ما معنى نحل في معجم اللغة العربية مختار الصحاح - البيت العربي

البيت العربي

ما معنى نحل في معجم اللغة العربية مختار الصحاح


(النَّحْلُ) وَ (النَّحْلَةُ) الدَّبْرُ يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى، حَتَّى تَقُولَ: يَعْسُوبٌ. وَ (النُّحْلُ) بِالضَّمِّ مَصْدَرُ (نَحَلَهُ) يَنْحَلُهُ بِالْفَتْحِ (نُحْلًا) أَيْ أَعْطَاهُ. وَ (النُّحْلَى) الْعَطِيَّةُ بِوَزْنِ الْحُبْلَى. وَ (نَحَلَ) الْمَرْأَةَ مَهْرَهَا يَنْحَلُهَا (نِحْلَةً) بِالْكَسْرِ أَعْطَاهَا عَنْ طِيبِ نَفْسٍ مِنْ غَيْرِ مُطَالَبَةٍ. وَقِيلَ: مِنْ غَيْرِ أَنْ يَأْخُذَ عِوَضًا. وَيُقَالُ: أَعْطَاهَا مَهْرَهَا نِحْلَةً. وَقِيلَ: الْنِحْلَةُ التَّسْمِيَةُ وَهِيَ أَنْ يُقَالَ: (نَحَلْتُهَا) كَذَا وَكَذَا فَيَحُدَّ الصَّدَاقَ وَيُبَيِّنَهُ. وَ (النِّحْلَةُ) أَيْضًا الدَّعْوَى. وَ (النُّحُولُ) الْهُزَالُ وَقَدْ (نَحَلَ) جِسْمُهُ مِنْ بَابِ خَضَعَ. وَ (نَحِلَ) بِالْكَسْرِ (نُحُولًا) لُغَةٌ فِيهِ وَالْفَتْحَ أَفْصَحُ. وَ (نَحَلَهُ) الْقَوْلَ مِنْ بَابِ قَطَعَ أَيْ أَضَافَ إِلَيْهِ قَوْلًا قَالَهُ غَيْرُهُ وَادَّعَاهُ عَلَيْهِ. وَ (انْتَحَلَ) فُلَانٌ شِعْرَ غَيْرِهِ أَوْ قَوْلَ غَيْرِهِ إِذَا ادَّعَاهُ لِنَفْسِهِ وَ (تَنَحَّلَ) مِثْلُهُ. وَفُلَانٌ (يَنْتَحِلُ) مَذْهَبَ كَذَا، وَقَبِيلَةَ كَذَا إِذَا انْتَسَبَ إِلَيْهِ."

نحل؛نحل: النَّحْلُ: ذُبَابُ الْعَسَلِ ، وَاحِدَتُهُ نَحْلَةٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى عَنْ قَتْلِ النَّحْلَةِ وَالنَّمْلَةِ وَالصُّرَدِ وَالْهُدْهُدِ ، وَرُوِيَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْحَرْبِيِّ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّمَا نَهَى عَنْ قَتْلِهِنَّ لِأَنَّهُنَّ لَا يُؤْذِينَ النَّاسَ ، وَهِيَ أَقَلُّ الطُّيُورِ وَالدَّوَابِّ ضَرَرًا عَلَى النَّاسِ ، لَيْسَ هِيَ مِثْلَ مَا يَتَأَذَّى النَّاسُ بِهِ مِنَ الطُّ يُورِ الْغُرَابِ وَغَيْرِهِ ، وَقِيلَ لَهُ: فَالنَّمْلَةُ إِذَا عَضَّتْ تُقْتَلُ ؟ قَالَ: النَّمْلَةُ لَا تَعَضُّ إِنَّمَا يَعَضُّ الذَّرُّ ، قِيلَ لَهُ: إِذَا ع َضَّتِ الذَّرَّةُ تُقْتَلُ ؟ قَالَ: إِذَا آذَتْكَ فَاقْتُلْهَا. وَالنَّحْلُ: دَبْرُ الْعَسَلِ, الْوَاحِدَةُ نَحْلَةٌ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ - عَزَّ وَجَلَّ -: وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ ، جَائِزٌ أَنْ يَكُونَ سُمِّيَ نَحْلًا لِأَنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - نَحَلَ النَّاسَ الْعَسَلَ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا. وَقَالَ غَيْرُهُ مِنْ أَهْلِ ا لْعَرَبِيَّةِ: النَّحْلُ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ وَقَدْ أَنَّثَهَا اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - فَقَالَ: أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا ، وَمَنْ ذَكَّرَ النَّحْلَ فَلِأَنَّ لَفْظَهُ مُذَكَّرٌ ، وَمَنْ أَنَّثَهُ فَلِأَنَّهُ جَمْعُ نَحْلَةٍ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: " مَثَلُ الْمُؤْمِنِ مَثَلُ النَّحْلَةِ " ، الْمَشْهُورُ فِي الرِّوَايَةِ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ ، وَهِيَ وَاحِدَةُ النَّخْلِ ، وَرُوِيَ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ, يُرِيدُ نَحْلَةَ الْعَسَلِ ، وَوَجْه ُ الْمُشَابَهَةِ بَيْنَهُمَا حِذْقُ النَّحْلِ وَفِطْنَتُهُ وَقِلَّةُ أَذَاهُ وَحَقَارَتُهُ وَمَنْفَعَتُهُ وَقُنُوعُهُ وَسَعْيُهُ فِي اللَّيْلِ وَتَنَزُّهُهُ ع َنِ الْأَقْذَارِ وَطِيبُ أَكْلِهِ وَأَنَّهُ لَا يَأْكُلُ مِنْ كَسْبِ غَيْرِهِ وَنُحُولُهُ وَطَاعَتُهُ لِأَمِيرِهِ ، وَإِنَّ لِلنَّحْلِ آفَاتٍ تَقْطَعُهُ عَنْ عَ مَلِهِ مِنْهَا: الظُّلْمَةُ وَالْغَيْمُ وَالرِّيحُ وَالدُّخَانُ وَالْمَاءُ وَالنَّارُ ، وَكَذَلِكَ الْمُؤْمِنُ لَهُ آفَاتٌ تُفَتِّرُهُ عَنْ عَمَلِهِ: ظُلْمَةُ الْغَفْلَةِ وَغَيْمُ الشَّكِّ وَرِيحُ الْفِتْنَةِ وَدُخَانُ الْحَرَامِ وَمَاءُ السَّعَةِ وَنَارُ الْهَوَى. الْجَوْهَرِيُّ: النَّحْلُ وَالنَّحْلَةُ الدَّبْرُ ، يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى حَتَّى تَقُولَ يَعْسُوبٌ. وَالنَّحْلُ: النَّاحِلُ ، وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ؛يَدَعْنَ الْجَلْسَ نَحْلًا قَتَالُهَا وَنَحِلَ جِسْمُهُ وَنَحَلَ يَنْحَلُ وَيَنْحُلُ نُحُولًا ، فَهُوَ نَاحِلٌ: ذَهَبَ مِنْ مَرَضٍ أَوْ سَفَرٍ ، وَالْفَتْحُ أَفْصَحُ ، وَقَوْلُ أَبِي ذُؤَيْبٍ؛وَكُنْتُ كَعَظْمِ الْعَاجِمَاتِ اكْتَنَفْنَهُ بِأَطْرَافِهَا ، حَتَّى اسْتَدَقَّ نُحُولُهَا؛إِنَّمَا أَرَادَ نَاحِلَهَا, فَوَضَعَ الْمَصْدَرَ مَوْضِعَ الِاسْمِ ، وَقَدْ يَكُونُ جَمْعَ نَاحِلٍ كَأَنَّهُ جَعَلَ كُلَّ طَائِفَةٍ مِنَ الْعَظْمِ نَاحِلًا ، ث ُمَّ جَمَعَهُ عَلَى فُعُولٍ كَشَاهِدٍ وَشُهُودٍ ، وَرَجُلٌ نَحِيلٌ مِنْ قَوْمٍ نَحْلَى وَنَاحِلٌ ، وَالْأُنْثَى نَاحِلَةٌ ، وَنِسَاءٌ نَوَاحِلُ وَرَجُلٌ نُحَّلٌ. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ مَعْبَدٍ: لَمْ تَعِبْهُ نَحْلَةٌ أَيْ دِقَّةٌ وَهُزَالٌ. وَالنُّحْلُ الِاسْمُ ، قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: لَمْ أَسْمَعْ بِالنُّحْلِ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ إِلَّا فِي الْعَطِيَّةِ. وَالنُّحُو لُ: الْهُزَالُ ، وَأَنْحَلَهُ الْهَمُّ ، وَجَمَلٌ نَاحِلٌ: مَهْزُولٌ دَقِيقٌ. وَجَمَلٌ نَاحِلٌ: رَقِيقٌ. وَالنَّوَاحِلُ: السُّيُوفُ الَّتِي رَقَّتْ ظُبَاهَا مِ نْ كَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ. وَسَيْفٌ نَاحِلٌ: رَقِيقٌ ، عَلَى الْمَثَلِ ، وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ؛أَلَمْ تَعْلَمِي ، يَا مَيُّ ، أَنَّا وَبَيْنَنَا مَهَاوٍ يَدَعْنَ الْجَلْسَ؛نَحْلًا قَتَالُهَا هُوَ جَمْعُ نَاحِلٍ ، جَعَلَ كُلَّ جُزْءٍ مِنْهَا نَاحِلًا ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ عِنْدِي اسْمٌ لِلْجَمْعِ لِأَنَّ فَاعِلًا لَيْسَ مِمّ َا يُكَسَّرُ عَلَى فَعْلٍ ، قَالَ: وَلَمْ أَسْمَعْ بِهِ إِلَّا فِي هَذَا الْبَيْتِ. الْأَزْهَرِيُّ: السَّيْفُ النَّاحِلُ الَّذِي فِيهِ فُلُولٌ فَيُسَنُّ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى حَتَّى يَرِقَّ وَيَذْهَبَ أَثَرُ فُلُولِهِ ، وَذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا ضُرِبَ بِهِ فَصَ مَّمَ انْفَلَّ فَيُنْحِي الْقَيْنُ عَلَيْهِ بِالْمَدَاوِسِ وَالصَّقْلُ حَتَّى تَذْهَبَ فُلُولُهُ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الْأَعْشَى؛مَضَارِبُهَا ، مِنْ طُولِ مَا ضَرَبُوا بِهَا وَمِنْ عَضِّ هَامِ الدَّارِعِينَ ، نَوَاحِلُ؛وَقَمَرٌ نَاحِلٌ إِذَا دَقَّ وَاسْتَقْوَسَ. وَنَحْلَةُ: فَرَسُ سُبَيْعِ بْنِ الْخَطِيمِ. وَالنُّحْلُ ، بِالضَّمِّ: إِعْطَاؤُكَ الْإِنْسَانَ شَيْئًا بِلَا اسْتِ عَاضَةٍ ، وَعَمَّ بِهِ بَعْضُهُمْ جَمِيعَ أَنْوَاعِ الْعَطَاءِ ، وَقِيلَ: هُوَ الشَّيْءُ الْمُعْطَى ، وَقَدْ أَنْحَلَهُ مَالًا وَنَحَلَهُ إِيَّاهُ ، وَأَبَى بَعْ ضُهُمْ هَذِهِ الْأَخِيرَةَ. وَنُحْلُ الْمَرْأَةِ: مَهْرُهَا ، وَالِاسْمُ النِّحْلَةُ ، تَقُولُ: أَعْطَيْتُهَا مَهْرَهَا نِحْلَةً ، بِالْكَسْرِ ، إِذَا لَمْ تُرِ دْ مِنْهَا عِوَضًا. فِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ، وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: قَدْ قِيلَ فِيهِ غَيْرُ هَذَا الْقَوْلِ ، قَالَ بَعْضُهُمْ: فَرِيضَةً ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: دِيَانَةً ، كَمَا تَقُولُ فُلَانٌ يَنْتَحِلُ كَذَا وَكَذَا أَيْ يَدِي نُ بِهِ ، وَقِيلَ نِحْلَةً أَيْ دِينًا وَتَدَيُّنًا ، وَقِيلَ: أَرَادَ هِبَةً ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هِيَ نِحْلَةٌ مِنَ اللَّهِ لَهُنَّ أَنْ جَعَلَ عَلَى الرَّجُلِ الصَّدَاقَ وَلَمْ يَجْعَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ شَيْئًا مِنَ الْغُرْمِ ، فَتِلْكَ نِحْلَةٌ مِنَ اللَّهِ لِلنِّسَاءِ. وَنَحَلْتَ الرَّجُلَ وَالْمَرْأَةَ إِذَا وَهَ بْتَ لَهُ نِحْلَةً وَنُحْلًا ، وَمِثْلُ نِحْلَةٍ وَنُحْلٍ حِكْمَةٌ وَحُكْمٌ. وَفِي التَّهْذِيبِ: وَالصَّدَاقُ فَرْضٌ لِأَنَّ أَهْلَ الْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا لَا يُعْطُونَ النِّسَاءَ مِنْ مُهُورِهِنَّ شَيْئًا ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ، هِبَةً مِنَ اللَّهِ لِلنِّسَاءِ فَرِيضَةً لَهُنَّ عَلَى الْأَزْوَاجِ ، كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا