قصيدة تخلي الطبيعة أشياءها للشاعر وليد علاء الدين

البيت العربي

تُخلًّي الطبيعةُ أشياءَها:


عدد ابيات القصيدة:35


تُخلًّي الطبيعةُ أشياءَها:
تُخلًّي الطبيعةُ أشياءَها:
فلا يستضيف الورقُ الحبرَ
ويستعصي الحجرُ على سِنِّ الأزميل
كذا الأخشابُ..
ويصد الجلدُ شروط الدبغ
وماءَ الأصباغ ..
وينتهزُ لحاءُ الأشجار الوقتَ ويهجر حكمته،
الطين يغادر طينته :
يختصم التشكيل،
ويصحو الحاسب مندهشا
من هول فراغ الذاكرة
تتراخى الأسلاكُ فلا تحملُ نبضاً أو ومضا:
تتجمد موجات البرق،
تتعفن حزمات الضوء
وتنتحر الألياف...
تتهاوي أقمارٌ تتكشف صنعتها..
ويضن الموج بحمل القنينة
وتضن القنينة أن تقطع رحلتها سابحة،
وتنوء حماماتُ المدِّ
بضرب شراع الريح
إلى موئلها..
فتحلِّق عبر دوائر ضيقة..
تتسع ولا تنفتحُ..
وتُساق الخيلُ لغير الفتح..
ويضن رفيقيَّ في غربتي عليَّ
بحمل رسائل من منفاي إليكِ.
ورُغم طلاق الطبيعة أشياءها
في الشرفة،
أجلس وحديَّ
حيث اعتدتُ
أمعن –فينا- تفكيري
فأرى أنكِ حاضرةٌ
بكل بهاء الطبيعة فيكِ
أنا وأنتِ ..طبيعةٌ
لا تتخلى عن أشيائها
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

وليد علاء الدين، شاعر وكاتب مسرحي وإعلامي مصري، ولد عام 1973م، يعمل بالصحافة الثقافية منذ عام 1996م . يعمل حالياً مديراً لتحرير مجلة (تراث) الصادرة من أبوظبي.
صدر له في الشعر: (تردني لغتي إلي)، و(تفسر أعضاءها للوقت)، وفي المسرح (العصفور) الحاصلة على جائزة الشارقة للإبداع العربي، و(72 ساعة عفو) الحائزة على جائزة ساويرس لأفضل نص مسرحي، وفي الرحلة (خطوات باتساع الأزرق، مشاهدات من رحلة إلى الجزائر). وفي الدراسات الثقافية (واحد مصري)، وفي الرواية (ابن القبطية).
نال عدة جوائز منها جائزة الشارقة للإبداع العربي في المسرح، وجائزة ساويرس لأفضل نص مسرحي، وجائزة أدب الحرب المصرية للقصة القصيرة، وجائزة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات (غانم غباش) للقصة القصيرة.
تُرجمت مختارات من نصوصه الشعرية إلى اللغتين الفرنسية والفارسية.
وله قيد الطبع في المسرح (مولانا المقدم) وفي الدراسات الثقافية: (شجرة، وطن، دين).
كاتب مقالة صحفية، له مقالات دورية في جريدة المصري اليوم القاهرية، وصحيفة العرب – لندن، وموقع "بتانة" الثقافي، وبوابة الأهرام القاهرية، وغيرها.
يصف الناقد الدكتور أيمن بكر  تجربة وليد علاء الدين الشعرية قائلاً: (اتسعت دائرة القول، وربما تشابهت الأصوات في المشهد الشعري المعاصر، بحيث صار من الصعب أن تتعرف على نبرة شاعر بعينه.

تصنيفات قصيدة تُخلًّي الطبيعةُ أشياءَها: