البيت العربي

تُنازِعُ في الدُنِّيا سِواكَ وَما لَهُ
عدد ابيات القصيدة:17

تُــنــازِعُ فـي الدُنِّيـا سِـواكَ وَمـا لَهُ
وَلا لَكَ شَــيــءٌ بِــالحَــقـيـقَـةِ فـيـهـا
وَلَكِـــــنَّهـــــا مِـــــلكٌ لِرَبٍّ مُـــــقَــــدِّرٍ
يُــعــيـرُ جَـنـوبَ الأَرضِ مُـرتَـدِ فـيـهـا
وَلَم تُــحــظَ فـي ذاكَ النِـزاعِ بِـطـائِلٍ
مِــنَ الأَمــرِ إِلّا أَن تُــعَــدَّ سَـفـيـهـا
أَيـا نَـفـسِ لا تَـعـظُـم عَـلَيـكِ خُطوبُها
فَــمُــتَــفِــقــوهــا مِـثـلُ مُـخـتَـلِفـيـهـا
وُصِـــــفـــــتِ لِقَــــومٍ رَحــــمَــــةً أَزَلِيَّةً
وَلم تُــدرِكـي بِـالقَـولِ أَن تَـصـفـيـهـا
تَداعَوا إِلى النَزرِ القَليلِ فَجالَدوا
عَــلَيــهِ وَخَــلّوهــا لِمُــغــتَــرِفــيــهــا
وَمـــا أُمُّ صِـــلٍ أَو حَــليــلَةُ ضَــيــغَــمٍ
بِــأَظــلَمَ مِــن دُنـيـاكِ فَـاِعـتَـرِفـيـهـا
تُـلاقـي الوُفـودَ القـادِمـيـها بِفَرحَةٍ
وَتَــبــكــي عَــلى آثــارِ مُـنـصَـرِفـيـهـا
وَلَم يَـتَـوازَن فـي القِـيـاسِ نَـعـيـمُها
وَسَـــيِّئـــَةٌ أَودَت بِـــمُـــقــتَــرِفــيــهــا
وَأَرزاقُهــا تَــغــشـى أَنـاسـاً بِـفَـتـرَةٍ
وَتَــقــصُــرُ حــيـنـاً دونَ مُـكـتَـرِفـيـهـا
وَمــا هِــيَ إِلّا شــاكَــةٌ لَيـسَ عِـنـدَهـا
وَجَـــدِّك إِرطـــابٌ لِمُـــخـــتَـــرِفـــيــهــا
فَـنـالَت عَـلى الخَـضـراءِ شُـربَ كُميتَها
وَغـالَت عَـلى الغَـبـراءِ مُـعـتَـسِـفـيـها
كَــمــا نُــبِـذَت لِلوَحـشِ وَالطَـيـرِ رازِمٌ
فَــأَلفَــت شُـروراً بَـيـنَ مُـخـتَـطِـفـيـهـا
تَـنـاءَت عَنِ الإِنصافِ مَن ضيمَ لَم يَجِد
سَــبــيـلاً إِلى غـايـاتِ مُـنـتَـصِـفـيـهـا
فَـأَطـبِـق فَـمـاً عَـنـهـا وَكَـفّـاً وَمُـقـلَةً
وَقُــل لِغَــوِيِّ القَــومِ فــاكَ لَفــيــهــا
كَـأَنَّ الَّتـي فـي الكَـأسِ يَطفو حَبابُها
سِــمــامُ حُــبــابٍ بَــيــنَ مُـرتَـشِـفـيـهـا
تُــتــابِــعُ أَجــزاءَ الزَمــانِ لَطـائِفـاً
وَتُــلحِــقُ تَــفــريــقــاً بِـمُـؤتَـلِفـيـهـا
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أَبو العَلاء المَعَرِي
شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان، كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره.
وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة 398 هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر، وهو من بيت كبير في بلده، ولما مات وقف على قبره 84 شاعراً يرثونه، وكان يلعب بالشطرنج والنرد، وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم، وكان يحرم إيلام الحيوان، ولم يأكل اللحم خمساً وأربعين سنة، وكان يلبس خشن الثياب، أما شعره وهو ديوان حكمته وفلسفته، فثلاثة أقسام: (لزوم ما لا يلزم-ط) ويعرف باللزوميات، و(سقط الزند-ط)، و(ضوء السقط-خ) وقد ترجم كثير من شعره إلى غير العربية وأما كتبه فكثيرة وفهرسها في معجم الأدباء. وقال ابن خلكان: ولكثير من الباحثين تصانيف في آراء المعري وفلسفته،
من تصانيفه كتاب (الأيك والغصون) في الأدب يربو على مائة جزء، (تاج الحرة) في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، أربع مائة كراس، و(عبث الوليد-ط) شرح به ونقد ديوان البحتري، و(رسالة الملائكة-ط) صغيرة، و(رسالة الغفران-ط)، و(الفصول والغايات -ط)، و(رسالة الصاهل والشاحج).