قصيدة هل هز بالأعطاف سمر صعاده للشاعر ابن الساعاتي

البيت العربي

هل هزَّ بالأعطافِ سمرَ صعادهِ


عدد ابيات القصيدة:17


هل هزَّ بالأعطافِ سمرَ صعادهِ
هـل هـزَّ بـالأعـطـافِ سـمـرَ صـعادهِ
أم جــرَّد الألحــاظَ مــن أغـمـادهِ
ذهــبَ الهـدوُّ فـأيـنَ سـاعـةُ عـودهِ
وقـضـى السـلوُّ فـأيـن يـومُ معاده
مـا أجـمـلتْ جـمـلٌ ولم تـنعم إذاً
نُــعْـمٌ ولم يُـسـعـد فـعـال سـعـاده
تـهـوى الذوابـلَ مـن قدود ظبائه
وتــصــدُّ خــوفــاً مـن ظـبـىَ آسـاده
يـا بـعـدهـا أمـداً وحـمـرُ دمـوعه
مــن عــنــســهِ وســهـاده مـن زاده
لولا الهوى ما احمرَّ أبيضُ دمعهِ
يـوم النـوى وابـيـضَّ فـودُ فـؤاده
لهــفــانُ إلفُ جــفــونــهِ لدمـوعـهِ
أهــدى عــداوةَ جــنــبــهِ لمـهـاده
هـيَ عـادةُ الأيـام فـي أبـنـائها
والشــيــءُ ليـس بـزائلٍ عـن عـاده
أو مــــدنــــفٌ خـــافٍ عـــلى زوَّارهِ
وأظـــنَّ أنَّ الطـــيــفَ مــن عــوَّاده
وكــأنـمـا قـبـض الصـبـاحُ فـدهـرهُ
مــتــســتّــرٌ والليــلُ ثـوبُ حـداده
يــلقـى مـصـاحـبـةَ الدَّجـى فـبـودهِ
لو زال صــبــغُ ســوادهِ بــســواده
ذا القـلبُ شـبَّ لظـاهُ جـفـنٌ واكـفٌ
مـا ذاق طـرفُ النـجـمِ مثلَ سهاده
وسـنـانُ سـاجـي الطـرف صـدَّ مسّهدا
فـــكـــأنّهُ مـــتـــكــحّــلٌ بــرقــاده
مـــتـــعـــزّزٌ فـــلذاكَ ذلُّ مـــحـــبّهِ
مــتــمــنّــعٌ فــلذاك ليــنُ قـيـاده
كــالظـبـي فـي لفـتـاتـه ونـفـارهِ
والبــدر فــي إشــراقــهِ وبـعـاده
وكــأنــمـا جـنـح الظـلام حـراقـةٌ
والرقُ يــذكــيـهـا بـسـقـطِ زنـاده
جــاهــدنــنــي فــرددتـهـا بـمـؤيَّدٍ
لله صـــدقُ تـــقـــاتـــه وجــهــاده
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

على بن محمد بن رستم بن هَردوز أبو الحسن بهاء الدين المعروف بابن الساعاتى: الشاعر الدمشقي، نعته الذهبي ب(عين الشعراء) وفد والده من خراسان إلى دمشق وعمل في خدمة نور الدين الشهيد، ونبغ في صناعة الساعات وعلوم الفلك وهو الذي عمل الساعة المعلقة عند باب الجامع بدمشق وولد له في دمشث ولدان أحدهما بهاء الدين أبو الحسن صاحب هذا الديوان والثاني فخر الدين رضوان الطبيب الوزير الذي استوزره الملك الفائز ابن الملك العادل الأيوبي والملك المعظم عيسى بن الملك العادل. وانتقل بهاء الدين من دمشق إلى القاهرة وخدم صلاح الدين وتوفي فيها وهو في الحادية والخمسين وكل قصائده المؤرخة بعد 585 نظمت في وادي النيل. كما يقول الأستاذ أنيس المقدسي محقق ديوانه قال: ويوجد من المدائح ما يرجع عهده الى سنة 583 هجرية وقد ذكر أنه أنشدها في دمشق ومنها قصيدة في تهنئة صلاح الدين الايوبي بفتحه القدس. والظاهر أنه لم يرحل عن وطنه دمشق الا كارها مدفوعا الى الرحيل بطلب المال وحسن الحال أو كما يقول:
قال ابن خلكان: شاعر مبرز في حلبة المتأخرين، له ديوان شعر يدخل في مجلدين، أجاد فيه كل الإجادة، وديوان أخر لطيف سماه " مقطعات النيل " نقلت منه قوله: (ثم أورد قطعتين ثم قال): وله كل معنى مليح. أخبرني ولده بالقاهرة المحروسة أن أباه توفي يوم الخميس الثالث والعشرين من شهر رمضان سنة أربع وستمائة بالقاهرة، ودفن بسفح المقطم وعمره إحدى وخمسون سنة وستة أشهر وأثنا عشر يوماً. ورأيت بخط بعض المشايخ وقد وافق في تاريخ الوفاة ولكنه قال: عاش ثمانياً وأربعين سنة وسبعة أشهر واثني عشر يوما وأنه ولد بدمشق، رحمه الله تعالى. والله أعلم بالصواب. وهردوز: بفتح الهاء وسكون الراء وضم الدال وسكون الواو وبعدها زاي.
تصنيفات قصيدة هل هزَّ بالأعطافِ سمرَ صعادهِ