قصيدة لمن طلل أبصرته فشجاني للشاعر امرؤ القَيس

البيت العربي

لِمَن طَلَلٌ أَبصَرتُهُ فَشَجاني


عدد ابيات القصيدة:17


لِمَن طَلَلٌ أَبصَرتُهُ فَشَجاني
لِمَـــن طَـــلَلٌ أَبــصَــرتُهُ فَــشَــجــانــي
كَــخَــطِّ زَبــورٍ فــي عَــســيــبِ يَــمــانِ
دِيــارٌ لِهِــنــدٍ وَالرَبــابِ وَفَــرتَـنـي
لَيــالِيَــنــا بِــالنَــعــفِ مِـن بَـدَلانِ
لَيــالِيَ يَــدعـونـي الهَـوى فَـأُجـيـبَهُ
وَأَعـــيُـــنُ مَـــن أَهـــوى إِلَيَّ رَوانــي
فَـإِن أُمـسِ مَـكـروبـاً فَـيـا رُبَّ بَهـمَةٍ
كَــشَــفـتُ إِذا مـا اِسـوَدَّ وَجـهُ جَـبـانِ
وَإِن أُمـسِ مَـكـروبـاً فَـيـا رُبَّ قَـيـنَةٍ
مُـــنَـــعَّمـــَةٍ أَعـــمَـــلتُهـــا بِــكِــرانِ
لَهـا مِـزهَـرٌ يَـعـلو الخَـمـيـسَ بِصَوتِهِ
أَجَـــشُّ إِذا مـــا حَــرَّكَــتــهُ اليَــدانِ
وَإِن أُمــسِ مَـكـروبـاً فَـيـا رُبَّ غـارَةٍ
شَهِـــدتُ عَـــلى أَقَـــبِّ رَخـــوِ اللَبــانِ
عَــلى رَبَــذٍ يَـزدادُ عَـفـواً إِذا جَـرى
مِـــسَـــحٍّ حَــثــيــثِ الرَكــضِ وَالزَأَلانِ
وَيَــخــدي عَــلى صُــمٍّ صِــلابٍ مَــلاطِــسٍ
شَـــديـــداتِ عَـــقـــدٍ لَيِّنــاتِ مَــتــانِ
وَغَــيــثٍ مِــنَ الوَســمِــيِّ حُــوٍّ تِــلاعُهُ
تَـــبَـــطَّنـــتُهُ بِـــشـــيـــظَــمٍ صَــلِتــانِ
مِــكَــرٍّ مِــفَــرٍّ مُــقــبِــلٍ مُـدبِـرٍ مَـعـاً
كَــتَــيــسِ ظِــبــاءِ الحُــلَّبِ الغَــذَوانِ
إِذا مــا جَــنَــبــنــاهُ تَــأَوَّدَ مَـتـنُهُ
كَـعِـرقِ الرُخـامـى اِهتَزَّ في الهَطَلانِ
تَــمَــتَّعـ مِـنَ الدُنـيـا فَـإِنَّكـَ فـانـي
مِــنَ النَــشَــواتِ وَالنِـسـاءِ الحِـسـانِ
مِنَ البيضِ كَالآرامِ وَالأُدمِ كَالدُمى
حَــواصِــنُهــا وَالمُـبـرِقـاتِ الرَوانـي
أَمِــن ذِكــرِ نَـبـهـانِـيَّةـٍ حَـلَّ أَهـلُهـا
بِــجِــزعِ المَــلا عَـيـنـاكَ تَـبـتَـدِرانِ
فَــدَمــعُهُــمــا سَــكــبٌ وَسَــحٌّ وَدَيــمَــةٌ
وَرَشٌّ وَتَــــوكــــافٌ وَتَــــنــــهَـــمِـــلانِ
كَـــأَنَّهـــُمـــا مَـــزادَتـــا مُـــتَــعَــجِّلٍ
فَـــرِيّـــانِ لَمّــا تُــســلَقــا بِــدِهــانِ
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي.
شاعر جاهلي، أشهر شعراء العرب على الإطلاق، يماني الأصل، مولده بنجد، كان أبوه ملك أسد وغطفان وأمه أخت المهلهل الشاعر.
قال الشعر وهو غلام، وجعل يشبب ويلهو ويعاشر صعاليك العرب، فبلغ ذلك أباه، فنهاه عن سيرته فلم ينته، فأبعده إلى حضرموت، موطن أبيه وعشيرته، وهو في نحو العشرين من عمره.
أقام زهاء خمس سنين، ثم جعل ينتقل مع أصحابه في أحياء العرب، يشرب ويطرب ويغزو ويلهو، إلى أن ثار بنو أسد على أبيه فقتلوه، فبلغه ذلك وهو جالس للشراب فقال:
رحم الله أبي! ضيعني صغيراً وحملني دمه كبيراً، لا صحو اليوم ولا سكر غداً، اليوم خمر وغداً أمر. ونهض من غده فلم يزل حتى ثأر لأبيه من بني أسد، وقال في ذلك شعراً كثيراً
كانت حكومة فارس ساخطة على بني آكل المرار (آباء امرؤ القيس) فأوعزت إلى المنذر ملك العراق بطلب امرئ القيس، فطلبه فابتعد وتفرق عنه أنصاره، فطاف قبائل العرب حتى انتهى إلى السموأل، فأجاره ومكث عنده مدة.
ثم قصد الحارث بن أبي شمر الغساني والي بادية الشام لكي يستعين بالروم على الفرس فسيره الحارث إلى قيصر الروم يوستينيانس في القسطنطينية فوعده وماطله ثم ولاه إمارة فلسطين، فرحل إليها، ولما كان بأنقرة ظهرت في جسمه قروح، فأقام فيها إلى أن مات.
تصنيفات قصيدة لِمَن طَلَلٌ أَبصَرتُهُ فَشَجاني