البيت العربي

ما لِلكَبيرِ في الغَواني مِن أَرَب
عدد ابيات القصيدة:25

ما لِلكَبيرِ في الغَواني مِن أَرَب
مـاتَ الهـوى فَـلا جَـوىً وَلا طَرَب
يــا رَبَّةــَ الخِـدرِ قَـري راضـيَـةً
فَـإِن أَبَـيـتِ فَـاِتـلَفـي مِنَ الغَضَب
هَـيـهاتِ لا آسى عَلى فَقدِ الصِبا
وَلا يُـرى دَمـعـي لِشَـوقٍ يَـنـسَـكِـبُ
كـانَ الهـوى خِـدنـي فَقَد وَدَّعتُهُ
وَقَــلَّمــا يَــعــودُ شَـيـءٌ قَـد ذَهَـب
وَرُبَّ يَــــومٍ قَـــصَّرَتـــهُ خَـــلوَتـــي
بِــفــاتِـرِ الطَـرفِ خَـلوبٍ مُـخـتَـلَب
يَــســلُبُـنـي عَـقـلي بِـحُـسـنِ وَجـهِهِ
وَهـوَ مـنَ الإِعجابِ بي كَالمُستَلَب
كَــأَنَّمــا هــاروتُ فــي أَجــفــانِّهِ
يُــنـصِـفُ إِن شـاءَ وَإِن شـاءَ غَـصَـب
مُهَــفــهَــفٌ يَــرتَــجُّ فــي أَقـطـارِهِ
كَــمــازَفَــت ريــحٌ بِــآجــامِ قَـصَـب
لَم أَدرِ مــا أَســكَــرَنــي أَطَــرفُهُ
أَم الَّتـي يَـدعـونَهـا بِنتُ العِنَب
كَــــأَنَّمــــا الدُرَّةُ مـــاءُ وَجـــهِهِ
وَجِــسـمُهُ أَحـسَـنُ مِـن مـاءِ الذَهَـب
تَـحـسِـبُهـا فـي كَـأسِهـا يـاقـوتَـةً
أَو قَـبَـسـاً أُلهِـبَ عَـمـداً فَاِلتَهَب
هَـذا لِذا وَالفَـتحُ مِفتاحُ النَدى
وَزَهـرَةُ الدُنـيـا وَيَـنبوعُ الأَدَب
يَـرضـى فَـيَـرمـي بِـاللُهـى سَـماحَةً
وَيَـغـضَـبُ المَـوتُ إِذا الفَتحُ غَضِب
أُنـظُـر إِلى آثـارِهِ عِـنـدَ اللُهـى
تَـنـظُـر إِلى آثـارِ غَـيـثٍ في عُشُب
لَو قيلَ لِلمَجدِ اِنتَسِب إِلى اِمرِئٍ
لَم تُــلفِهِ إِلّا إِلَيــهِ يَــنــتَـسِـب
لَيـــثٌ وَغَـــيـــزٌ وَجَـــوادٌ مــاجِــدٌ
كَـفّـاهُ بِـالأَمـوالِ تَـحـبـو وَتَهَـب
طــوبــى لِمَــن والى أَبــو مُـحَـمَّدٍ
وَقُــل لِمَـن عـادى تـأَهَّبـ لِلعَـطَـب
طــاعــاتُهُ فَــرضٌ فَــإِن عَــصَــيــتَهُ
كُــنــتَ بِـعِـصـيـانِـكَ لِلنـارِ حَـطَـب
يــا مــادِحَ الفَــتــحِ وَيـا آمِـلَهُ
لَسـتَ اِمـرَأً خـابَ وَلا مُـثـنٍ كَـذَب
إِذا كَساني الفَتحُ أَثوابَ الغِنى
فَــكُــسـوَتـي إيـاهُ مَـدحٌ مُـنـتَـخَـب
قَــصــائِدٌ يَــطــرَبُ مَــن تُهــدى لَهُ
وَلَذَّةُ النَـفـسِ مِـنَ العَـيشِ الطَرَب
لَم أَسـتَـعِـر حِـليَـتَهـا يَوماً وَلا
أَغَـرتُ حـيـنَ قُـلتُهـا عَـلى الكُتُب
جـــاءَت كَـــدُرٍّ فــي سِــمــاطِ لُؤلُؤٍ
فـي جـيدِ خَودٍ أَو كَعِقيانِ الذَهَب
سِـــحـــرٌ حَــلالٌ لَم أُؤَلِّف عِــقــدَهُ
إِلّا لِتَـعـلو رُتـبَـتي عَلى الرُتَب
وَكَـيـفَ لا يَـأمُـلُ راجـيـكَ الغِنى
وَأَنـتَ رَأسُ المَـجـدِ وَالنـاسُ ذَنَب