البيت العربي
يا قَومَ عُثمانَ وَالدُنيا مُداوَلَةٌ
عدد ابيات القصيدة:29
يــا قَــومَ عُـثـمـانَ وَالدُنـيـا مُـداوَلَةٌ
تَـعـاوَنـوا بَـيـنَـكُـم يـا قَـومَ عُـثـمـانَ
كونوا الجِدارَ الَّذي يَقوى الجِدارُ بِهِ
فَــاللَهُ جَــعَــلَ الإِســلامَ بُــنــيــانــا
أَمـسـى السَـبـيـلُ لِغَـيرِ المُحسِنينَ دَماً
فَــشَــأنُــكُــم وَسَــبــيــلاً نــورُهُ بـانـا
البِــرُّ مِــن شُــعَـبِ الإيـمـانِ أَفـضَـلُهـا
لا يَــقـبَـلُ اللَهُ دونَ البِـرِّ إيـمـانـا
هَــل تَــرحَــمــونَ لَعَــلَّ اللَهَ يَـرحَـمُـكُـم
بِـالبـيـدِ أَهـلاً وَبِـالصَـحـراءِ جـيرانا
فـــي ذِمَّةـــِ اللَهِ أَوفـــى ذِمَّةـــٍ نَــفَــرٌ
عَــلى طَــرابُــلُسٍ يَــقــضــونَ شُــجــعـانـا
إِن ســالَ جَــرحــاهُــمُ فـي غُـربَـةٍ وَوَغـىً
بـاتـوا عَـلى الجَـمرِ أَرواحاً وَأَبدانا
هَــذا يَــحُـنُّ إِلى البُـسـفـورِ مُـحـتَـضِـراً
وَذاكَ يَـبـكـي الغَـضا وَالشيحَ وَالبانا
يُــــوَدِّعـــونَ عَـــلى بُـــعـــدٍ دِيـــارَهُـــمُ
وَيَـــنـــشِــدونَ بُــنَــيّــاتٍ وَصِــبــيــانــا
أَذَنــبُهُــم عِــنــدَ هَــذا الدَهــرِ أَنَّهــُمُ
يَــحـمـونَ أَرضـاً لَهُـم ديـسَـت وَأَوطـانـا
مــاتــوا وَعِــرضُهُـمُ المَـوفـورُ بَـعـدَهُـمُ
وَالعِـرضُ لا عِـزَّ في الدُنيا إِذا هانا
قَـومـي وَجَـلَّت وُجـوهُ القَـومِ مِـصـرُ بِـكُم
أَلقَــت عَـلى كُـرَمـاءِ الدَهـرِ نِـسـيـانـا
لا تَـسـأَلونَ عَـنِ الأَعـوانِ إِن قَـعَـدوا
وَتَــنــهَــضــونَ إِلى المَـلهـوفِ أَعـوانـا
أَكُــــلَّمــــا هَــــزَّكُــــم داعٍ لِصـــالِحَـــةٍ
قُـمـتُـم كُهـولاً إِلى الداعـي وَفِـتيانا
لَو صُــوِّرَ الشَــرقُ إِنــسـانـاً أَخـا كَـرَمٍ
لَكُــنــتُـمُ الروحَ وَالأَقـوامُ جُـثـمـانـا
إِذا هُـزِزتُـم تَـلاقـى السَـيـفُ مُـنـصَلِتاً
وَالريــحُ مُــرسَــلَةً وَالغَــيــثُ هَــتّـانـا
إِذا المَـكـارِمُ فـي الدُنـيا أُشيدَ بِها
كـانَـت كِـتـابـاً وَكُـنّـا نَـحـنُ عُـنـوانـا
إِنَّ الحَـــيـــاةَ نَهـــارٌ أَو سَـــحــابَــتُهُ
فَــعِــش نَهــارَكَ مِــن دُنــيـاكَ إِنـسـانـا
أَرى الكَـــريـــمَ بِــوِجــدانٍ وَعــاطِــفَــةٍ
وَلا أَرى لِبَــخــيــلِ القَــومِ وُجــدانــا
هَــذا الهِــلالُ الَّذي تُــحــيـونَ لَيـلَتَهُ
أَبــهــى الأَهِــلَّةِ عِــنـدَ اللَهِ أَلوانـا
أَراهُ مِــن بَـيـنِ أَعـلامِ الوَغـى مَـلَكـاً
وَمــا سِــواهُ مِــنَ الأَعــلامِ شَـيـطـانـا
فــانٍ فَــفــيــهِ مِـنَ الجَـرحـى مُـشـاكَـلَةٌ
حَـتّـى إِذا قـيـلَ مـاتـوا اِخضَرَّ رَيحانا
لِحــامِــليــهِ جَــلالٌ مِــنــهُ مُــقــتَــبَــسٌ
كَـــأَنَّمـــا رَفَـــعـــوا لِلنــاسِ قُــرآنــا
كَــأَنَّ مــا اِحــمَــرَّ مِــنــهُ حَــولَ غُــرَّتِهِ
دَمُ البَــريــءِ ذَكِــيِّ الشَـيـبِ عُـثـمـانـا
كَــأَنَّ مــا اِبــيَـضَّ فـي أَثـنـاءِ حُـمـرَتِهِ
نـورُ الشَهـيـدِ الَّذي قَـد مـاتَ ظَـمـآنـا
كَــأَنَّهــُ شَــفَــقٌ تَــســمــو العُــيــونُ لَهُ
قَــد قَـلَّدَ الأُفـقَ يـاقـوتـاً وَمُـرجـانـا
كَــأَنَّهــُ مِــن دَمِ العُــشّــاقِ مُــخــتَــضَــبٌ
يُــثــيــرُ حَــيـثُ بَـدا وَجـداً وَأَشـجـانـا
كَــــأَنَّهــــُ مِـــن جَـــمـــالٍ رائِعٍ وَهُـــدىً
خُـــدودُ يـــوسُـــفَ لَمّـــا عَــفَّ وَلهــانــا
كَــــأَنَّهــــُ وَردَةٌ حَــــمــــراءُ زاهِـــيَـــةٌ
فـي الخُـلدِ قَـد فُـتِّحـَت فـي كَفِّ رُضوانا
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أحمد شوقي
مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932