قصيدة يا ربع ناجية انهلت بك السحب للشاعر الأعمى التطيلي

البيت العربي

يا رَبْعَ ناجِيَةَ انْهَلَّتْ بكَ السُّحُبُ


عدد ابيات القصيدة:49


يا رَبْعَ ناجِيَةَ انْهَلَّتْ بكَ السُّحُبُ
يـا رَبْـعَ نـاجِـيَـةَ انْهَـلَّتْ بكَ السُّحُبُ
أمَـا تَـرَى كـيـفَ نـابَـتْ دُوْنَكَ النُّوَبُ
وعـاد قـلبـيَ مِـنْ ذكـراهُ عـيـدُ جـوىً
هـو الخـيـالُ وإنْ قـالوا هُوَ الطَّرَب
أبَــعْــدَ حَــوْلٍ تَــقَــضَّى لِلنَّوى كَــثَــبٍ
ولا الذي بــيـنـنـا نَـبْـعٌ ولا غَـرَب
أرْتَـابُ بـالشـيـء مـمـا كـنـتُ أذكره
يــا دهـرُ إنَّ أحـاديـثَ المُـنَـى رِيَـبُ
مــمــا يُــبَــرِّحُ بــي حــتَّى أبـوحَ بـه
وإنْ أحــاطـتْ بـيَ الأوْصَـادُ والرُّقُـب
ذكـرى إذا نـزعـت قـلبـي شـيـاطـنها
فـانـظـر إلى اصـل دائي كيف ينسعب
وَلي حــبــيــبٌ وإنْ شَــطَّ المَـزَارُ بـه
بَـيْـنـي وبَـيْـنَ الرَّدى فـي حُـبّهِ سَـبَب
وســنــانُ يَـكْـسِـرُ جَـفْـنَـيْهِ عـلى حَـوَرٍ
فــيــه الصَّبــَابـةِ جـدٌّ والهـوى لَعِـبُ
تَــزَوَّدَتْ مــنـهُ عَـيْـنـي نـظْـرَة عَـرَضَـا
أصْــبَــحْـتُ وهـي بـقـلبـي لَوْطَـةٌ عَـجَـب
قـالوا الهـوى عِيْشةٌ ضَنْكٌ فقلت لهم
لا خـيـرَ فـي دَعَـةٍ لم يَـجْـنِهـا تَـعَب
والخـمـرُ لولا حُـمَـيَّاـهـا وَسَـوْرُتـها
لم تُغْرَسِ الكرمُ أو لمْ تعْصَرِ العِنَب
يا دولةَ الوَصْلِ هل لي فيكِ منْ أمَلٍ
هــيــهــاتِ ليــس لشــيـءٍ فـاتَ مُـطَّلـَب
كـانـتْ يدَ الدهرِ عندي فاستبدَّ بها
مـا أعْـلَمَ الدهرَ باسْتِرْجاعِ ما يَهَب
كــم ليـلةٍ بِـتُّهـَا أجْـدُو غـيـاهِـبَهـا
بــبـدرِهَـا التِـمِّ لا مَـيْـنٌ ولا كَـذِب
يُــعِــلّنــي كـلَّمـا مـالَ العِـنـاقُ بـه
كـأسـاً مـن الرِيِّ مـا فـي ثَـغْرِه حبب
هَــبَّتـْ تُـعـاتِـبُـنـي زَهْـرٌ وقـد عَـلِمَـتْ
أن العـتـابَ شجىً في القلب أو شجب
قــالتْ قــعــدتَ وقـامَ النـاسُ كُـلُّهُـمُ
ألا يُـــعـــلِّلكَ الأثـــراءُ والرُّتـــب
فـقـلتُ كُـفّـي فـمـا تُـغْـنـي مُـقارعتي
فـي أزْمَـةٍ ضـاعَ فـي أثْنائِها الأدب
فـاسـتـضـحـكـتْ ثم قالت أنت في سَعةٍ
مـن أن تُـسـيـمَ وهذا الماءُ والعُشب
أمــا رأيــت نــدى حَـوَّاء كـيـف دنـا
بـالغـيثِ إذ كادَ يأتي دونه العطب
دنــيــا ولا تــرفٌ ديــنٌ ولا قــشــفٌ
مـــــلك ولا ســـــرف دركٌ ولا طــــلب
بِـــرٌّ ولا ســـقـــمٌ عـــيــشٌ ولا هــرَمٌ
جِــــدٌّ ولا نــــصــــبٌ وِرْدٌ ولا قــــربُ
رِدْ غَـمْـرَة تـرتـمـي مـن كـلٍّ نـاحـيـةٍ
عُـبـابُهَـا الفـضَـةُ البـيضاءُ والذهب
مَــليــكــةٌ لا يُــوازِي قَــدرَهـا مَـلِكٌ
كـالشّـمْـسِ تَـصغُر عن مِقْدارِها الشُّهُب
وَهَـضْـبَـةٌ طـالمـا لاذُوا بـجـانـبـهـا
فـمـا لهـمْ لم يـقـولوا مَـعْـقِـلٌ أشِبُ
أنثى سما باسْمِها النادي وكم ذكرٍ
يُــدْعَــى كــأنَّ اسْـمَهُ مـن لؤمـه لقـب
وقــلَّمــا نــقــصَ التــأنـيـثُ صـاحـبَهُ
إذا تُـــذُكّـــرِتَ الأفــعــالَ والنُّصــُب
والحـيَّةـُ الصِـلُّ أدهـى كلما انبعثت
مـن أنْ تـمـارسـها الأرْمَاح والقضب
وهـذه الكـعـبـةُ اسـتـولتْ عـلى شَـرَفٍ
فَـذُبْـذِبَـتْ دونـهـا الأوثـانُ والصُّلُب
يَـنْـمـيـكِ كـلُّ بـعـيـدِ الشـأوِ فـائِتُهُ
له البـــســـالةُ أمٌّ والســـمَّاـــحُ أب
مــنْ كــلِّ مُـنْـصَـلِتٍ يَـسْـعَـى بِـمُـنْـصَـلتٍ
والمـوتُ بـيـنـهـمـا يَـنْـدَى ويـلتـهب
إذا رَضُـوْا فـارْجُهُـم فـي كـلِّ نـائبةٍ
وكـنْ عـلى حَـذَرٍ مـنـهـمْ إذا غـضـبوا
إذا دَعَـوْا قـامـتِ الهـيجا على قَدَمٍ
كـأنـمـا تـنـتـمـي فـيـهـمْ وَتَـنْـتَـسِـب
هُـمْ ثَـبَّتوا الدينَ إذْ ضاقتْ مَذَاهِبُهُ
بـأنْـفُـسٍ صِـيـغَ مـنها الدينُ والحسب
أيـامَ جـبـريـلُ داعـيـهم إذا نزلوا
وَعِــزِرائيــلُ راعــيـهـم إذا ركـبـوا
حـتـى اسـتـقرَّ الهُدى في عُقْرِ دارِهِمُ
وأيْـقَـنَ العُـجْـمُ أنَّ القـادةَ العـربُ
هـمْ أورثـوك العلا واستخلفوك على
آيـاتـهـا وحـذا الأعـقـابُ والعـقِـبُ
أَهـلْلَتُ بـالحُـرّةِ العُـلْيـا إلى أمـلٍ
لمــثــلِهِ كـانـت الأشـعـارُ تـنـتـخـب
وشــمــتُ بَــرْقَ نــداهـا طَـيَّ سَـوْرَتِهـا
فــاقـتـادنـي رَغَـبٌ واعـتـادنـي رَهَـب
والمــرءُ ليــس له نــفــعٌ ولا ضــررٌ
كــالنّــارِ ليـس لهـا ضَـوْءٌ ولا لَهَـب
بَــنَــى لكِ ابــنُ عـليٍّ بـيـتَ مَـكْـرُمَـةٍ
الله العـوالي عـمـادٌ والظُّبـَا طُنُب
وَلاَّكِ أبــهــج فــخــرٍ تــفـخـريـنَ بـه
إذا انْـتـدَى للفخارِ السَّادَةُ النجب
يـا أخـتَ خـيـرِ مُـلوكِ الأرضِ قـاطبةً
وإن أعـدّوا وإن أسـموا وإن نسبوا
مـــحـــمّــدٌ وأبــو بــكــرٍ وخــيــرهــم
يَـحْـيـى وحَـسْـبُـكِ عِـزّاً كـلَّمـا حُـسبوا
ثــلاثــةٌ هُــمْ مُــرَادُ النَّاــسِ كُـلّهِـمُ
كــالدَّهــرِ مــاضٍ ومــوجـودٌ وَمُـرْتَـقَـبُ
حـوّاءُ يـا خـيـرَ مـن يَـسْعَى على قَدَمٍ
ولســتُ عَـبْـدَكِ إنْ لم أقْـضِ مـا يـجـب
إليــكِ أهــديــتُ مــمـا حـاكـه خَـلَدي
فَــخْــراً يَــجِـدُّ وتـبـلى هـذه الحِـقَـب
وافـتـك سـودُ خـطـوطٍ كـلمـا احـتضرت
ألْقَـتْ مـقـالدَهـا الأشـعـارُ والخطب
قــد عــمَّ بــرُّكِ أهـلَ الأرضِ قـاطـبـةً
فــكــيــف أخْـرِج عَـنـه جـارُكِ الجُـنُـبُ
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:


ترجم له ابن بسام في الذخيرة وأورد نماذج من ترسله وشعره وكناه أبا جعفر قال:
له أدب بارع، ونظر في غامضه واسع، وفهم لا يجارى، وذهن لا يبارى، ونظم كالسحر الحلال، ونثر كالماء الزلال، جاء في ذلك بالنادر المعجز، في الطويل منه والموجز؛ نظم أخبار الأمم في لبة القريض، وأسمع فيه ما هو أطرف من نغم معبد والغريض. وكان بالأندلس سر الإحسان، وفردا في الزمان، إلا أنه لم يطل زمانه، ولا امتد أوانه، واعتبط عندما به اغتبط، وأضحت نواظر الآداب لفقده رمدة، ونفوس أهله متفجعة كمدة. وقد أثبت ما يشهد له بالإحسان والانطباع، ويثني عليه أعنة السماع.
تصنيفات قصيدة يا رَبْعَ ناجِيَةَ انْهَلَّتْ بكَ السُّحُبُ