البيت العربي

لمَّا وجدتُ .. وهِمتُ ..
عدد ابيات القصيدة:86

لمَّا وجدتُ .. وهِمتُ ..
تَفرّقتُ عبرَ أقاليمِ بَوْحٍ ..
وَجُدْتُ بِرُوحٍ ..
ورُحتُ ..
وجدتُ مَهَاةً تجولُ بأنحاءِ دَوْحٍ..
و ما كنتُ وحدي -
صعدتُ
قالتْ: يا أنتم .. عُصفورٌ قلبيَّ ..
إِنْ عَشَّشَ – أُشْرِقْ؛
فلتأتوا سعياً – أفواجاً وفُرادَى -
هرولةً ..
ويُسرِّبُ كلٌ منكم أسباباً؛
كيما أدرككم في مَوْقِفِ شَوْفي ..
ويُنضِّد لي عُشّا ..
قلتُ : أجيئك
أسكب رأسي في دار قلائدها الورقاء وأسكب فيها خمري
واجتزتُ فضائيْ الرَحبَ
صعدتُ أُغنِّي :
أَمحبوبةَ القلبِ منْ بي
للأُفْقِ باحَ .. وللمَدى عني
فلاحَا لعينيَّ /
حُلواً / حريقاً!!
وقلتُ : أجيئُكِ – آنستً ناراً –
لعلِّي .. أُكفِّرُ في مُقلتيكِ احتمالات غيّ
وكنت انفلتُّ
أجرُّ الشوارعَ جَرَّاً إليكِ
أُغنِّي:
فهل كنتُ مهرَ .. المسافات أَمْ
في فَوْرَةِ العشقِ .. والشوق كَمْ
قد فرَّ مُهرُ المسافاتِ منِّي !!
تناءتْ قليلاً
وأَرْخَتْ عباءةَ الوقتِ -
علي سِدرة النُورِ
قالتْ: يا أنتم .. مولودٌ قلبيَّ
إِنْ يَكْبِرُ؛ أُشْرِقْ ..
هاتوا لي بَدْرَاً ..
أنقشُ سِرِّي فيهِ ..
هاتفةً: تَعِبَتْ
وتهاوتْ أوراقي في سِكَكِ البَوْحِ ..
وقالتْ: لمَّا كنتُ تهيّأتُ
أُلملمُ أطرافَ عباءةِ سرِّي
جِئْتُمْ !!
فأرتِّبُكُم كالصفِّ الواحد ...
أتلو ما يتيسر من أخباري فيكم.
هيَّ لا تَفنَي
هيَّ لنْ تَفنَي ...
قلتُ:
أُرتَّبُ في الصفِّ علي حَسْبِ الوَجْدِ ؛
قد جئتكِ أسعى
لملمتُ مواجيد القلبِ ..
ورُحتُ أُغنِّي :
وهل كنتُ في أوّلِ الصفِّ أَمْ
قد كان بالصفِّ من
قد زَادَ في الشوقِ عنِّي !! "
تجارتْ ليُنبوعِ ماءٍ .. وأرخَتْ عباءةَ الوقتِ
على سِدرة الماء قالت:
يا أنتم .. مصفودٌ قلبيَّ
إن أزهرَ .. أُشْرِقُ ..
هاتوا لي ..
قروياً يعشقْ ..
أتملَّى فيه صَبَابَتَهُ
عُنقوداً
يتراقصُ تحتَ ضياءِ القمرِ
أرقصُ معه .. كي أرقَى
وأرقَّ، أشُفَّ
أبدو قِنديلاً سهَّدهُ الأرقُ
وقالت
وقد أوقفتني في موقف الأنس منها:
لمَّا سيأتي
أتجلّي
يرقص في حَضْرَتي
وأرْقُصُ في حَضرتِهِ
أسَّاقط مِنْديلاً بَلَّلَهْ العَرَقُ
أتشقَّقُ
أنشقُّ وأرتدُّ إليهِ
يُنْبِتُ في سِدْرَتِيَّ
وأُنْبِتُ في سِدْرَتِهِ
أتوحَّدُ فيهِ ...
أتقطَّرُ عطراً
يجمعكم من فلوات الأرضِ
يا أنتمْ
" يُنقذكم مما عَنِتُمْ "
فهل عندَ تساقطِ قَطْرِ ندايا تلكأتم !
غوصوا في الظلمة ...
حتى أرفع منديلَ الليل قليلاً ...
حباتٍ .. حباتْ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: وليد علاء الدين
صدر له في الشعر: (تردني لغتي إلي)، و(تفسر أعضاءها للوقت)، وفي المسرح (العصفور) الحاصلة على جائزة الشارقة للإبداع العربي، و(72 ساعة عفو) الحائزة على جائزة ساويرس لأفضل نص مسرحي، وفي الرحلة (خطوات باتساع الأزرق، مشاهدات من رحلة إلى الجزائر). وفي الدراسات الثقافية (واحد مصري)، وفي الرواية (ابن القبطية).
نال عدة جوائز منها جائزة الشارقة للإبداع العربي في المسرح، وجائزة ساويرس لأفضل نص مسرحي، وجائزة أدب الحرب المصرية للقصة القصيرة، وجائزة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات (غانم غباش) للقصة القصيرة.
تُرجمت مختارات من نصوصه الشعرية إلى اللغتين الفرنسية والفارسية.
وله قيد الطبع في المسرح (مولانا المقدم) وفي الدراسات الثقافية: (شجرة، وطن، دين).
كاتب مقالة صحفية، له مقالات دورية في جريدة المصري اليوم القاهرية، وصحيفة العرب – لندن، وموقع "بتانة" الثقافي، وبوابة الأهرام القاهرية، وغيرها.
يصف الناقد الدكتور أيمن بكر تجربة وليد علاء الدين الشعرية قائلاً: (اتسعت دائرة القول، وربما تشابهت الأصوات في المشهد الشعري المعاصر، بحيث صار من الصعب أن تتعرف على نبرة شاعر بعينه.