قصيدة يا دار هند عفت إلا أثافيها للشاعر الحُطَيئَة

البيت العربي

يا دَارَ هِندٍ عَفَت إِلّا أَثافِيها


عدد ابيات القصيدة:22


يا دَارَ هِندٍ عَفَت إِلّا أَثافِيها
يـا دَارَ هِـنـدٍ عَـفَـت إِلّا أَثـافِيها
بَــيــنَ الطَـويِّ فَـصـاراتٍ فَـواديـهـا
أَرَّى عَــلَيــهــا وَلِيٌّ مــا يُــغَـيِّرُهـا
وَديــمَــةٌ حُــلِّلَت فـيـهـا عَـزاليـهـا
قَـد غَـيَّرَ الدَهرُ مِن بَعدي مَعارِفَها
وَالريـحُ فَـاِدَّفَـنَـت فـيـها مَغانيها
جَــرَت عَـلَيـهـا بِـأَذيـالٍ لَهـا عُـصُـفٌ
فَـأَصـبَـحَـت مِثلَ سَحقِ البُردِ عافيها
كَــأَنَّنــي سـاوَرَتـنـي يَـومَ أَسـأَلُهـا
عَـودٌ مِـنَ الرُقشِ ما تُصغي لِراقيها
حَتّى إِذا ما اِنجَلَت عَنَّي قَعَدتُ عَلى
هَـرفٍ تَهـالَكُ فـي بِـيـدٍ تُـقـاسِـيـهـا
أَرمــي بِهــا مَـعـرِضَ الدَوِّيِّ ضـامِـرَةً
فـي لَيـلَةٍ ما يَذُوقُ النَومَ سارِيها
إِذا عَــلَت بَــلَداً قَــفـراً إِلى بَـلَدٍ
كَــلَّفـتُهـا روسَ أَعـلامٍ تُـسـامـيـهـا
إِلَيـكُـمُ يـا اِبـنَ شَـمّـاسٍ شَجَجتُ بِها
عُـرضَ الفَـلاةِ إِذا لاحَـت فَـيافيها
حَــتّـى أَنَـخـتُ قَـلوصـي فـي دِيـارِكُـمُ
بِـخَـيـرِ مَـن يَـحـتَذي نَعلاً وَحافيها
إِنّـي لَعَـمـرُ الَّذي يَـسـري لِكَـعـبَـتِهِ
عُـظـمُ الحَـجـيـجِ لِمـيـقـاتٍ يُوافيها
لَقَــد تَــدارَكَــنـي مِـنـهُ وَلاحَـمَـنـي
سَـيـبٌ كَـسـا أَعظُماً قَد لاحَ عاريها
فَـليَـجـزِهِ اللَهُ خَـيراً مِن أَخي ثِقَةٍ
وَليَهـدِهِ بِهُـدى الخَـيـراتِ هـاديـها
المُخلِفُ الأَلفَ بَعدَ الأَلفِ يُتلِفُها
وَالوَاهِـبُ المِـئَةَ المِعكى وَراعيها
قَـومٌ نَـمَوا في بَني سَعدِن وَذِروَتِها
يَـومـاً إِذا عُـدَّ مِـن سَـعـدٍ مَساعيها
لِلَّهِ دَرُّهُــــمُ قَـــومـــاً ذَوي حَـــسَـــبٍ
يَـومـاً إِذا جُـلبَـةٌ حَـلَّت مَـرَاسـيـها
أَهـلُ الحِـفـاظِ إِذا مـا أَزمَةٌ أَزَمَت
بِـالنـاسِ حـاضِـرِهِـم مِـنها وَباديها
المـوثِـقونَ لِجارِ البَيتِ ما عَقَدوا
وَمِــنـهُـمُ سـابِـقُ الجُـلّى وَداعـيـهـا
وَالمُـشـعِلونَ ضِرامَ الحَربِ إِذ لَقِحَت
يَوماً إِذا اِزوَرَّ عَنها مَن يُصاليها
يَــمــشـونَ فـي نَـسـجِ داوُودٍ كَـأَنَّهـمُ
بُـزلٌ طَـلى أُدمَهـا بِـالزِفتِ طاليها
يَـصـلَونَ حَـرَّ الوَغـى فـي كُـلِّ مُعتَرَكٍ
بِـالخَـيـلِ قـاطِـبَـةً شُـقـراً هَواديها
تَــمــشــي بِــشِـكِّتـِهِـم شُـعـثٌ مُـسَـوَّمَـةٌ
تَـحـتَ الضَـبـابَـةِ مَـعقوداً نَواصيها
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

جرول بن أوس بن مالك العبسي، أبو مليكة.
شاعر مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام. كان هجاءاً عنيفاً، لم يكد يسلم من لسانه أحد، وهجا أمه وأباه ونفسه. وأكثر من هجاء الزبرقان بن بدر، فشكاه إلى عمر بن الخطاب، فسجنه عمر بالمدينة، فاستعطفه بأبيات، فأخرجه ونهاه عن هجاء الناس.
تصنيفات قصيدة يا دَارَ هِندٍ عَفَت إِلّا أَثافِيها