قصيدة جمعت من حليتي وعرفي للشاعر أبو إسحاق الصابي

البيت العربي

جمعت من حليتي وعرفي


عدد ابيات القصيدة:3


جمعت من حليتي وعرفي
جـمـعـت مـن حليتي وعرفي
مـا بـين حسنٍ وبين طيب
أدخل في الذيل من محبٍّ
طوراً وفي الكمِّ من حبيب
فـكـم تـرددت بـيـن هـذا
وذا بـرغـم مـن الرقـيب
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

إبراهيم بن هلال بن إبراهيم بن زهرون الصابي أبو إسحاق صاحب الرسائل المشهورة باسمه: أشهر كتاب الإنشاء على الإطلاق، وقد يكون الصواب في اسم أبيه (هلّيل) انظر في ذلك ما أدلى به من وثائق د. إﺣﺳﺎن ذﻧون ﻋﺑد اﻟﻠطﻳف اﻟﺛﺎﻣري (صاحب الإصدار الأخير لرسائل الصابي: أيلول 2017م) في بحث له منشور في المجلة الأردنية للتاريخ والآثار المجلد 12 ص 22 وما بعدها
قال ياقوت:
(أوحد الدنيا في إنشاء الرسائل، والاشتمال على جهات الفضائل، وقد تغنت برسائله الشعراء فقال بعضهم:
وقال آخر:
 تولى كتابة الرسائل لعز الدولة بختيار ابن معز الدولة ابن بويه ومعظمها كانت موجهة إلى خصمه (ابن عمه) عضد الدولة ابن بويه فلما سقطت دولة بختيار وآلت بغداد إلى عضد الدولة تولى أبو إسحاق الكتابة لعضد الدولة، بعد محن جرت عليه وأعوام قضاها في سجن عضد الدولة. وهو من شعراء يتيمة الدهر، انظر في الصفحة القصيدة الأولى من شعره ما حكاه الثعالبي في ترجمته وأولها: (أوحد العراق في البلاغة ومن به تثنى الخنصر في الكتابة وتنفق الشهادات له ببلوغ الغاية من البارعة والصناعة وكان قد خنق التسعين في خدمة الخلفاء وخلافة الوزراء وتقلد الاعمال الجلائل مع ديوان الرسائل وحلب الدهر أشطره وذاق حلوه ومره ولابس خيره ومارس شره و رئس ورأس وخدم وخدم ومدحه شعراء العراق في جملة الرؤساء وسار ذكره في الآفاق ودون له من الكلام البهي النقي ما تتناثر درره وتتكاثر غرره ...) ثم قال بعدما ذكر قصة اعتقاله ثم الإفراج عنه: (ولما خلى عنه وأعيد الى عمله لم يزل يطير ويقع وينخفض ويرتفع الى أن دفع في أيام عضد الدولة الى النكبة العظمى والطامة الكبرى إذ كانت في صدره حزازة كبيرة من إنشاءات له عن الخليفة الطائع في شأن عز الدولة بختيار نقمها منه واحتقدها عليه...)
وقد اختار الأمير شكيب أرسلان ما اصطفاه من رسائله وعلق عليها وحققها ونشرت هذه المختارات لأول مرة عام 2010م (منشورات دار التقديمة) بعنوان المختار من رسائل أبي إسحاق إبراهيم بن هلال بن زهرون الصابي
وكان أول نبوغه في مجلس الوزير المهلبي وفيما رواه عنه ابنه المحسّن قوله: 
(وُصِفتُ وأنا حدث، للوزير أبي محمد المهلبي، وهو يومئذ يخاطب بالأستاذ، فاستدعى عمي أبا الحسن، ثابت بن إبراهيم، وسأله عني والتمسني منه، ووعده فيّ بكل جميل، فخاطبني عمي في ذلك، وأشار علي به، فامتنعت، لانقطاعي إلى النظر في العلوم، وكنت مع هذه الحال شديد الحاجة إلى التصرف، لقرب العهد بالنكبة من توزون، التي أتت على أموالنا، فلم يزل بي أبي، حتى حملني إليه، فلما رآني تقبلني، وأقبل علي، ورسم لي الملازمة، وبحضرته في ذلك الوقت جماعة من شيوخ الكتاب، فلما كان في بعض الأيام، وردت عليه عدة كتب من جهات مختلفة، فاستدعاني، وسلمها إلي، وذكر لي المعاني التي تتضمنها الأجوبة، وأطال القول، فمضيت، وأجبت عن جميعها، من غير أن أخل بشيء من المعاني التي ذكرها، فقرأها حتى أتى على آخرها، وتقدم إلي في الحال بإحضار دواتي، والجلوس بين يديه متقدماً على الجماعة، فلزم بعضهم منزله وجداً وغضباً، وأظهر بعضهم التعالل، فلم أزل أتلطف وأداري، وأغضي على قوارص تبلغني، حتى صارت الجماعة إخواني وأصدقائي)
