البيت العربي
عَفا دَيرُ لِبّى مِن أُمَيمَةَ فَالحَضرُ
عدد ابيات القصيدة:35
عَـفـا دَيـرُ لِبّـى مِـن أُمَـيـمَـةَ فَالحَضرُ
وَأَقــــفَـــرَ إِلّا أَن يُـــلِمَّ بِهِ سَـــفـــرُ
قَـليـلاً غِـرارُ العَـيـنِ حَـتّـى يُـقَلِّصوا
عَـلى كَـالقَـطـا الجونِيِّ أَفزَعَهُ القَطرُ
عَــلى كُــلِّ فَــتـلاءِ الذِراعَـيـنِ رَسـلَةٍ
وَأَعــيَــسَ نَــعّــابٍ إِذا قَــلِقَ الضَــفــرُ
قَــضَــيـنَ مِـنَ الدَيـرَيـنِ هَـمّـاً طَـلَبـنَهُ
فَهُـــنَّ إِلى لَهـــوٍ وَجـــاراتِهـــا شُــزرُ
وَيــامَــنَّ عَــن ســاتــيــدَمـا وَتَـعَـسَّفـَت
بِـنـا العـيـسُ مَـجـهـولاً مَـخارِمُهُ غُبرُ
سِــواهُــمُ مِــن طــولِ الوَجـيـفِ كَـأَنَّهـا
قَــراقــيــرُ يُـغـشـيـهِـنَّ آذِيَّهـُ البَـحـرُ
إِذا غَــــرَّقَ الآلُ الإِكــــامَ عَــــلَونَهُ
بِــمُــنــتَــعِـتـاتٍ لا بِـغـالٌ وَلا حُـمـرُ
صَــوادِقِ عِــتــقٍ فــي الرِحــالِ كَـأَنَّهـا
مِنَ الجَهدِ أَسرى مَسَّها البُؤسُ وَالفَقرُ
مُــحَــلِّقَــةٍ مِــنــهــا العُـيـونُ كَـأَنَّهـا
قَـلاتٌ ثَـوَت فـيـهـا مَـطـائِطُهـا الخُضرُ
وَقَـد أَكَـلَ الكـيـرانُ أَشرافَها العُلى
وَأُبــقِـيَـتِ الأَلواحُ وَالعَـصَـبُ السُـمـرُ
وَأَجـــهَـــضــنَ إِلّا أَنَّ كُــلَّ نَــجــيــبَــةٍ
أَتـى دونَ مـاءِ الفَحلِ مِن رِحمِها سِترُ
مِـنَ الهـوجِ خَرقاءُ العَنيقِ مُطارَةُ ال
فُـؤادِ بَـراهـا بَـعـدَ إِبـدانِها الضُمرُ
إِذا اِتَّزَرَ الحـادي الكَـمـيـشُ وَقَـوَّمَـت
سَـوالِفَهـا الرُكـبـانُ وَالحَـلَقُ الصُـفرُ
حَـمَـيـنَ العَـراقـيـبَ العَـصـا فَـتَـرَكنَهُ
بِهِ نَــــفَــــسٌ عـــالٍ مُـــخـــالِطُهُ بُهـــرُ
يَــحِــدنَ عَــنِ المُــسـتَـخـبِـريـنَ وَأَتَّقـي
كَــلامَ المُــنــادي إِنَّنــي خـائِفٌ حَـذرُ
أُقـاتِـلُ نَـفـسـاً قَـد يُـحِـبُّ لَها الرَدى
بَــنــو أُمِّ مَــذعـورٍ وَرَهـطُـكَ يـا جَـبـرُ
إِذا مــا أَصــابَــت جَــحــدَرِيّــاً بِـصَـكَّةٍ
دَعَــتــهُ بِــإِقــبــالٍ خُـزاعَـةُ أَو نَـصـرُ
وَقَــيــسٌ تَــمَــنّــانـي وَتُهـدي عَـوارِمـاً
وَلَمّــا يُـصِـب مِـنّـي بَـنـي عـامِـرٍ ظُـفـرُ
وَمــا قَــبِــلَت مِــنّــي هِــلالٌ أَمــانَــةً
وَلا عـائِذٌ يُـغـنـي الضِـبـابَ وَلا شِمرُ
