلا الأَراذِلِ إِلّا مَــــن يُــــوَقِّرنــــي
مِـنَ السُـقـاةِ وَلَكِـنِ اِسـقِـنـي العَـرَبا
يـــا قَهـــوَةً حُــرِّمَــت إِلّا عَــلى رَجُــلٍ
أَثـرى فَـأَتـلَفَ فـيها المالَ وَالنَشَبا
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أبو نُوّاس
شاعر العراق في عصره. ولد في الأهواز من بلاد خوزستان ونشأ بالبصرة، ورحل إلى بغداد فاتصل فيها بالخلفاء من بني العباس، ومدح بعضهم، وخرج إلى دمشق، ومنها إلى مصر، فمدح أميرها ، وعاد إلى بغداد فأقام بها إلى أن توفي فيها.
كان جده مولى للجراح بن عبد الله الحكمي، أمير خراسان، فنسب إليه، وفي تاريخ ابن عساكر أن أباه من أهل دمشق، وفي تاريخ بغداد أنه من طيء من بني سعد العشيرة.
هو أول من نهج للشعر طريقته الحضرية وأخرجه من اللهجة البدوية، وقد نظم في جميع أنواع الشعر، وأجود شعره خمرياته.