قال: راسلت أبا الطيب المتنبي - رحمه الله - في أن يمدحني بقصيدتين، وأعطيه خمسة آلاف درهم، ووسطت بيني وبينه رجلاً من وجوه التجار، فقال له: قل له: والله ما رأيت بالعراق من يستحق المدح غيرك، ولا أوجب علي في هذه البلاد أحد من الحق ما أوجبت، وإن أنا مدحتك، تنكر لك الوزير، يعني - أبا محمد المهلبي، - وتغير عليك، لأنني لم أمدحه، فإن كنت لا تبالي هذه الحال، فأنا أجيبك إلى ما التمست، وما أريد منك منالاً، ولا عن شعري عوضاً، قال والدي: فتنبهت على موضع الغلط، وعلمت أنه قد نصح، فلم أعاوده).
 وترجم له القفطي في (إخبار العلماء بأخبار الحكماء) وأعقب ترجمته بترجمة جده إبراهيم بن زهرون قال: 
(إبراهيم بن هلال بن إبراهيم بن زهرون الصابي أبو إسحاق صاحب الرسائل أصل سلفه من حران ونشأ إبراهيم ببغداد وتأدب بِهَا وَكَانَ بليغاً فِي صناعتي النظم والنثر وَلَهُ يد طولى فِي علم الرياضة وخصوصاً الهندسة والهيئة ولما عزم شرف الدولة بن عضد الدولة عَلَى رصد الكواكب ببغداد واعتمد فِي ذَلِكَ عَلَى وَيجن بن رستم القوهي كَانَ فِي جملة من يحضره من العلماء بهذا الشأن إبراهيم بن هلال وكتب بخطه فِي المحضر الَّذِي كتب بصورة الرصد وإدراك موضع الشمس من نزولها فِي الأبراج وَلَهُ مصنف رأيته بخطه فِي المثلثات وَلَهُ عدة رسائل فِي أجوبة مخاطبات لأهل العلم بهذا النوع وخدم ملوك العراق من بني بُوَيه وتقدم بالرسائل والبلاغة وديوان رسائله مجموع واختلفت بِهِ الأيام مَا بَيْنَ رفع ووضع وتقديم وتأخير واعتقال وإطلاق وأشد مَا جرى عَلَيْهِ مَا عامله بِهِ عضد الدولة فإنه عند دخوله إِلَى العراق الدفعة الأولى أكرمه وقدمه وحاضره وذاكره وسامه الخروج معه إِلَى فارس فعزم عَلَى ذَلِكَ ووعده بِهِ ثُمَّ نظر فِي عاقبة الأمر وأن أحوال أهله والصابئة تفسد بغيبته فتأخر عنه ولما تقرر الصلح بينه وبين ابن عمه عز الدولة بختيار تقدم عز الدولة إِلَى الصابي بإنشاء نسخة يمين فأنشأها واستوفي فِيهَا الشروط حق الاستيفاء فلم يجد عضد الدولة مجالاً فِي نكثها وألزمته الضرورة الحلف بِهَا فلما عاد إِلَى العراق وملكها آخذه بما فعله وسجنه مدة طويلة فقال إِن أراد الخروج من سجنه فليصنف مصنفاً فِي أخبار أل بويه فصنف. الكتاب التاجي (1) فظهرت بلاغته فِي العبارة وَلَهُ إِلَيْهِ من سجنه عدة قصائد وَلَمْ يزل فِي أيام عضد الدولة ووزرائهم يتولى الإنشاء إِلَى أن توفي ببغداد فِي يوم الاثنين الثاني عشر من شوال سنة أربع وثمانين وثلاثمائة (الموافق: 18/ 11/ 994م) ودفن في الموضع المعروف بالجنينية المجاور للشونيزية وَكَانَ مولده فِي ليلة يوم الجمعة لخمس خلون من شهر رمضان سنة ثلاث عشر وثلاثمائة وللشريف الرضي أبي الحسن الموسوي فِيهِ مراثي منها:
وهي قصيدة طويلة ولما سمع المرتضى أخو الرضى وَكَانَ متقشفاً هَذَا المطلع قال نعم علمنا أنهم حملوا عَلَى الأعواد كلباً كافراً عجل بِهِ إِلَى نار جهنم. وعاتبه الناس في ذلك لكونه شريفاً ورثى صابئاً، فقال: إنما رثيت فضله. قال ابن خلكان: وجهد فيه عز الدولة أن يسلم فلم يفعل. وكان يصوم شهر رمضان مع المسلمين ويحفظ القرآن الكريم أحسن حفظ). ا.هـ
قلت أنا بيان: انظر هذه القصيدة في صفحة القطعة رقم 153 وفي الباحثين من يرى أنها أصدق مراثي الشريف الرضي وأهم مراثي العرب، وقدم لها الثعالبي بقوله:
(وتوفي أبو إسحاق يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة من شوال سنة أربع وثمانين وثلاثمائة وكانت سنوه إحدى وتسعين سنة قمرية. فرثاه أبو الحسن بهذه القصيدة الفريدة التي أفصح بها عن بعد شأوه في الشعر. وعلو محله في كرم العهد، وقد كتبتها كلها لحسن ديباجها كثرة رونقها، وجودة ألفاظها ومعانيها، واستهلالها)
وفي ديوان أبي إسحاق حسب جمع الثعالبي له باب خاص للقصائد المتبادلة بين الشريف الرضي وبين أبي إسحاق يبدأ بالقطعة رقم (151) واهمها القصيدة التي كتبها أبو إسحاق قبل موته ب 12 يوما ويظهر فيها الحب الكبير الذي كان يجمع بين الرجلين، وأولها:
واتبعها برد الشريف الرضي عليها ثم بالدالية التي رثاه بها ثم باليائية التي وقف بها على قبره وتقع في 34 بيتا وفيها قوله:
 وفي المجلة الأردنية للتاريخ و الآثار المجلد 12 /العدد 1/2018م بحث مطول عن رسائل الصابي والرضي أشار فيها كاتب المقال إلى أن في ديوان رسائله ما يدل على بقائه على دينه وتواصله مع أبناء طائفته من حران الذين أطلق عليهم أهل الايمان وعبر عن ضعف الطائفة في احدى رسائله معزيا بعض أفراد طائفته بقوله:
(قد جعلنا الله معشر أهل الايمان به على ثقة....... وأضاف ....لأننا أهل شريعة قد ضاقت حلقتها وخمدت جمرتها)
وعثرت في بعض أخبار أبي إسحاق على كتاب من تأليفه سماه (بدائع ما نجم من مختلفي كتاب العجم) ويبدو أن حفيده غرس النعمة (416- 480هـ) حذا حذوه في كتابه االذي سماه: (الهفوات النادرة من المغفلين المحظوظين والسقطات البادرة من المعقلين الملحوظين) وهو مطبوع، وولد غرس النعمة على دين أجداده، ثم أسلم مع أبيه هلال، وكان هلال قد أسلم في آخر عمره، فيقال في ترجمته (وسمع العلماء في حال كفره) ووفاته يوم الخميس 17/ رمضان/ 448 ومولده عام 359 ومولد غرس النعمة عام 416 ويبدو أنه تسمى محمدا بعد إسلامه وضاع اسمه الأول ؟ ولهلال مؤلفات أيضا منها: (كتاب الأمثال والأعيان ومبتدى العواطف والاحسان) ومنها تاريخه الذي سماه (عيون التواريخ) وجعله ذيلا على ذيل خاله ثابت بن سنان على تاريخ الطبري، ولابنه غرس النعمة ذيل عليه. (ويلاحظ أن ياقوتا جعل سنان بن ثابت خال أبي إسحاق إبراهيم بن هلال صاحب هذا الديوان وعنه نقل الصفدي، وهو حسب كلام القفطي وابن أبي أصيبعة خال هلال بن المحسن بن إبراهيم بن هلال) وهلال بن المحسن هو الذي كتب له ابن بطلان رسالته التي يصف فيها رحلته سنة نيف وأربعين واربعمائة واستفرغ ياقوت الرسالة في أماكن متفرقة من معجم البلدان أولها في مادة أنطاكية.ثم حلب ثم عمّ (قرية بين حلب وأنطاكية) ثم هزو (جزيرة عربية تقع مقابل كيش)
(1) الكتاب وصلتنا قطعة منه وصفها .د تحسين حميد مجيد في كتابه "هلال الصابي مؤلفاته وحياته": قال بعدما تعرض لذكر أبي إسحاق ومؤلفاته: واولها كتاب التاجي: الذي اضطر الى تأليفه في السجن فقد ضاع معظمه وبقي منه قسم محدود يحمل عنوان المنتزع من كتاب التاجي في أخبار الدولة الديلمية ولكن الرجل المجهول الذي انتزع هذا الجزء أضاف اليه بعض الأخبار عن أئمة اليزيدية في طبرستان واليمن حتى القرن السادس تقريبا. وهذا الكتاب موجود بشكل مخطوط من 22 ورقة في آخر الكتاب الجامع الكافي في فقه الزيدية برقم 145 في مكتبة صنعاء باليمن وطبع ضمن منشورات وزارة الاعلام العراقية سنة 1977 بتحقيق محمد حسين الزبيدي قال: ولأبي إسحاق غير هذا الكتاب ديوان الشعر والمراسلات الشريف الرضي وكتاب أخبار أهله وولد ابنه عمله الى بعض ولده وهو ضائع وكتاب اختيار شعر المهلبي ولعل أكبر أثر تاريخي وأدبي تركه إبراهيم الصابي رسائله ومنشآته التي يقول عنها صاحب الفهرست انها بلغت نحو من ألف ورقة