البيت العربي

نَحنُ الفِداءُ فَمَأخوذٌ وَمُرتَقِبٌ
عدد ابيات القصيدة:33

نَــحــنُ الفِــداءُ فَــمَــأخـوذٌ وَمُـرتَـقِـبٌ
يَــنــوبُ عَــنــكَ إِذا هَـمَّتـ بِـكَ النُـوَبُ
قَـد قـابَـلَتـكَ سُـعـودُ العَـيـشِ ضـاحِـكَةً
وَواصَــلَتــكَ وَكــانَــت أَمــسِ تَــجــتَـنِـبُ
وَنِــعــمَــةٌ مِــن أَمــيـنِ اللَهِ ضـافِـيَـةٌ
عَـلَيـكَ فـي رُتـبَـةٍ مِـن دونِهـا الرُتَـبُ
تَــمَــلَّهــا يــا أَبــا أَيّــوبَ إِنَّ لَهــا
عِـزَّ الحَـيـاةِ وَفـيـهـا الرُغبُ وَالرَهَبُ
كَـم مِـن رَجـاءٍ غَـداةَ اِقـتَـدتَ جِريَتَها
قَـد شُـدَّ فـيـهـا إِلَيـكَ الدَلوُ وَالكَربُ
مــا لِلَّيــالي أَراهـا لَيـسَ تَـجـمَـعُهـا
حــالٌ وَيَــجــمَــعُهـا مِـن جَـذمِهـا نَـسَـبُ
هــا إِنَّهــا عُــصــبَــةٌ جـاءَت مُـخـالِفَـةً
بَــعــضٌ لِبَــعــضٍ فَــخِــلنـا أَنَّهـا عُـصَـبُ
وَنَــعــذُلُ الدَهــرَ أَن وافـى بِـنـائِبَـةٍ
وَلَيــسَ لِلدَهــرِ فــيــمـا نـابَـنـا أَرَبُ
الحَـــمـــدُ لِلَّهِ حَـــمـــداً تَــمَّ واجِــبُهُ
وَنَـشـكُـرُ اللَهَ شُـكـراً مِـثـلَ مـا يَـجِـبُ
أَرضـى الزَمـانُ نُـفـوساً طالَ ما سَخِطَت
وَأَعـتَـبَ الدَهـرُ قَـوماً طالَ ما عَتِبوا
وَأَكـسَـفَ اللَهُ بـالَ الكـاشِـحـيـنَ عَـلى
وَعـدٍ وَأَبـطَـلَ مـا قـالوا وَمـا كَذَبوا
لِتَهـنِـكَ النِـعـمَـةُ المُـخـضَـرُّ جـانِـبُها
مِن بَعدِ ما اِصفَرَّ في أَرجائِها العُشُبُ
وَكــانَ أُعــطِــيَ مِــنــهــا حـاسِـدٌ حَـنِـقٌ
سُــؤلاً وَنَــيَّبــَ فــيــهــا كــاشِـحٌ كَـلِبُ
فَــمِــن دُمــوعِ عُــيــونٍ قَــلَّمــا دَمَـعَـت
وَمِـــن وَجـــيــبِ قُــلوبٍ قَــلَّمــا تَــجِــبُ
عـــافـــوكَ خَــصَّكــَ مَــكــروهٌ فَــعَــمَّهــُمُ
ثُــمَّ اِنــجَــلى فَــتَــجَــلَّت أَوجُهٌ شُــحُــبُ
بِـحُـسـنِ رَأيِ أَمـيـرِ المُـؤمِـنـيـنَ وَمـا
لِصـــاعِـــدٍ وَهـــوَ مَـــوصــولٌ بِهِ نَــسَــبُ
مــا كــانَ إِلّا مُــكــافــاةً وَتَــكـرِمَـةٍ
هَـذا الرِضـا وَاِمـتِـحـانـاً ذَلِكَ الغَضَبُ
وَرِبَّمــا كــانَ مَــكــروهُ الأُمــورِ إِلى
مَــحــبـوبِهـا سَـبَـبـاً مـا مِـثـلَهُ سَـبَـبُ
هَـــذي مَـــخــايِــلُ بَــرقٍ خَــلفَهُ مَــطَــرٌ
جَـــــودٌ وَوَريُ زِنـــــادٍ خَــــلفَهُ لَهَــــبُ
وَأَزرَقُ الفَــجــرِ يَـأتـي قَـبـلَ أَبـيَـضِهِ
وَأَوَّلُ الغَــيــثِ قَــطــرٌ ثُــمَّ يَــنــسَـكِـبُ
إِنَّ الخَــليــفَــةَ قَــد جَــدَّت عَــزيـمَـتُهُ
فــيــمــا يُــريــدُ وَمـا فـي جِـدِّهِ لَعِـبُ
رَآكَ إِن وَقَـفـوا فـي الأَمـرِ تَـسـبِقُهُم
هَـديـاً وَإِن خَـمَـدوا في الرَأيِ تَلتَهِبُ
كَــأَنَّنــي بِــكَ قَــد قُــلِّدتَ أَعــظَــمَهــا
أَمــراً فَــلا مُــنــكَـرٌ بِـدعٌ وَلا عَـجَـبُ
فَــلا تَهُــمُّ بِــتَــقــصــيــرٍ وَلا طَــبــعٍ
وَلَو هَــمَــمــتَ نَهـاكَ الديـنُ وَالحَـسَـبُ
قَـــلبٌ يُـــطِـــلُّ عَـــلى أَفــكــارِهِ وَيَــدٌ
تُـمـضـي الأُمـورَ وَنَـفـسٌ لَهوُها التَعَبُ
وَقــاطِــعٌ لِلخُــصــومِ اللُدِّ إِن نَــخِـبَـت
قُـــلوبُهُـــم فَــسَــرايــا عَــزمِهِ نُــخَــبُ
لا يَـتَـحَـظّـى كَـمـا اِحتَجَّ البَخيلُ وَلا
يُـــحِـــبُّ مِـــن مـــالِهِ إِلّا الَّذي يَهِــبُ
حُــلوُ الحَــديـثِ إِذا أَعـطـى مُـسـايِـرَهُ
تِـلكَ الأَعـاجيبَ أَصغى المَوكِبُ اللَجِبُ
لَولا مَــواهِــبُ يُـخـفـيـهـا وَيُـعـلِنُهـا
لَقُــلتُ مــا حَــدَّثــوا عَـن حـاتِـمٍ كَـذِبُ
يـا طـالِبَ المَـجـدِ لا يَلوي عَلى أَحَدٍ
بِـــالجِـــدِّ مِـــن طَـــلَبٍ كَـــأَنَّهـــُ هَــرَبُ
إِسـلَم سَـلِمـتَ عَـلى الأَيـامِ مـا بَقِيَت
قَــرارِنُ الدَهــرِ وَالأَيــامُ وَالحِــقَــبُ
وَلا أَمُــنُّ عَــلَيــكَ الشُــكــرَ مُــتَّصــِلاً
إِذا بَــعُــدتُ وَمَــنّــي حــيــنَ أَقــتَــرِبُ
وَمــا صَــحِــبــتُــكَ عَـن خَـوفٍ وَلا طَـمَـعِ
بَــلِ الشَــمــائِلُ وَالأَخــلاقُ تَـصـطَـحِـبُ