قصيدة لمن الديار كأنهن سطور للشاعر الحُطَيئَة

البيت العربي

لِمَنِ الدِيارُ كَأَنَّهُنَّ سُطورُ


عدد ابيات القصيدة:23


لِمَنِ الدِيارُ كَأَنَّهُنَّ سُطورُ
لِمَــنِ الدِيــارُ كَــأَنَّهــُنَّ سُــطــورُ
بِـلِوى زَرودَ سَـفـى عَـلَيها المورُ
نُـؤيٌ وَأَطـلَسُ كَـالحَـمـامَـةِ مـاثِـلٌ
وَمُـــرَفَّعـــٌ شُـــرُفـــاتُهُ مَــحــجــورُ
وَالحَـوضُ أَلحَـقَ بِـالخَـوالِفِ نَبتُهُ
سَـبِـطٌ عَـلاهُ مِـنَ السِـمـاكِ مَـطـيرُ
لِأَســيــلَةِ الخَـدَّيـنِ جـازِئَةٍ لَهـا
مِــســكٌ يُــعَـلُّ بِـجَـيـبِهـا وَعَـبـيـرُ
وَإِذا تَـقـومُ إِلى الطِرافِ تَنَفَّسَت
صُـعُـداً كَـمـا يَـتَـنَـفَّسـُ المَـبـهورُ
فَـتَـبـادَرَت عَـيـنـاكَ إِذ فارَقتَها
دِرَراً وَأَنـتَ عَـلى الفِـراقِ صَـبورُ
يـا طـولَ لَيـلِكَ لا يَـكـادُ يُـنيرُ
جَـزَعـاً وَلَيـلُكَ بِـالجَـريـبِ قَـصـيرُ
وَصَـريـمَـةٍ بَـعـدَ الخِـلاجِ قَطَعتُها
بِـالحَـزمِ إِذ جَـعَـلَت رَحـاهُ تَـدورُ
بِــجُـلالَةٍ سُـرُحِ النَـجـاءِ كَـأَنَّهـا
بَـعـدَ الكَـلالَةِ بِـالرِدافِ عَـسـيرُ
وَرَعَـت جُـنوبَ السِدرِ حَولاً كامِلاً
وَالحَـزنُ فَهـيَ يَـزِلُّ عَـنها الكورُ
فَـبَـنـى عَـلَيها النِيُّ فَهيَ جُلالَةٌ
مـا إِن يُـحـيـطُ بِجَوزِها التَصديرُ
وَكَــأَنَّ رَحــلي فَـوقَ أَحـقَـبَ قـارِحٍ
بِــالشَـيِّطـَيـنِ نُهـاقُهُ التَـعـشـيـرُ
جَـونٍ يُـطـارِدُ سَـمـحَـجـاً حَـمَلَت لَهُ
بِــعَــوازِبِ القَـفَـراتِ فَهـيَ نَـزورُ
وَكَــأَنَّ نَـقـعَهُـمـا بِـبُـرقَـةِ ثـادِقٍ
وَلِوى الكَــثـيـبِ سُـرادِقٌ مَـنـشـورُ
يَـنـحو بِها مِن بُرقِ عَيهَمَ طامِياً
زُرقَ الجِــمــامِ رِشــاؤُهُـنَّ قَـصـيـرُ
وَرَداً وَقَد نَفَضا المَراقِبَ عَنهُما
وَالمــاءُ لا سُــدُمٌ وَلا مَــحـضـورُ
أَو فَـوقَ أَخـنَـسَ نـاشِـطٍ بِـشَـقـيقَةٍ
لَهَــقٌ بِــغــائِطِ قَــفــرَةٍ مَــحـبـورُ
بـاتَـت لَهُ بِـكَـثـيـبِ حَـربَـةَ لَيلَةٌ
وَطــفــاءُ بَـيـنَ جُـمـادَيَـيـنِ دَرورُ
حَــرِجٌ يُــلاوِذُ بِــالكِــنـاسِ كَـأَنَّهُ
مُــتَــطَــوِّفٌ حَــتّـى الصَـبـاحِ يَـدورُ
وَالمـاءُ يَـركَـبُ جـانِـبَـيـهِ كَـأَنَّهُ
قُــشُــبُ الجُـمـانِ وَطَـرفُهُ مَـقـصـورُ
حَـتّـى إِذا مـا الصُـبحُ شَقَّ عَمودَهُ
وَعَــلاهُ أَســطَــعُ لا يُـرَدُّ مُـنـيـرُ
أَوفـى عَـلى عَـقـدِ الكَـثـيبِ كَأَنَّهُ
وَســطَ القِــداحِ مُــعَــقَّبـٌ مَـشـهـورُ
وَحَـصـى الكَـثـيـبِ بِـصَفحَتَيهِ كَأَنَّهُ
خَـبَـثُ الحَـديـدِ أَطـارَهُـنَّ الكـيـرُ
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

جرول بن أوس بن مالك العبسي، أبو مليكة.
شاعر مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام. كان هجاءاً عنيفاً، لم يكد يسلم من لسانه أحد، وهجا أمه وأباه ونفسه. وأكثر من هجاء الزبرقان بن بدر، فشكاه إلى عمر بن الخطاب، فسجنه عمر بالمدينة، فاستعطفه بأبيات، فأخرجه ونهاه عن هجاء الناس.
تصنيفات قصيدة لِمَنِ الدِيارُ كَأَنَّهُنَّ سُطورُ