قصيدة سمك حائر بين سنارتين للشاعر مؤيد الشيباني

البيت العربي

سمكٌ حائرٌ بين سنارتين


عدد ابيات القصيدة:24


سمكٌ حائرٌ بين سنارتين
سمكٌ حائرٌ بين سنارتين
شجرٌ ناحلٌ في مكانٍ فسيح
طائرٌ عالقٌ في فضاءِ السجون
هؤلاءِ المساكين ، تجرحُهم غيمةٌ ثم يعتذرون لها
يضحكون ويبكون في لحظةٍ
مثل طفلٍ رأى ملَكَ الحبِ ثم رأى ملكَ الموتِ
ليسوا صغارا
ولكنّ أبناءَهم في التفاصيلِ أكبرُ منهم
تراهم إذا هبّت الريحُ نارا
وإن هدأتْ أغنياتٍ وماء
هؤلاءِ العنيدون جداً، بسيطون جداً
يحتمون بوهمِ القصيدةِ لكنّهم لا يجيدون أن يعبروا شارعا
أو يعدوا لهم طبقا كاملا بالمقادير والفلفل المعتدل
هؤلاءِ المساكين ليلَ نهار
أحدٌ من سفينة نوحٍ يمدّ حنينَ الغريبِ ويسأل صاحبةَ الحانةِ الغجريةَ
أين مدينة أين؟
أحدٌ منذ أول راحلةٍ للشتاتِ إلى رقدةٍ بقبولِ الممات
ينادي أحنّ إلى خبزِ أمي وقهوتِها
أحدٌ ليس يطربُهُ من دمشقَ إلى التيشك غير نقيقِ الضفادعِ في نهر دجلة
أحدٌ لم يطق أن يعيشَ ببيروتَ فاستبدلَ الوهمَ بالانتحار
وقال لصاحبهِ عمّق القبرَ عمّقْه يا صاحبي
هؤلاءِ الذين إذا اقتربوا في مكانٍ فإنّ المحبة أجمعَها اقتربتْ
وإذا رحلوا ليس ثَمّ شراعْ
هؤلاءِ هم الشعراءْ
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

 
مؤيد الشيباني