البيت العربي

رَضيتَ لِنَفسِكَ سَوءاتِها


عدد ابيات القصيدة:15


رَضيتَ لِنَفسِكَ سَوءاتِها
رَضــيــتَ لِنَــفــسِــكَ سَـوءاتِهـا
وَلَم تَــألُ حُــبّـاً لِمَـرضـاتِهـا
وَحَــسَّنــتَ أَقــبَــحَ أَعــمـالِهـا
وَصَــــغَّرتَ أَكــــبَـــرَ زَلّاتِهـــا
وَكَـم مِـن سَـبـيلِ لِأَهلِ الصِبا
سَــلَكــتَ بِهِـم فـي بُـنَـيّـاتِهـا
وَأَيُّ الدَواعـي دَواعـي الهَوى
تَــطَــلَّعــتَ عَــنـهـا لِآفـاتِهـا
وَأَيُّ المَــحــارِمِ لَم تَــنـتَهِـك
وَأَيُّ الفَــضــائِحِ لَم تــاتِهــا
كَــأَنّـي بِـنَـفـسِـكَ قَـد عـوجِـلَت
عَـلى ذاكَ فـي بَـعـضِ غِـرّاتِهـا
وَقـــامَـــت نَــوادِبُهــا حُــسَّراً
تَــداعــى بِــرَنَّةــِ أَصــواتِهــا
أَلَم تَـرَ أَنَّ دَبـيـبَ اللَيـالي
يُــســارِقُ نَــفــسَـكَ سـاعـاتِهـا
وَهَـذي القِـيـامَـةُ قَـد أَشـرَفَت
عَـلى العـالَمـيـنَ لِمـيـقاتِها
وَقَــد أَقــبَــلَت بِـمَـوازيـنِهـا
وَأَهـــوالِهـــا وَبِــرَوعــاتِهــا
وَإِنّــا لَفــي بَـعـضِ أَشـراطِهـا
وَأَيّـــامِهـــا وَعَـــلامـــاتِهــا
رَكَنّا إِلى الدارِ دارِ الغُرو
رِ إِذ سَــحَــرَتــنــا بِـلَذّاتِهـا
فَــمــا نَـرعَـوي لَأَعـاجـيـبِهـا
وَلا لِتَــــصَــــرُّفِ حـــالاتِهـــا
نُــنــافِــسُ فـيـهـا وَأَيّـامُـنـا
تَــرَدَّدُ فــيــنــا بِــآفــاتِهــا
وَمــا يَــتَــفَــكَّرُ أَحــيــاؤُهــا
فَــيَــعــتَــبِــرونَ بِــأَمـواتِهـا

مشاركات الزوار

photo

ليلى

أجابة عن

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، العنزي، أبو إسحاق.
شاعر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره. ولد ونشأ قرب الكوفة، وسكن بغداد.
كان في بدء أمره يبيع الجرار ثم اتصل بالخلفاء وعلت مكانته عندهم. وهجر الشعر مدة، فبلغ ذلك الخليفة العباسي المهدي، فسجنه ثم أحضره إليه وهدده بالقتل إن لم يقل الشعر، فعاد إلى نظمه، فأطلقه. توفي في بغداد.