قصيدة أعاذل قد نهيت فما انتهيت للشاعر بَشّارِ بنِ بُرد

البيت العربي

أَعاذِلَ قَد نَهَيتِ فَما اِنتَهَيتُ


عدد ابيات القصيدة:25


أَعاذِلَ قَد نَهَيتِ فَما اِنتَهَيتُ
أَعـاذِلَ قَـد نَهَيتِ فَما اِنتَهَيتُ
وَقَد طالَ العِتابُ فَما اِنثَنَيتُ
أَعـاذِلَ مـا مَـلَكـتِ فَـأَقـسِريني
وَمـا اللَذّاتُ إِلّا مـا اِشتَهَيتُ
أُطـيـعُـكِ مـا عَـطَـفـتِ عَـلَيَّ بِرّاً
وَإِن حـاوَلتِ مَـعـصِـيَـتـي عَـصَـيتُ
أَعـاذِلَ قَـد كَـبِـرتُ وَفِـيَّ مَـلهىً
وَلَو أَجـرَيـتُ غـايَـتَـكِ اِرعَـوَيتُ
لَقَـد نَـظَـرَ الوُشـاةُ إِلَيَّ شَزراً
وَمِـن نَـظَري إِلَيها ما اِشتَفَيتُ
وَقَـالوا قَـد تَـعَـرَّضَ كَي يَراها
وَمــاذا ضَــرَّهُــم مِــمّــا رَأَيــتُ
وَمــا كَــلَّفــتُهـا إِلّا جَـمـيـلاً
وَلا عــاهَــدتُهــا إِلّا وَفَــيــتُ
وَيَـومَ ذَكَـرتُها في الشَربِ إِنّي
إِذا عَرَضَ الحَديثُ بِها اِعتَدَيتُ
شَـرِبـتُ زُجـاجَـةً وَبَـكَـيـتُ أُخـرى
فَـراحـوا مُنتَشينَ وَما اِنتَشَيتُ
وَمـا يَـخفى عَلى النُدَماءِ أَنّي
أُجـيـدُ بِها الغِناءَ وَإِن كَنَيتُ
وَأَتـبَـعـتُ المُـنـى بِـنَجادِ لَيتٍ
وَمـا يُـغـنـي عَنِ الطَّرَباتِ لَيتُ
وَجـارِيَـةٍ يَـسـورُ بِـنـا هَـواهـا
كَـمـا سـارَت مُـشَـعـشَـعَـةٌ كُـمَـيتُ
يُـزَيِّنـُ وَجـهُهـا خَـلقـاً عَـمـيماً
وَزَيَّنــَ وَجــهَهــا حَــسَــبٌ وَبَـيـتُ
إِذا قَـرُبَـت شَـفَـيتُ بِها سَقاماً
عَـلى كَـبِـدي وَإِن شَـحَـطَـت بَكَيتُ
نَـسَـجتُ لَها القَريضَ بِماءِ وُدّي
لِتَــلبَــسَهُ وَتَـشـرَبَ مـا سَـقَـيـتُ
وَدَسَّتــ فـي الكِـتـابِ إِلَيَّ إِنّـي
وَقَـيـتُـكَ لَو أَرى خَـلَلاً مَـضَـيتُ
عَـلى مـا قَـد عَـلِمتَ جُنونُ أُمّي
وَأَعـيُـنُ إِخـوَتـي مُـنـذُ اِرتَدَيتُ
يَـقـولونَ اِنـعَـمي وَيَرَونَ عاراً
خُـروجـي إِن رَكِـبـتُ وَإِن مَـشَـيتُ
وَمِـن طَـرَبـي إِلَيـكِ خَشَعتُ فيهِم
كَـمـا يَـتَـخَـشَّعـُ الفَرَسُ السُكَيتُ
وَقَـد قـامَـت وَليـدَتُهـا تُـغَـنّـي
عَـشِـيَّةـَ جـاءَهـا أَنّـي اِشـتَـكَيتُ
تَـقـولُ وَدُفُّهـا زَجَـلُ النَـواحـي
إِذا أُمّــي أَبَــت صِـلَتـي أَبَـيـتُ
دَعـانـي مَـن هَـويـتُ فَـلَم أُجِبهُ
وَلَو أَسـطـيـعُ حـيـنَ دَعـا سَعَيتُ
أَلا يــا أُمَّتـا لا كُـنـتِ أُمّـاً
أَأُمــنَـعُ مـا أُحِـبُّ وَقَـد غَـلَيـتُ
أَمِــن حَــجَـرٍ فُـؤادُكِ أَم حَـديـدٍ
وَمـا يَـدري العَشيرُ بِما دَرَيتُ
وَمـا تَـرثـيـنَ لي مِـمّـا أُلاقي
وَإِنَّكــِ لَو عَــشِـقـتِ إِذا رَثَـيـتُ
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

بشار بن برد العُقيلي، أبو معاذ.
أشعر المولدين على الإطلاق. أصله من طخارستان غربي نهر جيحون ونسبته إلى امرأة عقيلية قيل أنها أعتقته من الرق. كان ضريراً.
نشأ في البصرة وقدم بغداد، وأدرك الدولتين الأموية والعباسية، وشعره كثير متفرق من الطبقة الأولى، جمع بعضه في ديوان. اتهم بالزندقة فمات ضرباً بالسياط، ودفن بالبصرة
تصنيفات قصيدة أَعاذِلَ قَد نَهَيتِ فَما اِنتَهَيتُ