البيت العربي

لا شيء كان يوحي يومها بأنّك ستأتي
عدد ابيات القصيدة:71

لا شيء كان يوحي يومها بأنّك ستأتي
لم ندّع الوفاء لكن..
قلبنا منطق الأشياء
ذلك المساء..
وبحمّى اللحظات المسروقة
وبذعر الوقت الهارب بنا
حاصرتنا بذاكرة الأمكنة
مررنا دون قصد بمحاذاة الخيانة
وكنّا لها لليلة
لا اسم لها اختارتنا
وثمّة أشياء
لم نختر أن نكون أوفياء
ذلك المساء
نذيب في فناجين البوح.. سكّر الرغبة
عن حبّ لم يبدأ
ومدينة لم تكن لنا
كنا نحتسي كلمات لا تنتهي
كم سعدنا يومها
يومها، أكثر مما قلت لي
في ذلك اليوم الذي..
أنت الذي ذات زلزال عاقبتني بمجيئك
بارتدادات الغياب
حيث يمكنني أن أقاصصك
لتأخذني صباحاً هناك
و طائرة تتربص بي
وكم الحبّ اشتهانا
لحقائب كانت جاهزة قبلك
أكثر مما فعله بي حبّك
ليلتها
وفوضى الحواس بين صوتك.. وصمتك
لكلام بيننا لم يُقل
وذلك التعاقب الشهي
أحببتُ بوحك الموارب الوجل
كان حبّي
لا شيء كان يوحي فيه أنّك ستأتي
دون توقّف
خوف إيذاء الفراشات الليليّة
كأنّك لم تأت
أنت الذي من فرط ما تأخّرت
متأخّراً.. متأخراً كما الذوات
مدهشاً.. كما البديات
مذهلاً متألّقاً ممتعاً موجعا
فاضحا كحالة ضوئيّة
لم جئتني إن كنت ستعبر كإعصار
صاعقا كغفلة
لا شيء كان يوحي يومها بأنّك ستأتي
في توجّس الكوارث العشقيّة
خبرتي العريقة
ولا أسعفتني في التهيّؤ لك
كيف لم تتنبأ بقدومك الأرصاد الجويّة
أنت القادم بتوقيت هزّة أرضيّة
مباغتاً جاء حبّك كزلزلة
وهي تقترب أكثر من قنديل الشهوة
و ترحل؟
عاصفة حبّك التي تمرّ على عجل
كنّا نبذّر الوقت ليلاً بارتشاف قهوة
أذكر.. على ضوء خافت
زلزال الحبّ المباغت
بعد أن قرّرنا أن نواجه جالسين
إلى طاولة ساهرة في مقهى
ذهبنا حيث ظننّا أنّ الصبر يذهب بنا
أكثر من حبّك أحبّها
وأذكر تلك الليلة
في ليلة، لا شيء كان يوحي فيها أنّنا
أحبّ اندهاش الحبّ بنا
أكثر من انبهارك بي
أحبّ اشتعالي المفاجئ بك
أكثر من حبّك
وتخلّف داخلي كلّ هذه الفوضى
سنلتقي
و كلّ شيء كان يجزم.. أنّني سأرحل!
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أحلام مستغانمي
كاتبة وروائية جزائرية، كان والدها محمد الشريف مشاركا في الثورة الجزائرية.
عرف السجون الفرنسية, بسبب مشاركته في مظاهرات 8 ماي 1945.
وبعد أن أطلق سراحه سنة 1947 كان قد فقد عمله بالبلدية
ومع ذلك فإنه يعتبر محظوظاً إذ لم يلق حتفه مع من مات آنذاك (45 ألف شهيد سقطوا خلال تلك المظاهرات)
وأصبح ملاحقًا من قبل الشرطة الفرنسية, بسبب نشاطه السياسي بعد حلّ حزب الشعب الجزائري.
الذي أدّى إلى ولادة حزب جبهة التحرير الوطني FLN.
عملت في الإذاعة الوطنية مما خلق لها شهرة كشاعرة، انتقلت إلى فرنسا في سبعينات القرن الماضي،
حيث تزوجت من صحفي لبناني، وفي الثمانينات نالت شهادة الدكتوراة من جامعة السوربون.
تقطن حاليا في بيروت. وهي حائزة على جائزة نجيب محفوظ للعام 1998 عن روايتها ذاكرة الجسد 1993وتم تمثيلها
في مسلسل سمي بنفس اسم الرواية للمخرج السوري نجدة أنزور
وفوضى الحواس 1997 وهي الرواية الثانية في ثلاثيتها (ذاكرة الجسد، فوضى الحواس، عابر سرير) تتحدث عن خالد الرسام جزائري وعلاقته
بابنه رفيقه المناضل سي الشريف
وعابر سبيل 2003
نسيان 2013
قلوبهم معنا وقنابلهم علينا أصدرته أحلام تزامنا مع نسيان
الأسود يليق بك 2012
ديوان عليك اللهفة 2014 بمشاركة مع الملحن مروان خوري
كتاب شهيقا كفراق2018
ديوان عليك اللهفة صدر عام 2015 عن نوفل دمغة الناشر هاشيت أنطوان