زَوَّجَ الرَّجُلُ ابْنَتَهُ اسْتَجْعَلَ لِنَفْسِهِ ج ُعْلًا يُسَمَّى الْحُلْوَانَ ، وَكَانُوا يُسَمُّونَ ذَلِكَ الشَّيْءَ الَّذِي يَأْخُذُهُ النَّافِجَةَ ، كَانُوا يَقُولُونَ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي النَّافِجَةِ ، فَجَعَلَ اللَّهُ الصَّدُقَةَ لِلنِّسَاءِ فَأَبْطَلَ فِعْلَهُمْ. الْجَوْهَرِيُّ: النُّحْلُ ، بِالضَّمِّ ، مَصْدَرُ قَوْلِكَ نَحَلْتُهُ مِنَ الْعَطِيَّةِ أَنْحَلُهُ نُحْلًا ، بِالضَّمِّ. وَالنِّحْلَةُ ، بِالْكَسْرِ: الْعَطِيَّةُ. وَالنُّحْلَ ى: الْعَطِيَّةُ ، عَلَى فُعْلَى. وَنَحَلْتُ الْمَرْأَةَ مَهْرَهَا عَنْ طِيبِ نَفْسٍ مِنْ غَيْرِ مُطَالَبَةٍ أَنْحَلُهَا ، وَيُقَالُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَأْخُذَ عِو َضًا ، يُقَالُ: أَعْطَاهَا مَهْرَهَا نِحْلَةً ، بِالْكَسْرِ ، وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: هِيَ التَّسْمِيَةُ أَنْ يَقُولَ نَحَلْتُهَا كَذَا وَكَذَا وَيَحُدَّ الصَّدَاقَ وَيُبَيِّنَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: " مَا نَحَلَ وَالِدٌ وَلَدًا مِنْ نُحْلٍ أَفْضَلَ مِنْ أَدَبٍ حَسَنٍ " ، النُّحْلُ: الْعَطِيَّةُ وَالْهِبَةُ ابْتِدَاءً مِنْ غَيْرِ عِوَضٍ وَلَا اسْتِحْقَاقٍ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ: إِذَا بَلَغَ بَنُو أَبِي الْعَاصِ ثَلَاثِينَ كَانَ مَالُ اللَّهِ نُحْلًا, أَرَادَ يَصِيرُ الْفَيْءُ عَطَاءً مِنْ غَيْرِ اسْتِحْقَاقٍ عَلَى الْإِيثَارِ وَالتَّخْصِيصِ. الْمُحْكَمُ: وَأَنْحَلَ وَلَدَهُ مَالًا وَنَحَلَهُ خَصَّهُ بِشَيْ ءٍ مِنْهُ ، وَالنُّحْلُ وَالنُّحْلَانُ اسْمُ ذَلِكَ الشَّيْءِ الْمُعْطَى. وَالنِّحْلَةُ: الدَّعْوَى. وَانْتَحَلَ فُلَانٌ شِعْرَ فُلَانٍ أَوْ قَوْلَ فُلَانٍ إِذ َا ادَّعَاهُ أَنَّهُ قَائِلُهُ. وَتَنَحَّلَهُ: ادَّعَاهُ وَهُوَ لِغَيْرِهِ. وَفِي الْخَبَرِ: أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ دَخَلَا عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ - وَهُوَ يَوْمَئِذٍ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ - فَجَرَى بَيْنَهُمُ الْحَدِيثُ حَتَّى قَالَ عُرْوَةُ فِي شَيْءٍ جَرَى مِنْ ذِكْرِ عَائِشَةَ وَابْنِ الزُّبَيْرِ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ مَا أَحْبَبْتُ أَحَدًا حُبِّي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ, لَا أَعْنِي رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَا أَبَوَيَّ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: إِنَّكُمْ لِتَنْتَحِلُونَ عَائِشَةَ لِابْنِ الزُّبَيْرِ انْتِحَالَ مَنْ لَا يَرَى لِأَحَدٍ مَعَهُ فِيهَا نَصِيبًا ، فَاسْتَعَارَهُ لَهَا ، وَقَالَ ابْنُ هَرْمَةَ؛وَلَمْ أَتَنَحَّلِ الْأَشْعَارَ فِيهَا ، وَلَمْ تُعْجِزْنِيَ الْمِدَحُ الْجِيَادُ وَنَحَلَهُ الْقَوْلَ يَنْحَلُهُ نَحْلًا: نَسَبَهُ إِلَيْهِ. وَنَحَلْتُهُ الْ قَوْلَ أَنْحَلُهُ نَحْلًا ، بِالْفَتْحِ: إِذَا أَضَفْتُ إِلَيْهِ قَوْلًا قَالَ غَيْرُهُ وَادَّعَيْتُهُ عَلَيْهِ. وَفُلَانٌ يَنْتَحِلُ مَذْهَبَ كَذَا وَقَبِيلَة َ كَذَا إِذَا انْتَسَبَ إِلَيْهِ. وَيُقَالُ: نُحِلَ الشَّاعِرُ قَصِيدَةً إِذَا نُسِبَتْ إِلَيْهِ وَهِيَ مِنْ قِيلِ غَيْرِهِ ، وَقَالَ الْأَعْشَى فِي الِانْتِحَالِ؛فَكَيْفَ أَنَا وَانْتِحَالِي الْقَوْا فِيَ بَعْدَ الْمَشِيبِ ، كَفَى ذَاكَ عَارًا؛وَقَيَّدَنِي الشِّعْرُ فِي بَيْتِهِ كَمَا قَيَّدَ الْأُسُرَاتُ الْحِمَارَا؛أَرَادَ انْتِحَالِي الْقَوَافِيَ فَدَلَّتْ كَسْرَةُ الْفَاءِ مِنَ الْقَوَافِي عَلَى سُقُوطِ الْيَاءِ فَحَذَفَهَا ، كَمَا قَالَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ -: وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ ، وَتَنَحَّلَهُ مِثْلُهُ ، قَالَ الْفَرَزْدَقُ؛إِذَا مَا قُلْتُ قَافِيَةً شَرُودًا تَنَحَّلَهَا ابْنُ حَمْرَاءِ الْعِجَانِ؛وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى فِي قَوْلِهِمُ انْتَحَلَ فُلَانٌ كَذَا وَكَذَا: مَعْنَاهُ قَدْ أَلْزَمَهُ نَفْسَهُ وَجَعَلَهُ كَالْمِلْكِ لَهُ ، وَهِيَ الْهِبَةُ وَالْعَطِيَّةُ يُعْطَاهَا الْ إِنْسَانُ. وَفِي حَدِيثِ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ: كَانَ بُشَيْرُ بْنُ أُبَيْرِقَ يَقُولُ الشِّعْرَ وَيَهْجُو بِهِ أَصْحَابَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَيَنْحَلُهُ بَعْضَ الْعَرَبِ أَيْ يَنْسُبُهُ إِلَيْهِمْ مِنَ النِّحْلَةِ وَهِيَ النِّسْبَةُ بِالْبَاطِلِ. وَيُقَالُ: مَا نِحْلَتُكَ أَيْ مَا دِينُكَ ؟ الْأَزْهَرِيُّ: اللَّيْثُ يُقَالُ نَحَلَ فُلَانٌ فُلَانًا إِذَا سَابَّهُ فَهُوَ يَنْحَلُهُ يُسَابُّهُ ، قَالَ طَرَفَةُ؛فَدَعْ ذَا ، وَانْحَلِ النُّعْمَانَ قَوْلًا كَنَحْتِ الْفَأْسِ ، يُنْجِدُ أَوْ يَغُورُ؛قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: نَحَلَ فُلَانٌ فُلَانًا إِذَا سَابَّهُ بَاطِلٌ ، وَهُوَ تَصْحِيفٌ لِنَجَلَ فُلَانٌ فُلَانًا إِذَا قَطَعَهُ بِالْغِيبَةِ. وَيُرْوَى الْحَدِيثُ: " مَنْ نَجَلَ النَّاسَ نَجَلُوهُ أَيْ مَنْ عَابَ النَّاسَ عَابُوهُ وَمَنْ سَبَّهُمْ سَبُّوهُ " ، وَهُوَ مِثْلُ مَا رُوِيَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ: " إِنْ قَارَضْتَ النَّاسَ قَارَضُوكَ ، وَإِنْ تَرَكْتَهُمْ لَمْ يَتْرُكُوكَ " ، قَوْلُهُ: إِنْ قَارَضْتَهُمْ مَأْخُوذٌ مِنْ قَوْلِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " رَفَعَ اللَّهُ الْحَرَجَ إِلَّا مَنِ اقْتَرَضَ عِرْضَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ ", فَذَلِكَ الَّذِي حَرِجَ ، وَقَدْ فُسِّرَ فِي مَوْضِعِهِ.

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد