قصيدة أهل المدائن في الحقيقة نازحون للشاعر وليد علاء الدين

البيت العربي

أهلُ المدائن في الحقيقة نازحون ..


عدد ابيات القصيدة:57


أهلُ المدائن في الحقيقة نازحون ..
أهلُ المدائن في الحقيقة نازحون ..
وأنا المُعادُ بن المعادِ من البشر ..
تغتالني كل اللغات /
تردني لغتي إلي
أنا المسافر في براح من غناء .. فاسمعوني ..
علَّني .. من فرط ما قد مسَّني
أرنو إليكم باسماً
وأعيذكم أن تَتْبعوني
فأعيد أغنية النزوحِ عليكمُ ..
ما عُدْتُ أعرفُ – حين أصنع خطوتين بسكةٍ –
أيَّ البلادِ تضمُّني:
كل البلادِ تَجَرَّدتْ
والنهرُ سَرَّبَ لافتاتٍ رافضاتٍ في وريديَّ
والجنودُ مُدَجَّجونّ كأنَّهم طَيْرٌ
أبابيلٌ سترميني بحصباءَ ..
مِنَ النارِ
ومدينتي
حَجَرٌ بلا حَذَرٍ يقاسمني مفاتنَها.
لا بيتَ أسكنُ غيرَ بيتٍ من قصيدٍ
ليسَ يملكُ أن يُعيدَ مسافراً
نَزَحتْ هُمومُ السَالِفينَ لعندهِ
وتتابعتْ جُوَقُ الطيورِ الحائماتِ
تَبثُّه خيطَ الخطيئةِ سَافراً
رشقوا الجنودَ مُدَجَّجينَ على حَوَافّ بلادِهِمْ
والنازحونَ سيجلبونَ التمرَ
كيما يزرعونَ فَسَائِلَ..
ويُروّجُونَ البُّرَ
والعسلَ المصفّى/
يُنشِئونَ عَواصمَ...
ويُزوّجونَ الخبزَ للَّبنِ الحلالِ/
يُؤقلمونَ مدائنَ..
أنا نازحٌ
قَضَّتْ مضَاجعَهُ الجنودُ
ويممَّت منه القصائدُ وجهها شطر الهمومِ
توزَّعَته قواعدُ اللغةِ الحرونِ
أعطته سرَّ غيابه أثداؤها
بَثَّتْ لِفيهِ مرارةً بين الذين اعوجَّ طرفُ لسانهم ..
أنا نازحٌ
يجتاحنى قلقٌ هَصورْ
والنازحونَ :
هُمُ الذين يُمرِّرونَ غيابَهُم
جَمْراً
على سَفَرٍ
كأنَّ الريحَ تَسْكُنُهُ
(يا نازحينَ)
إنِّي انطلقتُ
خرجتُ من رَحِمِ النُبوءةِ مارقاً /
واحتلتُ حتى أطلقتني القابلةْ
أسرجتُ خيلَ خياليَّ المهتاجِ
إني
أنا المُهَلْهَل:
أوثقوا نظراتكم في ظلَّ ظليَّ واتبعوني
لستُ أعبأ بالجنودِ
فثبِّتوا أثرَ النعال على الرمالِ
وخلَّفوا وقعَ الحوافرِ والنبالِ ...
تحلَّقوا حولي ..
فأُنشدكم قصيدي.
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

وليد علاء الدين، شاعر وكاتب مسرحي وإعلامي مصري، ولد عام 1973م، يعمل بالصحافة الثقافية منذ عام 1996م . يعمل حالياً مديراً لتحرير مجلة (تراث) الصادرة من أبوظبي.
صدر له في الشعر: (تردني لغتي إلي)، و(تفسر أعضاءها للوقت)، وفي المسرح (العصفور) الحاصلة على جائزة الشارقة للإبداع العربي، و(72 ساعة عفو) الحائزة على جائزة ساويرس لأفضل نص مسرحي، وفي الرحلة (خطوات باتساع الأزرق، مشاهدات من رحلة إلى الجزائر). وفي الدراسات الثقافية (واحد مصري)، وفي الرواية (ابن القبطية).
نال عدة جوائز منها جائزة الشارقة للإبداع العربي في المسرح، وجائزة ساويرس لأفضل نص مسرحي، وجائزة أدب الحرب المصرية للقصة القصيرة، وجائزة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات (غانم غباش) للقصة القصيرة.
تُرجمت مختارات من نصوصه الشعرية إلى اللغتين الفرنسية والفارسية.
وله قيد الطبع في المسرح (مولانا المقدم) وفي الدراسات الثقافية: (شجرة، وطن، دين).
كاتب مقالة صحفية، له مقالات دورية في جريدة المصري اليوم القاهرية، وصحيفة العرب – لندن، وموقع "بتانة" الثقافي، وبوابة الأهرام القاهرية، وغيرها.
يصف الناقد الدكتور أيمن بكر  تجربة وليد علاء الدين الشعرية قائلاً: (اتسعت دائرة القول، وربما تشابهت الأصوات في المشهد الشعري المعاصر، بحيث صار من الصعب أن تتعرف على نبرة شاعر بعينه.

تصنيفات قصيدة أهلُ المدائن في الحقيقة نازحون ..