البيت العربي

شاعراً كنت قبل نظم القوافي
عدد ابيات القصيدة:17

شـاعـراً كنت قبل نظم القوافي
وأنـا اليـوم ناظم ٌغير شاعر
إن قـولي عـنـكـم غـريـبٌ وعـنـي
حــائر لا لكـم و لا لي سـائر
كـل مـا قلت لم يكن قول نفسي
ذاك صـحـوٌ والشـعـر حـلمٌ عـابر
ولأعــشْ أخــرسـاً وحـسـبـيَ نـطـقٌ
لايـعـيـه إلا الوجـود الشاعر
آه لو أدركــت إذن عــلمــتـنـي
لغـة الطـيـر أو بُـغام الجآذر
جـنـت الأم حـيـنـمـا عـلمـتـنـي
أحرفاً من لغات أهل المقابر
ليـتـنـا لم نـصـب بـنـطـق حروف
جـمـدتـنـا بـجـامدات العبائر
فـلأعـد مـن كـلامـكـم لكـلامـي
ولأعـد غـارقـاً بـبحري الزاخر
لغـة الروح مـا لهـا مـن حروف
وهي أم اللغات لولا المكابر
او مـا تـسـمـعون يا قوم مثلي
فـكـلانـا بـالآخر اليوم ساخر
ان صــوت الوجــود عــالٍ ولكــن
أذنـكـم صـمّهـا ضـجـيج الحناجر
عـاجـز عـن بـيـانـهـا فـأصيخوا
تـسـمـعـوا ما سمعته بالضمائر
فـي خـريـر المـياه تبدو معانٍ
مـسـكـراتٌ ألبـابـنـا والمشاعر
كـم دعـانـي صـوت الوجود إليه
وأنـــا صـــائحٌ بــلغــوي ســادر
كـنـت أجـري مـع الشعور فأضحى
لي شـــعـــور أجـــرّه جـــرّ آســر
أخـرسـاً صـرت بـالإشارات أهذي
لكــم بــالذي تــفـوه السـرائر
حــرتــم بــالذي أقــول وهــذا
صـدف مـن بـحـار تـلك الجـواهر
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أحمد الصافي النجفي
ولد أحمد الصافي النجفي في مدينة النجف 1897 وتوفي في بغداد، وعاش في إيران وسوريا ولبنان وتنحدر أصوله من اسرة علمية دينية يتصل نسبها بـ الإمام موسى الكاظم تعرف بآل السيد عبد العزيز، توفي والده بوباء الكوليرا الذي انتشر في العالم في تلك الفترة عندما بلغ عمره 11 عاما, فكفله أخوه الأكبر محمد رضا.
ثم توفيت والدته سنة 1912 وتلقى علومه الأدبية والدينية وبقية العلوم الطبيعية ومحاضرات عن الفلك والكواكب والطب الإسلامي في مجالس الدرس من خلال جهود علماء الدين ثم أخذ يدرس قواعد اللغة والمنطق وعلم الكلام والمعاني والبيان والأصول وشيئا من الفقه على يد الاساتذة المرموقين في النجف وبدأ يقول الشعر في سن مبكرة، عند بلوغه سن العشرين وابان الحرب العالمية الأولى انتقل من النجف إلى البصرة بحثا عن العمل, ولكنه لم يحظى بتلك الفرصة لضعف بنيته واعتلال صحته, فتركها إلى عبادان ومنها إلى الكويت.
- من أهم دواوينه ديوان هواجس
قام بترجمة العديد من الكتب والمؤلفات من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية ومن أثاره النادرة في هذا المجال ترجمته الرباعيات.
رحل عن الحياة في السابع والعشرين من شهر يونيو (حزيران) سنة 1977 في وهج الحرب الاهلية اللبنانية حيث اصابته رصاصة أطلقها عليه قناص في منتصف يناير 1976 وهو يبحث عن رغيف خبز يأكله بعد أن أمضى ثلاثة أيام لم يذق فيها الطعام, فحمله بعض المارة إلى مستشفى المقاصد, ولم يطل بها مكوثه لصعوبة الوضع القائم انذاك, فنقل إلى بغداد وقد كف بصره قبل عودته وأصبح مقعداً لابستطيع الحراك فلما وصلها انشد قائلا:
يا عودةً للدارِ ما أقساها *** أسمعُ بغدادَ ولا أراها.
وقال بعدها:
بين الرصاصِ نفدتُّ ضمنَ معاركٍ *** فبرغمِ أنفِ الموتِ ها أنا سالمُ
ولها ثقوبٌ في جداري خمسةٌ *** قد أخطأتْ جسمي وهنّ علائمُ
وهناك اجريت له عملية جراحية ناجحة لإخراج الرصاصة من صدره، ولكن العملية زادت جسده نحولا وضعفا فاسلم الروح بعد عدة أيام لبارئها وهو في "80" من عمره، بعد أن ترك تراثاً شعرياً خصباً، وترجمة دقيقة لـ رباعيات الخيام الخالدة