البيت العربي

ما معنى كسف في معجم اللغة العربية العباب الزاخر
الكِسْفَةُ: القِطعة، يقال: أعطني كِسْفَةً من ثوبك، والجمع: كِسْفٌ وكِسَفٌ، ومنه قوله تعالى: {أوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كما زعمتَ علينا كِسْفًا} و"كِسَفًا"، قرأها هنا -بفتح السين- أبو جعفر ونافع وأبو بكر وابن ذكوان، وفي الروم -بالإسكان- أبو جعفر وابن ذكوان، وقرأ -بالفتح- إلاّ في الطور حفْصٌ. فمن قرأ مُثقَّلا جعله جمْع كِسْفَةٍ كَفِلْقَةٍ وفِلَقٍ وهي القطعة والجانب، ومن قرأ مُخفَّفا فهو على التوحيد، وجمْعه: أكْسَافٌ وكُسُوْفٌ، كأنه قال: تُسْقِطها طبقًا علينا، من كَسَفْتُ الشيء: إذا غَطَّيته.؛وقال أبو زيد: كَسَفْتُ الشيء أكْسِفُه كَسْفًا: إذا قطَعْته.؛والكَسْفُ: مصدر كَسَفْتُ عُرْقُوْبه: إذا عَرْقَبْته. وفي الحديث: أن صفوان كَسَفَ عُرْقُوب راحلة فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أحرج.؛وأنشد الليث؛ويَكْسِفُ عُرْقُوْبَ الجَوَادِ بمِخْذَمِ ***؛وكسَفت الشمس تَكْسِفُ كُسوفًا، وكَسَفها الله، يتعدى ولا يتعدى، قال جَرير يَرْثي عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى؛فالشَّمْسُ كاسِفَةٌ لَيْسَتْ بِطالِعَةٍ *** تَبْكي عليكَ نُجُوْمَ اللَّيْلِ والقَمَرا؛هكذا الرواية، أي أن الشمس كاسِفة تبكي عليك الدهر، النُّحاة يرْوُونه مُغيَّرًا وهو: "الشمس طالِعةٌ ليست بِكاسِفة" أي ليست تَكْسِف ضوء النجوم مع طلوعها لِقلة ضوئها وبُكائها عليك.؛وكذلك كسَفَ القمرُ، إلاّ أن الأجَوَد فيه أن يقال خَسَف القمر.؛وكَسَفَتْ حال الرجال: إذا ساءت، ورجل كاسِف البال: أي سيئ الحال.؛وكاسِف الوجه: أي عابِس. وفي المَثل: أكَسْفًا وإمْسَاكًا: يُضربُ لمن يجمع بين العُبوس والإمساك.؛ويوم كاسِفٌ: عظيم الهول شديد الشر، قال؛يا لَكَ يَوْمًا كاسِفًا عَصَبْصَبَا ***؛وكَسَفَ الرجل: إذا نَكَسَ طَرْفه.؛الكَسْفُ في العَرُوْض: أن يكون آخر الجزء متحركًا فتُسقط الحرف رأسًا، والشين المُعجَمة تصحِيفٌ، قاله جار الله العلاّمة الزمخشري -رحمه الله-.؛وكَسَفُ: قرية من نواحي الصُّغدِ.؛وكَسْفَةُ -بالفتح-: ماءةٌ لبني نعامة من بني أسد، وقيل: هي مُعجمَة.؛وقال ابن عبّاد: الكِسْفُ: صاحب المنصورية.؛وقال غيره: كَسَّف بصره عن فلان تَكْسِيفًا: أي خفَّضه.؛وقال الليث: بعض الناس يقول: انْكَسَفَتِ الشمس، وهو الخطأ. قال الزهري: ليس ذلك بَخطأ؛ لما روى جابر -رضي الله عنه-: انْكَسَفَتِ الشمس على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.؛والتركيب يدل على تغير في حال الشيء إلى ما لا يحب، وعلى قَطْع شيء من شيء.؛الكَشْفُ والكاشِفَةُ: الإظهار.؛والكاشِفَةُ: من المصادر التي جاءت على فاعِلَةَ كالعافية والكاذبة، قال الله تعالى: {ليسَ لها من دُوْنِ اللهِ كاشِفَةٌ}: أي كَشْفٌ وإظْهارٌ.؛وقال الليث: الكَشْفُ: رفْعُكَ شيئا عمّا يُواريه ويُغطِّيه.؛والكَشُوْفُ: النّاقة يضْرِبُها الفحل وهي حامل، وربما ضربها وقد عظُم بطنُها. وقال الأصمعي: فإنْ حَمَل عليها الفحل سنتين متواليتين فذلك الكِشَافُ، والناقة كَشُوفٌ، وقد كَشَفَتْ، قال زُهير بن أبي سُلمى؛فَتَعْرُكْكُمُ عَرْكَ الرَّحى بِثِفالِها *** وتَلْقَحْ كِشَافًا ثُمّ تُنْتَجْ فَتَفْطِمِ؛ويروى: "فَتُتْئمِ". وقال اليث: الكِشَافُ: أن تَلْقح حين تُنتج، والكِشَافُ: أن يُحمل عليها في كل سنة وذلك أرد النِّتاج.؛والكَشَُ: انقلاب من قُصاص الناصية كأنها دائرة، وهي شُعيرات تنبتُ صُعدًا، والرجل كشَفُ، وذلك الموضع كشفةٌ، قال الليث: يُتشَأمُ بها.؛والكَشَفُ في الخيل: التواء في عَسِيْبِ الذنب.؛والأكْشَفُ: الذي لا تُرْسَ معه في الحرب.؛والأكْشَفُ: الذي ينهزم في الحرب. وبِكِلى المعنيين فُسِّر قول كعب بن زهير رضي الله عنه.؛زالُوا فما زالَ أنْكاسٌ ولا كُشُفٌ *** عند اللِّقَاءِ ولا مِيْلٌ مَعَازِيْلُ؛وقال ابن الأعرابي: كَشِفَ القوم: إذا انهزموا، وأنشد؛فما ذَمَّ جادِيْهِمْ ولا فالَ رَأْيُهم *** ولا كَشِفُوا إنْ أفْزَعَ السَّرْبَ صائحُ؛أي لم ينهزموا.؛وقال ابن عبّاد: الكْشَفُ: الذي لا بيضة على رأسه.؛وكُشَافٌ: موضِع من زابِ الموصل.؛وقال غيره: كَشَفَتْه الكَواشِفُ: أي فَضحتْه الفضائح.؛والجبهةُ الكَشْفاء: التي أدبَرت ناصيتها.؛وأكْشَفَ القوم: كَشَفَتْ إبلُهم.؛وقال الأصمعي: أكْشَفَ الرجل: إذا ضَحك فانقلبت شَفتُه حتى تبدو دَرادِرُه.؛وقال الزَّجّاج: أكْشَفَتِ النّاقة: إذا تابعت بين النِّتاجين.؛وقال ابن عبّاد: أكْشَفْتُ الناقة: جعلتُها كَشُوْفًا.؛والتَّكْشِيْفُ: مبالغة الكَشْفِ.؛وقال ابن دريد: كَشَّفْتُ فلانًا عن كذا وكذا: إذا أكْرَهْتُه على إظهاره.؛والتَّكَشُّفُ: الظهور.؛وتَكَشَّفَ البرق: إذا كلأ السماء.؛والانْكِشَافُ: مُطاوَعةُ الكَشْفِ.؛واسْتَكْشَفَ عن الشيء: سأل أن يُكْشَفَ له عنه.؛وكاشَفَه بالعداوة: باداه بها.؛ويقال: لو تَكاشَفْتُمْ ما تَدافنْتُم: أي لو انكشف عيب بعضكم لِبعضٍ.؛واكتَشَفَتِ المرأة لزوجها: إذا بالغت في التَّكَشُّفِ، قاله ابن الأعرابيِّ، وأنشد؛وأكْشَفَتْ لنا شِيءٍ دَمَكْمَكِ *** عن وارِمٍ أكْظَارُهُ عَضَنَّكِ؛تقول: دَلِّصْ ساعَةً لا بَلْ نِكِ *** فَدَاسَها بأذْلَغِيٍّ بَكْبَكِ؛واكتشف الكبش: نزا.؛والتركيب يدل على سرو عن الشيء كالثوب يُسْرى عن البدن.
