قصيدة من الهاتف الداعي أقيس أرى للشاعر أحمد شوقي

البيت العربي

من الهاتف الداعي؟ أقيس أرى


عدد ابيات القصيدة:33


من الهاتف الداعي؟ أقيس أرى
مــن الهــاتــف الداعــيــ؟ أقــيــس أرى
مــاذا وقــوفــك والفــتـيـان قـد سـاروا
وبــاتــت خـيـامـي خـطـوةً مـن خـيـامـهـا
فــلم يــشــفــنـي مـنـهـا جـوار ولا قـرب
ألمّ عـــلى أبـــيــات ليــلى بــيَ الهــوى
ومــا غــيــرَ أبــيـاتـي دليـل ولا ركـب
مــلأتُ ســمــاء البــيـد عـشـقـا وأرضـهـا
وحُـــمِّلـــتُ وحـــدي ذلك العـــشــق يــا رب
ســجــا الليــل حـتـى هـاج لي والهـوى
ومـا البـيـد الا الليـل والشعر والحب
امــض قــيــس امــض جــئت تــطــلب نــارا
أم تــري جــئت تــشــعــل البــيــت نــارا
وغـــــــــــزال جـــــــــــفـــــــــــونـــــــــــه
ســـــــرقـــــــت عــــــيــــــنــــــك الحــــــور
وريـــــــاح حـــــــســـــــبـــــــتـــــــهـــــــا
جــــــــــررت ذيــــــــــلك العـــــــــطـــــــــر
رب فـــــــــــجـــــــــــر ســـــــــــألتـــــــــــه
هــــل تــــنــــفــــســــت فــــي الســــحــــر
ويــــــــح عــــــــيــــــــنـــــــي مـــــــا أرى
قـــــيـــــســـــ: ليـــــلى خـــــذ الحـــــذر!
لســــــــت كــــــــالغــــــــيــــــــد لا ولا
قــــــمـــــر البـــــيـــــد كـــــالقـــــمـــــر
غـــــــرت ليـــــــلى مــــــن المــــــهــــــا
والمــــــهــــــا مــــــنــــــك لم تـــــغـــــر
أتــــــــرى قــــــــد ســــــــلوتـــــــنـــــــا
وعــــــشــــــقـــــت المـــــهـــــا الأخـــــر؟
لك فــــــــيــــــــهــــــــا قــــــــصــــــــائد
جـــــــاوزتـــــــهـــــــا الى الحـــــــضــــــر
نــــــبــــــنــــــي قــــــيــــــس مــــــا الذي
لك فــــــي البــــــيــــــد مـــــن وطـــــر؟
إذا طــاف قــلبــي حــولهــا جــن شــوقــه
كــذلك يـطـفـي الغـلة المـنـهـل العـذب
أشــــــــــــــرح الشـــــــــــــوق كـــــــــــــله
أم مــــــن الشــــــوق أخــــــتــــــصــــــر؟
قــــــد تــــــحــــــمــــــلت فـــــي الهـــــوى
فـــــوق مـــــا يـــــحـــــمــــل البــــشــــر
لك قــــــــــلب فــــــــــســـــــــله يـــــــــا
قـــــيـــــس يـــــنـــــبــــئك بــــالخــــبــــر
أتـــــــجـــــــديـــــــنـــــــ؟ مــــــافــــــؤا
دي حــــــــــديــــــــــد ولا حـــــــــجـــــــــر
جـــــمـــــعـــــتـــــنـــــا فـــــأحــــســــنــــت
ســــــاعـــــة تـــــفـــــضـــــل العـــــمـــــر
قـــــيـــــس ؟ ليـــــلى بـــــجـــــانـــــبــــي
كــــــــل شــــــــيــــــــء إذن حـــــــضـــــــر
كـــم جـــئت ليــلى بــأســبــاب مــلفــقــة
مــا كــان أكــثــر أســبــابــي وعــلاتــي
بــالروح ليــلى قـضـت لي حـاجـة عـرضـت
مــا ضــرهــا لو قــضــت للقــلب حــاجــات
خـــــــــذي وعـــــــــاء وامــــــــلئيــــــــه
لابـــــــن عـــــــمـــــــي حـــــــطـــــــبـــــــا
عــــــفــــــراء مــــــولاتــــــي تـــــعـــــا
لي نـــــــقـــــــض حــــــقــــــا وجــــــبــــــا
مـــــتـــــعـــــت ليـــــلى بــــالحــــيــــاة
وبـــــــــــــــلغـــــــــــــــت الأربــــــــــــــا
قــــيــــس ابــــن عــــمــــي عــــنــــدنــــا
يـــــا مـــــرحــــبــــا يــــا مــــرحــــبــــا
ليلى، انتظر قيس، ليلى ما وراء أبي؟
هــذا ابــن عــمـك مـا فـي بـيـتـهـم نـار
مــا كــان مــن حــطــب جـزل بـسـاحـتـهـا
أودى الريـــاح بـــه والضــيــف والجــار
مـا كـنت يا عم فيهم : أين كنت إذن؟
فـي الدار حـتـى خـلت مـن نـارنا الدار
لســــــــــــت ليــــــــــــلاى داريــــــــــــا
كــــــيـــــف أشـــــكـــــو وأنـــــفـــــجـــــر؟
يـــحـــن إذا شــطــت ويــصــبــو إذا دنــت
فـيـا ويـح قـلبـي كـم يـحـن وكـم يـصبو
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.
مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932
تصنيفات قصيدة من الهاتف الداعي؟ أقيس أرى