البيت العربي
عقود الدوالي أنت والخمر أشباه
عدد ابيات القصيدة:24
عقود الدوالي أنت والخمر أشباه
فــلله مــا أســنــى حـلاك وأحـلاه
عــجــبــت لدنّ لا يــخــف بــروحـهـا
كـمـا خـف بـالمـنـطـاد روح تـولاه
إذا أعـوز النـاس البـراق فـإنها
بــراق إلى عـرش الجـلالة مـرقـاه
كــأن الطـلى بـحـر فـمـن خـاض لجَّه
تـعـرّى فـلا جـنـد تُـمـاز ولا شـاه
إذا نـزل النـدمـان فـي مـلكـوتها
تـلاقـوا فـلا ذلٌّ هـنـاك ولا جـاه
إذا رسـب القـلب الحـزيـن طفت به
فـيـسـمـو إلى حيث السعادة تلقاه
ولو مـزجـوا بـالخـمـر طـيـنـة آدم
لعــاش ولم يـدرِ القـطـوبَ مـحـيـاه
إذا طـاب فـي الفردس ريّا نسيمها
فــأطـيـبُ فـي دار الشـقـاوة ريـاه
شـربـنـا وغـنـيـنا وما في عدادنا
سـوى شـارب قد باع بالخمر دنياه
كـؤوس كـجـام السـحـر يـكـشـف وحيه
لعـيـنـيـك مـن سـر العوالم أخفاه
تشابهَ في عين النديم وما انتشى
فـــوارغُ صـــف كــالثــريــا ومــلآه
تـلوح كـمـاء المُهـل أمـا مـذاقها
فمن سلسبيل الخلد في طيب سقياه
لهـا فـي يـمـيـن الشـاربـيـن توهج
إذا ما خبا قلب من الحزن أذكاه
يـكـاد إذا طـاف الغـلام بـجـامها
يـرفـرف حـوليـه الفـراش ويـغـشـاه
تـنـيـر فـلولا أن يـسـيـل رحـيقها
لقـلت لظـى أذكـى النـسيمُ شظاياه
جـرت فـي صـفـاء الدمع وهي دواؤه
فمن ذاقها لم تجر بالدمع عيناه
يـدور بـهـا السـاقي علينا كأنها
مـبـاسـمُ ثـغـر والحـبـاب ثـنـايـاه
كـليـلتـنـا والدهـر وسـنـانُ غـافلٌ
وقـد أيـقـظ العـودُ الصفاء فلبَّاه
ويـسـعـى إليـهـا الشـاربون بمجلس
يــحــف بــه عــشــب أثــيـث وأمـواه
كـأنـي أرى بـالعـيـن ضِـمْـن قـشوره
سـلافـة جـام سـوف تـجـنَـى حـمـيّـاه
كـأن حـبـوب الكـرم بـيـن سـلوكـها
كـؤوس مـن البلّور قد صاغها الله
لآلئ قـد نـيـطـت بـأسـمـاط عـسـجـد
فـصـدر الدوالي مشرق النحر تيّاه
وكـيـف حواها الكوب والكوب جامد
يـدور فـلا يـهـتز في الكف عطفاه
تـغـنـوا بـما شاؤا وغنيت بالطلى
وكـلٌّ يـغـنـي فـي الأنـام بـليـلاه
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: عباس محمود العقاد
قلت أنا بيان:
أصدر العقاد حتى سنة 1921م ثلاثة دواوين هي
يقظة الصباح 1916
وهج الظهيرة 1917
وأشباح الأصيل 1921
ضم إليها
ديواناً رابعاً هو أشجان الليل نشرها في عام 1928م في ديوان واحد باسم "ديوان العقاد".
وفي سنة 1933 أصدر ديوانين هما: وحي الأربعين وهدية الكروان
وفي سنة 1937م أصدر ديوان عابر سبيل
وفي سنة 1942م أصدر ديوانه أعاصير مغرب وكان عمره قد نيف على الخمسين.
وبعد الأعاصير1950
وما بعد البعد عام 1967م
وفي عام 1958 أصدر كتاب " ديوان من الدواوين" اختار منه باقة من قصائد الدواوين العشرة:
يقظة الصباح 1916
ووهج الظهيرة 1917
وأشباح الأصيل 1921
وأشجان الليل1928
وعابر سبيل1937
ووحي الأربعين 1942
وهدية الكروان1933
وأعاصير المغرب1942
وبعد الأعاصير1950
وقصائد من ديوان : ما بعد البعد الذي نشر لاحقا عام 1967م
وجمع الأستاذ محمد محمود حمدان ما تفرق من شعر العقاد في الصحف ولم يرد في هذه الدواوين ونشرها بعنوان "المجهول المنسي من شعر العقاد" وسوف أقوم تباعا إن شاء الله بنشر كل هذه الدواوين في موسوعتنا