كسف؛كسف: كَسَفَ الْقَمَرُ يَكْسِفُ كُسُوفًا ، وَكَذَلِكَ الشَّمْسُ كَسَفَتْ تَكْسِفُ كُسُوفًا: ذَهَبَ ضَوْءُهَا وَاسْوَدَّتْ ، وَبَعْضٌ يَقُولُ انْكَسَفَ وَهُوَ خَ طَأٌ ، وَكَسَفَهَا اللَّهُ وَأَكْسَفَهَا ، وَالْأَوَّلُ أَعْلَى ، وَالْقَمَرُ فِي كُلِّ ذَلِكَ كَالشَّمْسِ. وَكَسَفَ الْقَمَرُ: ذَهَبَ نُورُهُ وَتَغَيَّرَ إِلَى السَّوَادِ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ جَابِرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو عُبَيْدٍ: انْكَسَفَتْ. وَكَسَفَ الرَّجُلُ إِذَا نَكَّسَ طَرْفَهُ. وَكَسَفَتْ حَالُهُ: سَاءَتْ ، وَكَسَفَتْ إِذَا تَغَيَّرَتْ. وَكَسَفَتِ الشَّمْسُ وَخَسَفَتْ بِمَعْنًى و َاحِدٍ ، وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ الْكُسُوفِ وَالْخُسُوفِ لِلشَّمْسِ وَالْقَمَرِ فَرَوَاهُ جَمَاعَةٌ فِيهِمَا بِالْكَافِ ، وَرَوَاهُ جَمَاعَةٌ فِ يهِمَا بِالْخَاءِ ، وَرَوَاهُ جَمَاعَةٌ فِي الشَّمْسِ بِالْكَافِ وَفِي الْقَمَرِ بِالْخَاءِ ، وَكُلُّهُمْ رَوَوْا أَنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَا تِ اللَّهِ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ ، وَالْكَثِيرُ فِي اللُّغَةِ وَهُوَ اخْتِيَارُ الْفَرَّاءِ أَنْ يَكُونَ الْكُسُوفُ لِلشَّمْسِ وَالْخُسُوفُ لِلْقَمَرِ ؛ يُقَالُ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ وَكَسَفَهَا اللَّهُ وَانْكَسَفَتْ ، وَخَسَفَ الْقَمَرُ وَخَسَفَهُ اللّ َهُ وَانْخَسَفَ ، وَوَرَدَ فِي طَرِيقٍ آخَرَ: إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَنْخَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ ، قَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ: خَسَفَ الْقَمَرُ بِوَزْنِ فَعَلَ إِذَا كَانَ الْفِعْلُ لَهُ ، وَخُسِفَ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ ، قَالَ: وَقَدْ وَرَدَ الْخُسُوفُ فِي الْحَدِيثِ كَثِيرًا لِلشَّمْسِ وَالْمَعْرُوفُ لَهَا فِي اللُّغَةِ الْكُسُوفُ لَا الْخُسُوفُ ، قَالَ: فَأَمَّا إِطْلَاقُهُ فِي مِثْلِ هَذَا فَتَغْلِيبًا لِلْقَمَرِ لِتَذْكِيرِهِ عَ لَى تَأْنِيثِ الشَّمْسِ يُجْمَعُ بَيْنَهُمَا فِيمَا يَخُصُّ الْقَمَرَ ، وَلِلْمُعَارَضَةِ أَيْضًا لِمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَةِ الْأُولَى لَا يَنْكَسِفَانِ ، قَا لَ: وَأَمَّا إِطْلَاقُ الْخُسُوفِ عَلَى الشَّمْسِ مُنْفَرِدَةً فَلِاشْتِرَاكِ الْخُسُوفِ وَالْكُسُوفِ فِي مَعْنَى ذَهَابِ نُورِهِمَا وَإِظْلَامِهِمَا. وَالِان ْخِسَافُ: مُطَاوِعُ خَسَفْتُهُ فَانْخَسَفَ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ عَامَّةُ ذَلِكَ فِي خَسَفَ. أَبُو زَيْدٍ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ إِذَا اسْوَدَّتْ بِالنَّهَارِ ، وَكَسَفَتِ الشَّمْسُ النُّجُومَ إِذَا غَلَبَ ضَوْءُهَا عَلَى النُّجُومِ فَلَمْ يَبْدُ مِنْهَا شَيْءٌ ، فَالشّ َمْسُ حِينَئِذٍ كَاسِفَةُ النُّجُومِ ، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى ؛ قَالَ جَرِيرٌ؛فَالشَّمْسُ طَالِعَةٌ لَيْسَتْ بِكَاسِفَةٍ تَبْكِي عَلَيْكَ ، نُجُومَ اللَّيْلِ وَالْقَمَرَا؛قَالَ: وَمَعْنَاهُ أَنَّهَا طَالِعَةٌ تَبْكِي عَلَيْكَ وَلَمْ تَكْسِفْ ضَوْءَ النُّجُومِ وَلَا الْقَمَرِ ؛ لِأَنَّهَا فِي طُلُوعِهَا خَاشِعَةً بَاكِيَةً لَا نُ ورَ لَهَا ، قَالَ: وَكَذَلِكَ كَسَفَ الْقَمَرُ إِلَّا أَنَّ الْأَجْوَدَ فِيهِ أَنْ يُقَالَ خَسَفَ الْقَمَرُ ، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ ؛ قَالَ: وَتَقُولُ خَشَعَتِ الشَّمْسُ وَكَسَفَتْ وَخَسَفَتْ بِمَعْنًى وَاحِدٍ ؛ وَرَوَى اللَّيْثُ الْبَيْتَ؛الشَّمْسُ كَاسِفَةٌ لَيْسَتْ بِطَالِعَةٍ تَبْكِي عَلَيْكَ نُجُومَ اللَّيْلِ وَالْقَمَرَا؛فَقَالَ: أَرَادَ مَا طَلَعَ نَجْمٌ وَمَا طَلَعَ قَمَرٌ ، ثُمَّ صَرَفَهُ فَنَصَبَهُ ، وَهَذَا كَمَا تَقُولُ: لَا آتِيكَ مَطْرَ السَّمَاءِ أَيْ مَا مَطَرَتِ السَّم َاءُ ، وَطُلُوعَ الشَّمْسِ أَيْ مَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ ، ثُمَّ صَرَفْتَهُ فَنَصَبْتَهُ. وَقَالَ شَمِرٌ: سَمِعْتُ ابْنَ الْأَعْرَابِيِّ يَقُولُ؛تَبْكِي عَلَيْكَ نُجُومَ اللَّيْلِ وَالْقَمَرَا أَيْ مَا دَامَتِ النُّجُومُ وَالْقَمَرُ ، وَحُكِيَ عَنِ الْكِسَائِيِّ مِثْلُهُ ، قَالَ: وَقُلْتُ لِلْفَرَّاءِ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ فِيهِ إِنَّهُ عَلَى مَعْنَى الْمُغَالَبَةِ بَاكَيْتُهُ فَبَكَيْتُهُ فَالشَّمْسُ تَغْلِبُ النُّجُومَ بُكَاءً ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الْوَجْ هَ حَسَنٌ ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا بِحَسَنٍ وَلَا قَرِيبٍ مِنْهُ. وَكَسَفَ بَالُهُ يَكْسِفُ إِذَا حَدَّثَتْهُ نَفْسُهُ بِالشَّرِّ ، وَأَكْسَفَهُ الْحُزْنُ ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ؛يَرْمِي الْغُيُوبَ بِعَيْنَيْهِ وَمَطْرِفُهُ مُغْضٍ ، كَمَا كَسَفَ الْمُسْتَأْخِذُ الرَّمِدُ؛وَقِيلَ: كُسُوفُ بَالِهِ أَنْ يَضِيقَ عَلَيْهِ أَمَلُهُ. وَرَجُلٌ كَاسِفُ الْبَالِ أَيْ سَيِّءُ الْحَالِ. وَرَجُلٌ كَاسِفُ الْوَجْهِ: عَابِسُهُ مِنْ سُوءِ الْح َالِ ؛ يُقَالُ: عَبَسَ فِي وَجْهِي وَكَسَفَ كُسُوفًا. وَالْكُسُوفُ فِي الْوَجْهِ: الصُّفْرَةُ وَالتَّغَيُّرُ. وَرَجُلٌ كَاسِفٌ: مَهْمُومٌ قَدْ تَغَيَّرَ لَوْنُ هُ وَهُزِلَ مِنَ الْحُزْنِ. وَفِي الْمَثَلِ: أَكَسْفًا وَإِمْسَاكًا ؟ أَيْ أَعَبُوسًا مَعَ بُخْلٍ. وَالتَّكْسِيفُ: التَّقْطِيعُ. وَكَسَفَ الشَّيْءَ يَكْسِفُهُ كَسْفًا وَكَسَّفَهُ ، كِلَاهُمَا: قَطَعَهُ ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الثَّوْبَ وَالْأَدِيمَ. وَالْكِسْفُ وَالْكِسْفَةُ وَالْكَسِيفَةُ: الْقِطْعَةُ مِمَّا قَطَ عْتَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّهُ جَاءَ بِثَرِيدَةِ كِسْفٍ أَيْ خُبْزٍ مُكَسَّرٍ ، وَهِيَ جَمْعُ كِسْفَةٍ لِلْقِطْعَةِ مِنَ الشَّيْءِ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ بَعْضُهُمْ رَأَيْتُهُ وَعَلَيْهِ كِسَافٌ أَيْ قِطْعَةُ ثَوْبٍ ؛ قَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ: وَكَأَنَّهَا جَمْعُ كِسْفَةٍ أَوْ كِسْفٍ. وَكِسْفُ السَّحَابِ وَكِسَفُهُ: قِطَعُهُ ، وَقِيلَ: إِذَا كَانَتْ عَرِيضَةً فَهِيَ كِسْفٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا ، قَالَ: الْكِسْفُ وَالْكِسَفُ وَجْهَانِ ، وَالْكِسْفُ: الْجِمَاعُ ، قَالَ: وَسَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا يَقُولُ: أَعْطِنِي كِسْفَةً مِنْ ثَوْبِكَ يُرِيدُ قِطْعَةً ، كَقَوْلِكَ خِرْقَةً ، وَكُسِفَ فِعْلٌ ، وَقَدْ يَكُونُ الْكِسْفُ جِمَاعًا لِلْكِسْفَةِ مِثْلَ عُشْبَةٍ وَعُشْبٍ ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: قُرِئَ كِسْفًا وَكِسَفًا ، فَمَنْ قَرَأَ كِسَفًا جَعَلَهَا جَمْعَ كِسْفَةٍ وَهِيَ الْقِطْعَةُ ، وَمَنْ قَرَأَ كِسْفًا جَعَلَهُ وَاحِدًا ، قَالَ: أَوْ تُسْقِطَهَا طَبَقًا عَلَيْنَا ، وَاشْتِقَاقُهُ مِنْ كَسَفْتُ الشَّيْءَ إِذَا غَطَّيْتَهُ. وَسُئِلَ أَبُو الْهَيْثَمِ عَنْ قَوْلِهِمْ كَسَفْتُ الثَّوْبَ أَيْ قَطَعْتُهُ ، ف َقَالَ: كُلُّ شَيْءٍ قَطَعْتَهُ فَقَدْ كَسَفْتَهُ. أَبُو عَمْرٍو: يُقَالُ لِخِرَقِ الْقَمِيصِ قَبْلَ أَنْ تُؤَلَّفَ الْكِسَفُ وَالْكِيَفُ وَالْحِذَفُ ، وَاحِدَتُهَا كِسْفَةٌ وَكِيفَةٌ وَحِذْفَةٌ. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ: كَسَفَ أَمَلُهُ فَهُوَ كَاسِفٌ إِذَا انْقَطَعَ رَجَاؤُهُ مِمَّا كَانَ يَأْمُلُ وَلَمْ يَنْبَسِطْ ، وَكَسَفَ بَالُهُ يَكْسِفُ حَدَّثَتْهُ نَفْسُهُ بِالش َّرِّ. وَالْكَسْفُ: قَطْعُ الْعُرْقُوبِ ، وَهُوَ مَصْدَرُ كَسَفْتُ الْبَعِيرَ إِذَا قَطَعْتَ عُرْقُوبَهُ. وَكَسَفَ عُرْقُوبَهُ يَكْسِفُهُ كَسْفًا: قَطَعَ عَصَب َتَهُ دُونَ سَائِرِ الرِّجْلِ. وَيُقَالُ: اسْتَدْبَرَ فَرَسَهُ فَكَسَفَ عُرْقُوبَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ صَفْوَانَ كَسَفَ عُرْقُوبَ رَاحِلَتِهِ أَيْ قَطَعَهُ بِالسَّيْفِ.
(الْكِسْفَةُ) الْقِطْعَةُ مِنَ الشَّيْءِ وَالْجَمْعُ [ص:270] (كِسْفٌ) وَ (كِسَفٌ) . وَقِيلَ: (الْكِسْفُ) وَ (الْكِسْفَةُ) وَاحِدٌ. قَالَ الْأَخْفَشُ: مَنْ قَرَأَ «كِسْفًا» جَعَلَهُ وَاحِدًا وَمَنْ قَرَأَ « (كِسَفًا) » جَعَلَهُ جَمْعًا. وَ (كَسَفَتِ) الشَّمْسُ مِنْ بَابِ جَلَسَ. وَ (كَسَفَهَا) اللَّهُ يَتَعَدَّى وَيَلْزَمُ. قَالَ الشَّاعِرُ: الشَّمْسُ طَالِعَةٌ لَيْسَتْ بِكَاسِفَةٍ ... تَبْكِي عَلَيْكَ نُجُومَ اللَّيْلِ وَالْقَمَرَا "أَيْ لَيْسَتْ تَكْسِفُ ضَوْءَ النُّجُومِ مَعَ طُلُوعِهَا لِقِلَّةِ ضَوْئِهَا وَبُكَائِهَا عَلَيْكَ. قُلْتُ: أَوْرَدَ هَذَا الْبَيْتَ فِي [ب ك ي] وَجَعَلَ النُّجُومَ وَالْقَمَرَ مَنْصُوبَةً بِقَوْلِهِ: تَبْكِي، وَهُنَا جَعَلَهَا مَنْصُوبَةً بِكَاسِفَةٍ وَفِيهِ نَظَرٌ. وَكَذَلِكَ (كَسَفَ) الْقَمَرُ إِلَّا أَنَّ الْأَجْوَدَ فِيهِ أَنْ يُقَالَ: خَسَفَ. وَالْعَامَّةُ تَقُولُ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ. وَرَجُلٌ (كَاسِفُ) الْوَجْهِ أَيْ عَابِسٌ. وَفِي الْمَثَلِ: أَكَسْفًا وَإِمْسَاكًا. أَيْ أَعُبُوسًا مَعَ بُخْلٍ."