البيت العربي
انظر الى جنب السماء الدامي
عدد ابيات القصيدة:26

انـظـر الى جـنـب السـمـاء الدامي
لهـــب عـــلى الأمــواج ذات ضــرام
درســت مــعـالمـهـا فـليـس بـظـاهـر
منها الحضيض ولا العماد السامي
حـتـى إذا اشـتـبك الظلام تشابهت
ثـــم الذرا بـــمــواطــئ الاقــدام
أبــــداً يـــرتـــل مـــن روىٍّ واحـــد
شــعــراً مــعــانــيــه بـغـيـر كـلام
والبــحــر يـبـتـدر الشـطـوط أتـيّه
بـــالكـــر آونـــة وبـــالإحـــجـــام
يـمـسـي رسـول السـلم بـين فروعها
بـــعـــد التـــحـــام دائم وخــصــام
والطـيـر تـزقـو والغـصـون تناوحت
نــشــوى تــمــيــل تـمـايـل النّـوام
والنـجـم فـي غـسـق المـسـاء كـأنه
شــرر تــطــايــر فــي خــلال أيــام
تـسـري هـنـا لكمُ السفين كما سرى
شــــبـــح يـــؤمّ عـــوالم الاحـــلام
مـــن كـــل مُـــطّـــلع وكــل ثــنــيّــة
نـــور يـــغــيــب مــبــدّلاً بــظــلام
الليـل أرخـى فـي السـمـاء سـدوله
ورمـــى بـــاســتــار عــلى الآطــام
وذوت فـأيـن اليـوم سـمـر مـحـاجـر
مـــنـــهــا ولدن مــعــاطــف وقــوام
وتــجــرعـت سـم الأسـاود بـعـد مـا
ســاغــت مــن اللذات كــأس سـمـام
مـلكـت نـفـوس القـوم حـول سريرها
ورقــابــهــم بــاللحـظ والصـمـصـام
رفـلت كـمـا تـرفـلن فـاستعلى بها
عـــزُّ الجـــمــال وعــزة الأحــكــام
حـسـنـاء مـصـر وكـم سـبـت من قيصر
عـــات وأذكـــت مـــن جـــوى وغــرام
الحـسـن شمس في المليحة لا يرى
يــومــيــن فــي فــلك حـليـف تـمـام
يـرفـلن فـي الحـسن القشيب كأنما
ألبــســنــه يــبـقـى عـلى الأعـوام
يـــا حـــســرات والغــزالة كــاســفٌ
فــي الغـرب حـاجـبـهـا وراء لثـام
دهـــر يـــدور صــبــاحــه ومــســاؤه
مــتــعــاقــبـان عـلى مـدى الأيـام
أفــلت وكــائن مــن شـمـوس مـمـالك
بــالشــاطــئيــن هــوت هـويّ الهـام
خـلعـت سـرابـيـل النـهـار كـأنـهـا
غــيــداءُ تــســبـح مـنـه فـي حـمّـام
الشـمـس والبـحـر المـريـج تلاقيا
أمّ الضــيــاء ومــعــدن الإنــعــام
شـفـقـان هـذا فـي السـمـاء مـنـشّـر
قـانٍ وذاك عـلى العـبـاب الطـامـي
أغـرقـتـهـا يـا ليـل فـيـك وربـمـا
غــرقــت بــحــار فــيــك وهـي طـوام
بـوركـت فـاغـمـر بـالظـلام ظـلامي
يــــا مــــغـــرق الأفـــراح ولآلام
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: عباس محمود العقاد
قلت أنا بيان:
أصدر العقاد حتى سنة 1921م ثلاثة دواوين هي
يقظة الصباح 1916
وهج الظهيرة 1917
وأشباح الأصيل 1921
ضم إليها
ديواناً رابعاً هو أشجان الليل نشرها في عام 1928م في ديوان واحد باسم "ديوان العقاد".
وفي سنة 1933 أصدر ديوانين هما: وحي الأربعين وهدية الكروان
وفي سنة 1937م أصدر ديوان عابر سبيل
وفي سنة 1942م أصدر ديوانه أعاصير مغرب وكان عمره قد نيف على الخمسين.
وبعد الأعاصير1950
وما بعد البعد عام 1967م
وفي عام 1958 أصدر كتاب " ديوان من الدواوين" اختار منه باقة من قصائد الدواوين العشرة:
يقظة الصباح 1916
ووهج الظهيرة 1917
وأشباح الأصيل 1921
وأشجان الليل1928
وعابر سبيل1937
ووحي الأربعين 1942
وهدية الكروان1933
وأعاصير المغرب1942
وبعد الأعاصير1950
وقصائد من ديوان : ما بعد البعد الذي نشر لاحقا عام 1967م
وجمع الأستاذ محمد محمود حمدان ما تفرق من شعر العقاد في الصحف ولم يرد في هذه الدواوين ونشرها بعنوان "المجهول المنسي من شعر العقاد" وسوف أقوم تباعا إن شاء الله بنشر كل هذه الدواوين في موسوعتنا