قصيدة هم الصحاب يفاجئونك بالكلام للشاعر وليد علاء الدين

البيت العربي

هُم الصِحابُ يفاجئونكَ بالكلامِ


عدد ابيات القصيدة:61


هُم الصِحابُ يفاجئونكَ بالكلامِ
هُم الصِحابُ يفاجئونكَ بالكلامِ
عن المواسمِ والحصادِ..
يُباغتونكَ باللغات المُشتهاةِ..
العاشقونَ/ العاشقونْ...
ليسَ يدخُلُ بدرُهُم طَورَ المحاقِ..
من ذا يُضمِّخُكَ ابتداءً
بالهوى فرداً ؛
لتُمعِنَ دورةً في دورةٍ ؛
حتى انتهاءك عاشقاً ..
من ذَا !!
النبيونَ الذين تَبِعْتَهُمْ...
قَلَبوا حياتَكَ ثم غَطَّوا في الصلاةِ..
وما استقمَتَ !!
كلُّ الرفاقِ تَشرَّبوك وخلَّفوا فيك المرارةَ ..
" لا صحبَ في الصحبِ الذين...."
والبنتُ: تلك المصطفاةُ كوردةٍ
قد سرَّبتْ أعضاءها في يمِّ قلبكَ..
أربكتكَ..
وأورثتكَ الاشتهاء..
فهل تقولُ بأّنَّ خَيْلَ الّمَدِّ رُدَّتْ /
فَاسْتَرِحْ / مُتْ
رائعاً/
أو ضارباً عُمْقَ المراوغةِ العقيمةِ
والغبيةِ كالعفنْ ..؟
هل تقولُ: النيلُ أَلقتْ بيضَها العنقاءُ فيه ..
فليس يصلح للسباحة ..
ليس يصلحُ
لاغتسالك من جناباتْ الزمنْ ..
ليس يصلح
غير أن (يُتَخَيَّل) ..
عندَ الكلام عن الوطنْ ..
والانتماء المُرْتَبك !!
هم الصحابُ يُدَغْدِغونَ الأُمسياتِ
بذكرهمْ طيفَ الحبيبةِ
يرسمونك بُؤبُؤاً في عينها
أو يصطفونكَ للهوى والعشق ..
فرداً/ سامقاً
ويُخَايِلونَ عنْ الوطنْ ..
حِنَّاءَهُ قد يَمْنَحُونَكَ بغتةً..
كي تستقيمَ مُردداً:
لا زلت أرجو غَيمَةً لا تُستباحُ ولا تُحَدّْ
تُصغى لأصغرِ نَبْضَةٍ لا تستقيمُ لدى أحدْ
وطناً تكونُ فأنتمي ..
وطناً تكونُ ..
لأستجيرَ من البددْ
بل قُلْ لهم:
منذ التقتْ روحَاكُمَا ..
هيّ الحبيبةُ لم تقلْ شيئاً يُفيدُ !!
وقُلْ لهم:
إن الشموسَ تدحرجتْ ..
وتعطلَّتْ خيلُ المسافرِ
والمَدى .. صارَ انتماءً للغيومِ
تداخلت سِككُ الوصولِ بِكَفِّ روحكَ – مُرْغَماً
قد أرهقتكَ كؤوسهم
فاشربْ وذُبْ
أو ذُبْ وغنِّى هاوياً طَرِباً ..
وذُبْ
وإِذْ تَبَدَّى سُكْرُهم أَعْلِنْ عليهم /
قُل لهم:
لا شيء عندي ممكنٌ
حتى الحبيبةَ .. والوطنْ.
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

وليد علاء الدين، شاعر وكاتب مسرحي وإعلامي مصري، ولد عام 1973م، يعمل بالصحافة الثقافية منذ عام 1996م . يعمل حالياً مديراً لتحرير مجلة (تراث) الصادرة من أبوظبي.
صدر له في الشعر: (تردني لغتي إلي)، و(تفسر أعضاءها للوقت)، وفي المسرح (العصفور) الحاصلة على جائزة الشارقة للإبداع العربي، و(72 ساعة عفو) الحائزة على جائزة ساويرس لأفضل نص مسرحي، وفي الرحلة (خطوات باتساع الأزرق، مشاهدات من رحلة إلى الجزائر). وفي الدراسات الثقافية (واحد مصري)، وفي الرواية (ابن القبطية).
نال عدة جوائز منها جائزة الشارقة للإبداع العربي في المسرح، وجائزة ساويرس لأفضل نص مسرحي، وجائزة أدب الحرب المصرية للقصة القصيرة، وجائزة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات (غانم غباش) للقصة القصيرة.
تُرجمت مختارات من نصوصه الشعرية إلى اللغتين الفرنسية والفارسية.
وله قيد الطبع في المسرح (مولانا المقدم) وفي الدراسات الثقافية: (شجرة، وطن، دين).
كاتب مقالة صحفية، له مقالات دورية في جريدة المصري اليوم القاهرية، وصحيفة العرب – لندن، وموقع "بتانة" الثقافي، وبوابة الأهرام القاهرية، وغيرها.
يصف الناقد الدكتور أيمن بكر  تجربة وليد علاء الدين الشعرية قائلاً: (اتسعت دائرة القول، وربما تشابهت الأصوات في المشهد الشعري المعاصر، بحيث صار من الصعب أن تتعرف على نبرة شاعر بعينه.

تصنيفات قصيدة هُم الصِحابُ يفاجئونكَ بالكلامِ