البيت العربي

يا أَخا الأَزدِ ما حَفِظتَ الإِخاءَ
عدد ابيات القصيدة:55

يـا أَخـا الأَزدِ مـا حَـفِظتَ الإِخاءَ
لِمُــــحِــــبٍّ وَلا رَعَــــيـــتَ الوَفـــاءَ
عَــذَلاً يَــتــرُكُ الحَــنــيـنَ أَنـيـنـاً
فــي هَــوىً يَــتــرُكُ الدُمــوعَ دِمــاءَ
لا تَــلُمــنـي عَـلى البُـكـاءِ فَـإِنّـي
نِـضـوُ شَـجـوٍ مـا لُمـتُ فـيـهِ البُكاءَ
كَــيــفَ أَغـدو مِـنَ الصَـبـابَـةِ خِـلواً
بَــعــدَ مــا راحَــتِ الدِيــارُ خَــلاءَ
غِــبَّ عَــيــشٍ بِهــا غَــريـرٍ وَكـانَ ال
عَـــيـــشُ فــي عَهــدِ تُــبَّعــٍ أَفــيــاءَ
قِــف بِهــا وَقــفَــةً تَــرُدُّ عَــلَيــهــا
أَدمُـــعـــاً رَدَّهــا الجَــوى أَنــضــاءَ
إِنَّ لِلبَـــيـــنِ مِـــنَّةـــً مـــا تُـــؤَدّى
وَيَـــداً فـــي تُـــمـــاضِــرٍ بَــيــضــاءَ
حَـــجَـــبــوهــا حَــتّــى بَــدَت لِفِــراقٍ
كـــــــانَ داءً لِعـــــــاشِــــــقٍ وَدَواءَ
أَضــحَــكَ البَــيـنُ يَـومَ ذاكَ وَأَبـكـى
كُــــلَّ ذي صَــــبــــوَةٍ وَسَــــرَّ وَســــاءَ
فَــجَــعَــلنــا الوَداعَ فـيـهِ سَـلامـاً
وَجَــعَــلنــا الفِــراقَ فــيــهِ لِقــاءَ
وَوَشَــت بــي إِلى الوُشـاةِ دُمـوعُ ال
عَــيــنِ حَــتّــى حَــسِــبــتُهــا أَعــداءَ
قُـل لِداعـي الغَـمـامِ لَبَّيـكَ وَاِحـلُل
عُــقَـلَ العـيـسِ كَـي تُـجـيـبَ الدُعـاءَ
عــارِضٌ مِــن أَبــي سَــعــيــدٍ دَعـانـا
بِـــسَـــنـــا بَـــرقِهِ غَـــداةَ تَـــراءى
كَـيـفَ نُـثـني عَلى اِبنِ يوسُفَ لا كَي
فَ سَــرى مَــجــدُهُ فَــفــاتَ الثَــنــاءَ
جــادَ حَــتّـى أَفـنـى السُـؤالَ فَـلَمّـا
بــادَ مِـنّـا السُـؤالُ جـادَ اِبـتِـداءَ
صــامِــتِــيٌّ يَــمُــدُّ فــي كَــرَمِ الفِــع
لِ يَـــداً مِـــنــهُ تَــخــلُفُ الأَنــواءَ
فَهـوَ يُـعـطـي جَـزلاً وَيُـثـنـى عَـلَيـهِ
ثُــمَّ يُــعــطــي عَـلى الثَـنـاءِ جَـزاءَ
نِــعَــمٌ أَعــطَــتِ العُــفــاةَ رِضــاهُــم
مِـــن لُهـــاهـــا وَزادَتِ الشُـــعَــراءَ
وَكَــذاكَ السَــحــابُ لَيــسَ يَــعُــمُّ ال
أَرضَ وَبــلاً حَــتّــى يَــعُــمَّ السَـمـاءَ
جَــلَّ عَـن مَـذهَـبِ المَـديـحِ فَـقَـد كـا
دَ يَــكــونُ المَــديــحُ فــيــهِ هِـجـاءَ
وَجَـــرى جـــودُهُ رَســيــلاً لِجــودِ ال
غَــيــثِ مِــن غــايَــةٍ فَــجـاءا سَـواءَ
الهِــزَبـرُ الَّذي إِذا اِلتَـفَّتـِ الحَـر
بُ بِهِ صَــــرَّفَ الرَدى كَــــيـــفَ شـــاءَ
تَــتَـدانـى الآجـالُ ضَـربـاً وَطَـعـنـاً
حــيــنَ يَــدنـو فَـيَـشـهَـدُ الهَـيـجـاءَ
سَــل بِهِ إِن جَهِــلتَ قَــولي وَهَـل يَـج
هَــلُ ذو النـاظِـرَيـنِ هَـذا الضِـيـاءَ
إِذ مَـضـى مُـجـلِبـاً يُـقَعقِعُ في الدَر
بِ زَئيــراً أَنـسـى الكِـلابَ العُـواءَ
حــيـنَ حـاضَـت مِـن خَـوفِهِ رَبَّةـُ الرو
مِ صَـــبـــاحـــاً وَراسَـــلَتــهُ مَــســاءَ
وَصُــدورُ الجِـيـادِ فـي جـانِـبِ البَـح
رِ فَــلَولا الخَــليــجُ جُــزنَ ضَــحــاءَ
ثُــمَّ أَلقــى صَــليــبَهُ المَــلسَــنـيـو
سُ وَوالى خَــلفَ النَــجــاءِ النَـجـاءَ
لَم تُــقَــصِّر عُــلاوَةُ الرُمــحِ عَــنــهُ
قــيــدَ رُمــحٍ وَلَم تَــضَــعــهُ خَــطــاءَ
أَحــسَــنَ اللَهُ فــي ثَـوابِـكَ عَـن ثَـغ
رٍ مُــضــاعٍ أَحــسَــنـتَ فـيـهِ البَـلاءَ
كــانَ مُــســتَــضــعَـفـاً فَـعَـزَّ وَمَـحـرو
مــاً فَــأَجــدى وَمُــظــلِمــاً فَــأَضــاءَ
لَتَــــوَلَّيــــتَهُ فَــــكُــــنـــتَ لِأَهـــلي
هِ غِــنــىً مُــقـنِـعـاً وَعَـنـهُـم غَـنـاءَ
لَم تَـنَـم عَـن دُعـائِهِـم حـينَ نادَوا
وَالقَــنـا قَـد أَسـالَ فـيـهِـم قَـنـاءَ
إِذ تَــغَــدّى العُــلوجُ مِـنـهُـم غُـدُوّاً
فَـــتَـــعَـــشَّتـــهُـــمُ يَـــداكَ عِـــشـــاءَ
لَم تُــسِــغـهُـم بَـرودُ جَـيـحـانَ حَـتّـى
قَــلَســوا فــي الرِمـاحِ ذاكَ المـاءَ
وَكَـــأَنَّ النَـــفــيــرَ حَــطَّ عَــلَيــهِــم
مِــنــكَ نَــجــمــاً أَو صَــخــرَةً صَـمّـاءَ
لَم يَـكُـن جَـمـعُهُـم عَـلى المَوجِ إِلّا
زَبَـــداً طـــارَ عَــن قَــنــاكَ جُــفــاءَ
حــيــنَ أَبـدَت إِلَيـكَ خَـرشَـنَـةُ العُـل
يــا مِــنَ الثَــلجِ هــامَــةً شَــمـطـاءَ
مـا نَهـاكَ الشِـتـاءُ عَـنـها وَفي صَد
رِكَ نــارٌ لِلحِــقـدِ تُـنـهـي الشِـتـاءَ
طـالَعَـتـكَ الأَبـنـاءُ مِـن شُرَفِ الأَب
راجِ زُرقـــاً إِذ تَـــذبَـــحُ الآبـــاءَ
بِـتَّهـا وَالقُـرانُ يَـصـدَعُ فـيـهـا ال
هَــضــبَ حَــتّــى كــادَت تَــكـونُ حِـراءَ
وَأَقَــمــتَ الصَــلاةَ فــي مَــعـشَـرٍ لا
يَـــعـــرِفــونَ الصَــلاةَ إِلّا مُــكــاءَ
في نَواحي بُرجانَ إِذ أَنكَروا التَك
بـــيـــرَ حَـــتّـــى تَــوَهَّمــوهُ غِــنــاءَ
حَــيـثُ لَم تـورِدِ السُـيـوفَ عَـلى خِـم
سٍ وَلَم تُـــصـــدِرِ الرِمـــاحَ ظِـــمــاءَ
يَــتَـعَـثَّرنَ فـي النُـحـورِ وَفـي الأَو
جُهِ سُــكــراً لَمّــا شَــرِبــنَ الدِمــاءَ
وَأَزَرتَ الخُـيـولَ قَـبـرَ امـرِئِ القَـي
سِ سِــراعــاً فَــعُــدنَ مِــنــهُ بِــطــاءَ
وَجَـــلَبـــتَ الحِــســانَ حُــوّاً وَحــوراً
آنِـــســـاتٍ حَــتّــى أَغَــرتَ النِــســاءَ
لَم تَـدَعـكَ المَهـا الَّتـي شَـغَـلَت جَي
شَــكَ بِــالسَــوقِ أَن تَــســوقَ الشــاءَ
عَـــلِمَ الرومُ أَنَّ غَـــزوَكَ مـــا كـــا
نَ عِـــقـــابــاً لَهُــم وَلَكِــن فَــنــاءَ
بِــسِــبــاءٍ سَــقـاهُـمُ البَـيـنَ صِـرفـاً
وَبِــقَــتــلٍ نَــسَــوا لَدَيــهِ السِـبـاءَ
يَـــومَ فَـــرَّقـــتَ مِـــن كَــتــائِبِ آرا
ئِكَ جُـــنـــداً لا يَــأخُــذونَ عَــطــاءَ
بَــيــنَ ضَــربٍ يُــفـلِّقُ الهـامَ أَنـصـا
فـــاً وَطَـــعـــنٍ يُـــفَـــرِّجُ الغَـــمّــاءَ
وَبِــوُدِّ العَــدُوِّ لَو تُــضــعِــفُ الجَــي
شَ عَــــلَيــــهِــــم وَتَـــصـــرِفُ الآراءَ
خَــــلَقَ اللَهُ يـــا مُـــحَـــمَّدُ أَخـــلا
قَـــكَ مَـــجــداً فــي طَــيِّئــٍ وَسَــنــاءَ
فَــــإِذا مـــا رِيـــاحُ جـــودِكَ هَـــبَّت
صــارَ قَــولُ العُـذّالِ فـيـهـا هَـبـاءَ