فَــإِن تَــكُ عَــنّــي جَــعــفَــرٌ مُــطـمَـئِنَّةً
فَـإِنَّ قُـشَـيـراً فـي الصُـدورِ لَهـا غِـمرُ
وَإِن أَعـفُ عَـنـهـا أَو أَدَعـهـا لِجَهلِها
فَــمــا لِبَــنـي قَـيـسٍ عِـتـابٌ وَلا عُـذرُ
وَقَـد كُـنـتُ أُعـفـي مِـن لِسـانِـيَ عامِراً
وَسَـعـداً وَيُـبـدي عَـن مَـقاتِلِها الشِعرُ
وَلَولا أَمــيــرُ المُــؤمِـنـيـنَ تَـكَـشَّفـَت
قَـبـائِلُ عَـنّـا أَو بَـلاهـا بِنا الدَهرُ
إِذاً لَرَفَــعــنــا طَــيِّئــاً وَحَــليــفَهــا
بَــنــي أَسَــدٍ فـي حَـيـثُ يَـطَّلـِعُ الوَبـرُ
وَكَـلبٌ إِذا حـالَت قُـرى الشـامِ دونَها
إِلى النـيـلِ هُـرّابـاً وَإِن أَجدَبَت مِصرُ
يَــعــوذونَ بِــالسُـلطـانِ مِـنّـا وَفَـلُّهُـم
كَـذي الغـارِبِ المَنكوبِ أَوجَعَهُ الوِقرُ
وَإِلّا تَــصُــر أَعــرابَ بَــكـرِ بـنِ وائِلٍ
مُهـــاجِـــرُهــا لا يُــرعَ إِلٌّ وَلا صِهــرُ
فَـمـا تَـرَكَـت أَسـيـافُـنـا مِـن قَـبـيـلَةٍ
تُــحــارِبُــنـا إِلّا لَهـا عِـنـدَنـا وِتـرُ
حَـجَـونـا بَـني النُعمانِ إِذ عَضَّ مُلكُهُم
وَقَـبـلَ بَـنـي النُـعـمانِ حارَبَنا عَمروُ
لَبِـسـنـا لَهُ البـيـضَ الثِـقالَ وَفَوقَها
سُـيـوفُ المَـنـايـا وَالمُـثَـقَّفـَةُ السُمرُ
وَأَمــسَــكَ أَرســانَ الجِــيــادِ أَكُــفُّنــا
وَلَم تُلهِنا عَنها الحِجالُ بِها العُفرُ
أَكُــــلَّ أَوانٍ لا يَـــزالُ يَـــعـــودُنـــي
خَــيــالٌ لِأُخــتِ العـامِـرِيِّيـنَ أَو ذِكـرُ
وَبَـيـضـاءَ لا نَـجـرُ النَـجـاشِـيِّ نَجرُها
إِذا اِلتَهَـبَـت مِنها القَلائِدُ وَالنَحرُ
مِـنَ الصُـوَرِ اللاتي يَرَحنَ إِلى الصِبا
تَـظَـلُّ إِلَيـهـا تَـنـزِعُ النَـفـسُ وَالهَجرُ
وَلَكِـن أَتـى الأَبـوابُ وَالقَـصرُ دونَها
كَـمـا حالَ دونَ العاقِلِ الجَبَلُ الوَعرُ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: الأَخطَل
شاعر مصقول الألفاظ، حسن الديباجة، في شعره إبداع. اشتهر في عهد بني أمية بالشام، وأكثر من مدح ملوكهم. وهو أحد الثلاثة المتفق على أنهم أشعر أهل عصرهم: جرير والفرزدق والأخطل.
نشأ على المسيحية في أطراف الحيرة بالعراق واتصل بالأمويين فكان شاعرهم، وتهاجى مع جرير والفرزدق، فتناقل الرواة شعره. وكان معجباً بأدبه، تياهاً، كثير العناية بشعره. وكانت إقامته حيناً في دمشق وحيناً في الجزيرة.