قصيدة هذه خشبة للشاعر مؤيد الشيباني

البيت العربي

هذه خشبةْ


عدد ابيات القصيدة:36


هذه خشبةْ
هذه خشبةْ
سوف تغدو نقوشا على السقفِ أو ربما عتَبَهْ
سوف يأخذ نجارُها ما بحاجتهِ ثم يرمي البقيةَ
يأخذها عابرٌ ليرقّعَ بابَ غريفتهِ
ثم يرمي صغائرَ أطرافها ليشذبها بائعٌ ويثبّت أرجلَ طاولةٍ مائلة
ولأنّ بقيّتها امتزجت بزوايا المكانِ
أحاط بها النملُ خيطا فخيطا .. وسدّ الثقوبَ
فلا قلقٌ من شتاءٍ ولا مسغبة
ربما هذه الخشبة
لن تمرَ بهذي الحكايةِ واختار نجارُها مصطبةْ
وقبيلَ الغروبِ انتهى فوقها رجلٌ حائرٌ يتفكرُ في أفقٍ غائمٍ
أين يمضي إذا أغلقَ القائمون الحديقةَ؟
ها إنه الآن أوحدُ مَنْ في المكانِ
سوى قطراتٍ أطلت من الغيمِ
ثم غفا عاشقانِ هنا وتعالى أنينُ الصعودِ، وطارا بها
والحديقة أغلقها القائمون
وظلّ الغريبُ بلا مصطبة
ربما هذه الخشبة
لم يعد ـ ذات يومٍ من التلّ ـ حطابُها
فازدهى الشجرُ الشاهقُ المتمايلُ
وانتظرت عند جذع المسافةِ زوجتُه
علّه يتشمم عطر النشارةِ ، لكنه لم يعدْ ، لم يعدْ
كيف يحملُه الأصدقاءُ إلى المقبرة ؟
هكذا تقطع الخشبة
مربّعةٌ قدرَ كفينِ ، ثم تجيءُ إلى النهرِ ليلا
وتشعل شمع النذورِ عسى يرجعُ الغائبُون
عسى فجأة يطرقون على البابِ
عندئذٍ هذه الخشبة
سوف ترجف مثل القلوبِ وتفلت من جذعها ملءَ أشواقها
ربما لم تعد بين طابوقتين
ربما الآن موصدةٌ في سفينة نوحٍ
لا الحمامةُ طارت ولا هي حطّت
لينجوَ من كل زوجين اثنان
ربما غرقت ثم جفت مياه الحياةِ
وعادت إلى روحها الخشبة
ليعودَ إلى الأرضِ نوحٌ جديدٌ ويبني سفينته السابعة
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

 
مؤيد الشيباني